تمر القضية الفلسطينية في منعطف هام وخطير وذلك لكثرة التحالفات السياسية والمواقف الدراماتيكية المتغيرة سياسياً في كل المنطقة العربية ولا نخفي شيئاً اذ قلنا في العالم اجمع.
قطاع غزة اصبح الان هو محور القضية الفلسطينية لما يتمتع به من زخم سياسي وخاصة بعد انتخاب السنوار زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة , فقد حاول الرجل بكل قوته ان يوازن بين القوى المتصارعة في المنطقة وخاصة محور مصر والرباعية العربية ومحور تركيا وقطر ومحور ايران والمحور الاسرائيلي الفلسطيني المتمثل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من اجل ذلك قام السنوار ووفد رفيع من قيادة حماس بزيارة للقاهرة في المرة الاولى حيث التقى دحلان وجرت بينهما عدة تفاهمات للحفاظ على زخم القضية الفلسطينية والخروج من عنق الزجاجة الموجودة فيه هذه القضية ولتجنب حرب جديدة غزة وشعبها في غنا عنها.
لذلك اقتنع تماماً ان كل هذا لا يمر ولا يمكن ان يكون الا بوجود مصر ودعم مصر ومحورها المتمثل في السعودية والامارات كثقل اقتصادي لا يستهان به.
بالمقابل هناك محور قطر تركيا لا يروق له استئثار مصر بالحل الفلسطيني والتقارب الفلسطيني فرمت بكل ثقلها كل تفشل هذا التقارب وهذه التفاهمات بعدة طرق منها مثلاً ارسال المبعوث القطري الى غزة والضغط على حماس وتشجيع العمل المسلح الارهابي في شبه جزيرة سيناء بالإضافة الى وقف تمويل حركة حماس من قبل قطر ولكن السنوار في زيارته الثانية لمصر وبوجود السيد ابو مرزوق القادم من المحور التركي القطري نجح مرة اخرى في وضع الكرة في الجانب المصري وحمل مصر مسئولية انهاء الانقسام الفلسطيني بالشكل التي تراه مصر وبذلك فتح صفحة جديدة مشرقة مع مصر مقابل كافة المحاور الاخرى.
بالمقابل حسن علاقة حركته مع ايران وبدأت تصريحات قيادة حماس تتجنب الحديث عن سوريا حتى في المساجد , بدأ كل دعاة حماس بالتوقف عن الدعاء ضد بشار الاسد والقيادة السورية وهذا دليل على عودة العلاقة الحميمة بين حماس وايران.
بالمقابل هناك الموقف الروسي الذي اصبح الان له دور مؤثر في المنطقة بعد تدخله بشكل مباشر في المسألة السورية وتحقيق الحسم ا لعسكري في المنطقة , لذلك فهذا المحور السوري الروسي الايراني محور قوي لا تستطيع حركة حماس تخطيه بل تحاول مراراً وتكراراً الحفاظ على العلاقة الطيبة معه.
اما طرف السيد الرئيس والطرف الاسرائيلي , فإسرائيل ملتزمة الصمت حتى الان من هذا التقارب والسبب ان هناك دور لمصر في ابرام صفقة تبادل اسرى مع حركة حماس ولا تريد ان تفشل هذه المبادرة بموقف سياسي محدد كأنها تقول لا يهمنا هذا التقارب مع العلم انها ضد اي تقارب فلسطيني فلسطيني.
لذلك نرى كل يوم شروط جديدة واحاديث حول شروط المصالحة مع العلم ان الكل يعرف ان الرئيس الفلسطيني لا يستطيع ان يقدم على خطوة من هذا النوع دون الموافقة الاسرائيلية لان المقاصة المالية الاسرائيلية في ايدي الاسرائيليين ولو حاول عباس تخطي الموقف الاسرائيلي فلا مال سوف يكون لديه والدول العربية التي من الممكن ان تعوض ذلك علاقتها به مهتزة في النهاية لا بد للقيادة الفلسطينية ان تأخذ موقفاً صعباً وهو الموقف الذي يستطيع ان تحمي نفسها به وهو الوحدة الوطنية لكافة القوى الفلسطينية الموجودة على الساحة الفلسطينية من ضمنها محمد دحلان , لأن قوته ليست بسيطة على الساحة من الناحية المالية والناحية الجماهيرية , فهل تستطيع هذه القيادة تحقيق ذلك.؟