منذ اسابيع قليلة اعلن السيد سمير المشهراوي عبر فضائية الغد دعم التيار الاصلاحي لاي مصالحة بين الرئيس وحماس معبرا عن ان تلك المصالحة وانهاء الانقسام لن يؤثر على تفاهمات القاهرة ، موقف يمتاز بالرقي الوطني والمسؤلية مستطردا ان الاخ محمد دحلان سيستمر في تفكيك ازمات غزة في جميع المجالات سواء عبى صعيد المصالحة المجتمعية والتي ستنتج على طريقها مصالحة مجتمعية للأولياء الدم لعدد 14 اسرة يوم الخميس في عرس وطني او لجنة التكافل الاجتماعي التي تستمر في نشاطها للمرحلة الثالثة ، وسبق ان قدم النائب محمد دحلان مكافأت تشجعية لاوائل الطلبة في الثانوية العامة ومبالغ مساعدات لاسر الشهداء والطلبة الجامعيين الذين لم تمكنهم احوالهم المادية من تسديد الديون المتراكمة عليهم وتمنعهم من الحصول على شهاداتهم العلمية ، في نفس السياق سيقدم النائب دحلان مبلغ 21 الف دولار لتنشيط الاندية الرياضية في قطاع غزة وبحفل وطني في قاعة الاروزا على شاطيء غزة .
وبرغم ان التيار الاصلاحي وعلى لسان قادته يدعمون اي توجه لانهاء الانقسام فالحقيقة التي يجب ان لا تغفل دور التيار الوطني في التقارب والتفهم المتبادل بين مصر وحماس وبالتحديد النائب محمد دحلان والسيد سمير المشهراوي وعلى قاعدة تأمين حدود مصر مع غزة والاتفاق على قضايا لها جوهر امني وهي حقيقة في نطاق الامن القومي للمصريين وللفلسطينيين مهمة جدا ، ومع تفهم الجميع لازمة معبر رفح ، فما كان من اطروحات غير مسؤلة تتحدث عن فتح المعبر بشكل مستمر كان هذا تضليل اعلامي يتنافى مع حقيقة تعقيدات ازمة المعبر على المستوى الامني والاقليمي والدولي . وكل ما يستطيع فعله المصريون فتح المعبر في فترات احسنها متقاربة على حسب المناخات الامنية ولظروف انسانية .
الحقيقة الثانية ان القفز في اي مصالحة بين حماس وابو مازن عن التيار الاصلاحي وترتيب الاوضاع الداخلية في حركة فتح وكما طرحت مبادرة الرباعية العربية ستكون مصالحة منقوصة ستحدث فجوات وخلل امني وخطوط متوازية لا لقاء فيها وبرغم ايضا ما وصفه السنوار بان التفاهمات مع دحلان ستمضي قدما وان كان هناك مصالحة مع الرئيس ابو مازن .
اذا مطلوب تنفيذ مبادرة الرباعية العربية بانهاء حالة الانقسام الداخلي في فتح والرجوع عن قرارات الفصل وقطع الرواتب التي اتخذها الرئيس وليس فقط العدول عن قراراته بحق الموظفين والاسرى ومن ثم تنفيذ بنود اتفاق اقاهرة لعام 2011م وتشكيل حكومة وحدة وطنية يسبقها حل اللجنة الادارية ولتقوم حكومة التوافق بجميع مسؤلياتها تجاه القطاع كما هو الحال في الضفة ومن ثن تحديد مدة زمنية لانتخابات برلمانية ورئاسية .
هناك ما يجب فعله من كافة الاطراف لانهاء الانقسام وبرغم قناعاتي للان اي حلول لانهاء الانقسام ستحل في اطار المنظور السياسي والاقليمي لكلا من مصر والاردن ومستبعدا اي اتفاق اندماجي بين اجهزة السلطة السيادية واجهزة حماس السيادية ، لدينا مشكلة بان تلك الاجهزة والمؤسسات مبنية على قاعدة حزبية لها اطرها وتوجهاتها وقادتها ولم ترقى الحالة الوطنية لاذابة الفصائلية في مربع وطني واحد .
الحقيقة الثالثة : مع وجود لبنة اساسية للمصالحة بين ابو مازن وحماس ورفضه انهاء الانقسام الداخلي في فتح ، ما هو موقف التيار الاصلاحي ... وكيف سيعمل ..؟؟ وعلى اي توجهات ..؟؟ فحين كما قلت ان اي مصالحة ستأتي في نطاق المنظور الاقليمي لمشروع سياسي متكامل بين دول الاقليم واسرائيل .... ومن المبكر ان نطرح ازمات اكثر تعقيدا في ظل التصور الاقليمي وبالاحرى التوجه الاقليمي ، بالبرنامج السياسي للتيار الاصلاحي هو برنامج منظمة التحرير وكما هو الحال لبرنامج ابو مازن الذي تجاوز برنامج منظمة التحرير او تم تجميده في حدود النشاط السياسي والدبلوماسي ، اما حماس وبعد وثيقتها فهي راغبة بالانفتاح على المتغيرات الاقليمية والدولية في حدود قبول دولة على اراضي 67م، ولنعود لموقف ابو مازن الذي يبارك صفقة ترامب السياسية الامنية التي تتجاوز حدود مفهوم حل الدولتين لما هو اسوء للفلسطينيين ، وما هو مستقبل قوات القسام والاجهزة السيادية لحماس في اطار نظرية التطويع .
الحقيقة الرابعة : ان لم يكن التيار الاصلاحي على قدر كبير من القوة والحشد والفعل والتفعيل فالسياسة تخضع للمتغير والتحالفات قد تتغير بين ساعة واخرى بناء على خريطة ومسارات القوى الفاعلة ، ومن هنا بالتأكيد ان التيار الاصلاحي له وجود انتشاري في قطاع غزة اثبت وجوده ولكن يحتاج الكثير وبما يتناسب مع ثقل النائب دحلان والسيد سمير المشهراوي ليشكل ايقونة في المعادلات القادمة .
الحقيقة الخامسة : فيما لو اهمل الشق الاول في المصالحة الفلسطينية الفلسطينية اي اهمل مل المصالحة الفتحاوية في ظل التقارب المحسوب بدقة بين ابو مازن وحماس وفعلا تقدم الطرفان وصولا للانتخابات هل ينتظر التيار الاصلاحي تلك الانتخابات للخوض في غمارها .؟؟ وهل هو مستعد لذلك وقاعدته الشعبية تضمن له تحقيق نتائج جيدة ..؟؟ هذا اذا انتهج محمود عباس وقوانينه وحماس النهج الديموقراطي ويمكن التيار الاصلاحي بدخول الانتخابات ام ستبقى قرارات عباس وتلفيقاته هي سيف وسيدة الموقف على قيادة التيار ..؟؟ والسؤال الاخير : هل يمكن ان يدخل التيار كمستقلين ام تحت اي عنوان ... وهل هو قادر على صناعة تحالفات ... الموضوع يتعلق بطبيعة القوى الفلسطينية والاقليمية التي تعمل في الساحة .
هذه تساؤلات واستقراءات ......مع ثقتي اننا ذاهبون لصفقة في اطار الحل الاقليمي ...... وكيف يمكن ترتيب القوى الداخلية ... وفي اي المسارات .... الامورر غاية في التعقيد والتشابك .
ولا تسألوني عن المشروع الوطني اين هو واين ذهب ...؟؟!