مطاردة في منيابولس- قصة قصيرة
الرابع عشر من أيلول سبتمبر ٢٠١٧
انتبه سائق الباص العمومي في أحد شوارع منيابولس أن سيارة تلاحقه، وكلما توقف عند محطة لإنزال الركاب أو تحميل غيرهم تقف خلفه مع أن باستطاعتها أن تتجاوزه بكل سهولة، ولا تتحرك إلا بعد أن يغادر المحطة مهما كان وقت الانتظار. اشتبه السائق بذلك فاتصل بالمركز الرئيسي يخبرهم بالأمر، فنصحوه أن يتابع سيره كما هو وأنهم سيرسلون الشرطة فورا لمتابعة الأمر.
وصلت سيارة شرطة بعد دقائق خلف السيارة المشتبه بها، وأمر الشرطي السائقَ أن يوقف سيارته جانبا.
نزل الشرطي من سيارته فوجد فيها شابان أسودان عرف أنهما صوماليان، لكنه عجز عن فهم أي شيء منهما، فلغتهما الإنكليزية ركيكة.
وبينما هو يدخل المعلومات عنهما وصله إشعار بضرورة التوجه لمكان آخر بشكل طارئ، فتركهما بعد أن أعاد لهما البطاقتين وغادر مسرعا بعد أن أشعل جهاز الإنذار فوق سيارته.
فجأة لحق به الصوماليان بنفس السرعة، قطع الشرطي الإشارة المرورية الحمراء فقطعاها خلفه، كانا يسيران بسرعة قصوى خلف الشرطي، من شارع لشارع، فانتبه لهما رجل أمن يقود سيارة مدنية متجهة لنفس المكان فلحقهما، وبدأت مطاردة لعدة دقائق، سيارة شرطة يطاردها صوماليان بسيارتهما، وسيارة أمن مدنية تطاردهما فجأة أصبحت عدة سيارات، وكانت مطاردة أشبه بأفلام هوليوود.
انتهت الملاحقة عند مكان الحادث الذي طُلب من الشرطي الأول التوجه إليه.
عدة أفراد من الشرطة خرجوا بسرعة من سياراتهم، ووجهوا مسدساتهم نحو السيارة المشتبه بها، طلبوا من الصوماليين إخراج أيديهم من نافذتي السيارة ثم اقتربوا منهما تدريجيا حتى هجموا عليهما، وأخرجوهما من السيارة ثم كبلوهما، وأشبعوهما ضربا حيث وجهت لهما تهمة ملاحقة رجل أمن للاعتداء عليه.
في قسم الشرطة لم يفهموا منهما شيئا، فأرسلوا في طلب مترجم صومالي، حيث سألهما: لماذا كنتما تلاحقان الباص، ثم صرتما تطاردان الشرطي؟
بدأ الصومالي الذي كان يقود السيارة بالحديث، وخلال حديثه تغير وجه المترجم، ثم بدأ بالضحك مما أثار استغراب المحققين، فسألوه فورا: ماذا يقول؟
قال لهم: يقول أنهما يعملان في مصنع معا، وكانا يذهبان إليه كل صباح بالباص، ومنذ يومين اشتريا سيارة معا، وأصبحا يذهبان للمصنع بالسيارة، ولأنهما حديثا العهد بالمدينة، وباللغة، ولا يعرفان الشوارع جيدا لذلك قررا أن يتبعا الباص الذي كانا يستقلانه للعمل كي يصلا المصنع بسلام.
وعندما أوقفهما الشرطي، وتركهما بسبب استدعائه لمكان جريمة أكثر اضطرارية كان الباص قد سار بعيدا واختفى عن الأنظار، فلحقا بالشرطي كي يسألانه كيف يلحقان بالباص.