انطلقت اليوم السبت، بمنطقة تقسيم في مدينة إسطنبول التركية فعاليات "ندوة القدس الدولية، الماضي والحاضر والمستقبل"، بتنظيم من بلدية "عمرانية"، وجامعة " إسطنبول مدنيات" ووقف "براق".
ويهدف المؤتمر، والذي تنتهي فعالياته اليوم الأحد، إلى التعريف بالقدس، وترسيخ محبتها، وللتعريف في المدينة المقدسة، من خلال سرد التاريخ المقدسي، والتعريف الثقافي والحضاري بها من قبل الباحثين، بحسب المنظمين.
وحضر المؤتمر آلاف المواطنين الأتراك، لاسيما الطلبة الجامعيين منهم، بالإضافة إلى العشرات من الضيوف من السعودية، مصر، الأردن، الجزائر، المغرب، لبنان وسوريا، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري.
وقال رئيس بلدية "عمرانية" حسن جان خلال الكلمة الافتتاحية إن "بعض المدن معناها أكثر مما تحويه من مباني، وهنالك بعض المدن لها ثقل معنوي وقدسية أكثر، والقدس هي من المدن المقدسة التي تم التبليغ بها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "نشهد في هذه الأيام ظلمًا كبيرًا على تلك المدينة المقدسة، وهناك الكثير ممن استشهدوا فيها"، مشيرًا إلى أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان عمل على رفع الظلم الإسرائيلي عن المدينة، لكن لا نقول أن الظلم ارتفع عنها، والشعب التركي يقف بجانب الشعب الفلسطيني.
من جهته، شدد مساعد رئيس الشؤون الدينية التركية "يغوث أنال" على أن "هوية المدينة المقدسة، مرسومة من خلال المعابد المرسومة فيها، وهي في قلب الأمة وشرف المسلمين، وتعتبر القلب النابض للمسلمين.
وأوضح أن الحضارات التي تنتج كلها تضع لبنة في التنمية الأكاديمية، وذلك الإطار نرسخ علاقتنا مع القدس، التي ترضخ تحت الاحتلال.
وأشار إلى أن الأبحاث التي تكتب عن المدينة المقدسة سوف تنتقل إلى المستقبل لكي يقرأها الأجيال القادمة، والقدس تمثل الوحدة لدينا، والمسجد الأقصى دائمًا ما يرمز إلى إيمان المسلم بالأنبياء السابقين والملائكة.
من جانبه، قال الشيخ صبري إن "القدس والمسجد الأقصى لفظان متلازمان، والتلازم بينهما عقيدة وإيمان وحضارة".
ورأى أن القدس تربطنا بها العبادة، وهي القبلة الأولى للمسلمين، كما أنها مرتبطة بالحج والعمرة، فمناسك الحج والعمرة يمكن أن تبدأ من المدينة بالإحرام، وشاهدنا هذه الأيام مجموعات كبيرة من الحجاج الأتراك وهم مُحرمون، فينطلقون إلى مكة المكرمة، ولدينا أيضًا الارتباط الثقافي والحضاري، لأنها مليئة بالتراث والتاريخ منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأشار إلى أن الآثار التركية ما زالت حاضرة وشاهدة على البصمات العثمانية على تلك المدينة وبما في ذلك المسجد الأقصى، وحقنا السياسي في فلسطين، تتمثل بالعهدة العمرية، عام 15هـ، والتي وقع عليها العديد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم.
بدوره، أشار رئيس رابطة "برلمانيون لأجل القدس" الجزائري بشير جار الله إلى أن الرابطة تعمل على تشبيك وديمومة عمل البرلمانيين في العالم، لخدمة مدينة القدس، كما نعمل على زيارة البرلمانات العالمية، لمواجهة أعمال الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
ويعقد المؤتمر ست جلسات، تتمحور الجلسة الأولى حول تاريخ مدينة القدس، والثانية حول القدس العثمانية، التراث العثماني، وعرض دراسات حول إعادة الإعمار والبناء، وجلسة القدس اليوم وانتهاك الحقوق، وأخيرًا المستقبل العالمي للقدس وتركيا.