بدأ التصويت في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان في شمال العراق، اليوم الاثنين، رغم المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) على أن تغلق في السادسة مساء، وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة.
وستكون على الأرجح نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية "بنعم" على الاستقلال.
ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار.
وفي مؤتمر صحافي عقده الاحد في اربيل، قال مسعود بارزاني بصوت هادئ ولكن حازم "الشراكة مع بغداد فشلت ولن نكررها. لقد توصلنا إلى اقتناع بأن الاستقلال سيتيح عدم تكرار مآسي الماضي".
واضاف "توصلنا إلى قناعة بأن أيا كان ثمن الاستفتاء فهو أهون من انتظار مصير أسود".
وسبق لبارزاني أن أشار إلى أن فوز معسكر الـ"نعم" في الاستفتاء لا يعني اعلان الاستقلال، بل بداية "محادثات جدية" مع بغداد لحل المشاكل العالقة وبينها مسألة الحدود.
في المقابل اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاحد في بغداد ان حكومته لن تعترف باستفتاء استقلال كردستان.
وقال في خطاب موجه الى الشعب العراقي ان "التفرد بقرارٍ يمس وحدةَ العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة (...) هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين".
مواقف دول الجوار..
يذكر أن ايران اولى دول الجوار التي اتخذت اجراء انتقاميا ردا على قرار اجراء الاستفتاء، فحظرت كل الرحلات الجوية مع كردستان العراق، بناء على طلب حكومة بغداد، حتى اشعار اخر.
اما تركيا فحذرت من ان ردها ستكون له جوانب "امنية" و"اقتصادية"، في وقت كثف الجيش التركي مناوراته على الحدود.
وطلبت الحكومة العراقية الاحد من كل الدول ان تحصر التعامل معها في كل العمليات المرتبطة بالنفط بعدما قررت سلطات اقليم كردستان اجراء الاستفتاء.
ويبلغ متوسط انتاج كردستان العراق من النفط 600 الف برميل يوميا يتم تصدير 550 الفا منها الى تركيا عبر ميناء جيهان.
وهذه التهديدات التي يمكن ان تخنق اقليم كردستان اقتصاديا، تثير قلق الناخبين الاكراد رغم حماستهم التي ظهرت جليّةً في اربيل حيث رفرفت الاعلام الكردية في الشوارع وعلى السيارات والمنازل.