حديث الناس في البلد عن الطرق والنقل وبشكل خاص الزمن المطلوب لقطع المسافة، التكلفة، الانتظام، وهذا لا علاقة له بقضايا الدراسات والأبحاث والواقع والمستقبل والخطط والرؤى، هذا كله شأن المختصين اما المواطن/ة يريد ان يتنقل بأقصر زمن وبأقل كلفة وبأجود حافلة.
جميع الدراسات المتخصصة تفيد ان زمن ومسافة السفر داخل البلد من الخليل الى جنين، من الخليل الى معبر الكرامة، من رام الله الى نابلس، من رام الله الى القدس، إما تضاعفت او زادت بنسبة الضعف للمسافة الأصلية وكذا الوقت وبالتالي الكلفة الكلية لكل سفرة.
المعطيات تؤكد أن الاحتلال وقف وظل يقف عائقاً أمام تطور قطاع الطرق والنقل في فلسطين، حيث تكبد قطاع النقل والمواصلات جراء الحصار والإغلاق والعدوان من 2000 – 2005 ما يقارب 343 مليون دولار.
وتنسحب الأمور ايضا على الازمة المرورية داخل المدن والتي تستهلك الوقت وتزيد التكلفة وتقتل الدافعية، خصوصاً أنك تحتاج للانطلاق قبل اربعين دقيقة من موعدك على الأقل لكي تصل اجتماعك او موعد الندوة او الدوام.
نعلم تماماً أن جهداً يُبذل الا أن حجم التحديات كبير خصوصاً الحاجة لموافقة الاحتلال على مشاريع الطرق في المناطق المصنفة ( ج ) حتى لو كانت وصلة أو مقطعا او مشروعا متكاملا، وغالبا ما يتم الإطالة في إصدار الموافقات، ومن التحديات ايضا زيادة الطلب على مشاريع الطرق خصوصاً أننا ورثنا بينة تحتية مدمرة وقطاع طرق موجهاً لخدمة المستوطنات والمستوطنين، وبعد إنجاز مشاريع طرق الا ان الاجتياحات الاسرائيلية للمدن الفلسطينية ادت لتدمير البنية التحتية والعودة الى مربع البحث عن مصادر مالية لمشاريع إعادة التأهيل وإعادة الانشاء.
وتتعاظم مشاكل قطاع النقل والمواصلات في فلسطين، خصوصاً ان انقطاعات الطرق مستمرة، الأمر الذي يتطلب التفافاً طويلاً، إضافة لتحديد مدخل ومخرج كل محافظة من قبل الاحتلال، الأمر الذي يضع المواطنين في أزمة مستمرة خصوصاً في ساعات الذروة والتي باتت تطول وتطول ولم تعد ساعات ذروة كما هي في بقية العالم، اذ يتم وضع كف توقف على مفترق تمر منه 90% سيارات فلسطينية، وبالتالي يصبح التوقف قانوناً خاضعاً للمخالفة، ويتم إغلاق طريق يشكل شريان رئيسي لحركة النقل لفترات طويلة او مؤقتة او دائمة، إضافة الى الحواجز الطيارة وقطع الطرق بها.
ويضاف الى ذلك رفع الخطورة على بعض الطرق نتيجة لإجراءات الاحتلال تارة بإنشاء نفق لحركة النقل الفلسطينية لجعل مسار المستوطنين فوق هذا النفق، وتمنع انارة النفق وتمنع صيانة اي مقطع فيه، وهناك شواهد متعددة لتكرار جرف طرق تم تأهيلها او اعادة انشائها، وشروط لربط طريق بالطريق الرئيسي بصورة تؤخر انسيابية الخروج من الطريق لصالح انسيابية حركة المستوطنين، وتحويل مداخل طريق بلدات فلسطينية الى مخرج فقط وتحديد الدخول من مسار آخر اطول.
تاريخياً يوجد لدينا "طريق 60 " وهو الرابط بين محافظات ومدن الضفة الغربية وهو طريق طولي يمتد من جنين حتى الظاهرية، وعمل الاحتلال على ايجاد طرق عرضية تقطع هذا الطريق وهو العامود الفقري لحركة النقل والمواصلات، وباتت هذه الطرق العرضية تخدم المستوطنين وتربط بين مناطق 1948 والمستوطنات.
وتركز السلطة في رؤيتها على تحقيق التواصل بين المحافظات والمدن الفلسطينية من أجل التأسيس للبنية التحتية لتجسيد دولة فلسطين على الأرض.
عمليا تعمل السلطة الوطنية الفلسطينية على إعادة تأهيل وإنشاء عدد من مشاريع الطرق رغم أحجام المانحين ورغم ضعف الموارد الذاتية من الخزينة الفلسطينية، الا أن مجموعة من المشاريع بأطوال محدودة طرحت عطاءاتها، وهناك مشاريع أنجزت وقيد الإنجاز مثل طريق حوارة – نابلس، نابلس – دير شرف، الجلمة – قباطية، الزبابدة – الجامعة العربية الأميركية، الزبابدة – قباطية، وادي النار، واد الجهير – العيزرية، مداخل اريحا، طريق الشعراوية.
اليوم تبدأ الأعمال في مشروع توسعة وتأهيل طريق عنبتا نور شمس طولكرم في محافظة طولكرم، والعمل في طريق القدس الخليل جزء من الطريق 60 العامود الفقري للنقل والمواصلات.
وتعتبر الطرق مدخلا مهما من مداخل التنمية التي تؤثر على القطاعات الأُخرى كالإسكان والزراعة والتعليم والصحة، وخلق فرص العمل وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للمقاولين والكسارات والصناعات الإنشائية.
حاكموا قطاع الطرق والتجار ميدانيا
10 نوفمبر 2024