شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرينيأن جميع أطراف الاتفاق النووي الإيراني ملتزمون بالاتفاق حتى الآن، وسط تحذيرات فرنسية وألمانية من إلغاء الاتفاق.
وقالت موغيريني -بعد اجتماع لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف مع أطراف الاتفاق النووي في نيويورك- إن واشنطن أقرت بالتزام إيران التام بالاتفاق النووي.
وأضافت أن الاتفاق لم يتم خرقه من قبل أي طرف، وأنه لا حاجة لإعادة التفاوض بشأنه. وأشارت إلى أنه بالإمكان معالجة المسائل الأخرى خارج نطاق الاتفاق.
وقالت موغريني إنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتحمل إنهاء اتفاق يعمل جيدا في الوقت الذي يوجد فيه عدد هائل من الصراعات والأزمات وتهديد نووي قادم من جزء مختلف من العالم.
وفي رده على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وصف الاتفاق بأنه الأسوأ في تاريخ بلاه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران ترغب في الحفاظ على الاتفاق بينها وبين القوى العالمية الست والذي وافقت طهران بموجبه على الحد من أنشطة برنامجها النووي لعشر سنوات على الأقل مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي ألحقت ضررا كبيرا باقتصادها.
وأضاف -في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- أن الإدارة الأميركية الجديدة بانتهاكها الاتفاقات الدولية لا تدمر مصداقيتها فحسب، بل تقوّض كذلك ثقة المجتمع الدولي في تعهداتها.
وفي حديث مع الصحفيين في وقت لاحق اليوم، قال روحاني إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق رغم خطاب ترمب، وأضاف أن أي دولة تنسحب من الاتفاق ستسبب لنفسها العزلة والحرج.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه توصل بالفعل إلى قرار بشأن ما إذا كانت واشنطن ستبقى طرفا في اتفاق إيران النووي الذي أُبرم عام 2015، لكنه امتنع عن الإفصاح عن هذا القرار.
لكن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي قالت إن خطاب ترمب يشير إلى عدم سعادته بالاتفاق، وليس إلى قرار بالانسحاب منه.
وأضافت أنه إذا لم يقتنع ترمب بالتزام إيران، فعلى الكونغرس خلال ستين يوما تحديد ما إذا كان سيعيد العمل بالعقوبات.
بدوره تحدث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لشبكة فوكس نيوز عن الحاجة إلى إجراء تعديلات على الاتفاق.
وهو ما ذهب إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه لم يفقد الأمل بعد في إقناع الرئيس الأميركي بتغيير رأيه في الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
لكن ماكرون أقر بأن الاتفاق ليس كافيا في ضوء تطوّر الوضع الإقليمي وتنامي الضغوط التي تمارسها إيران على المنطقة، وزيادة النشاط الإيراني على المستوى الباليستي منذ توقيع الاتفاق، وفق تعبيره.
بدورها، أعربت الحكومة الألمانية عن عدم تفهمها لموقف ترمب الناقد للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران، وقال نائب المتحدث باسمها إن برلين "لا ترى داعيا للمخاطرة مجددا بهذه الاتفاقية المهمة".
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحفيين روس في الأمم المتحدة في تصريحات نشرتها وزارته إن بلاده تشعر بالقلق من تشكيك ترامب في الاتفاق.