تنظيم مؤتمر "اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات.." بالبيرة

النكبة.jpg
حجم الخط

نظمت اليوم الأربعاء، كلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، في البيرة، عبر تقنية (الفيديو كونفرنس) مع فرع الجامعة في غزة، مؤتمراً بعنوان: "اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات: الواقع والتحديات...الأوضاع التربوية والنفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية".

جا ذلك برعاية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا.
وتحدث في افتتاح المؤتمر زكريا الأغا، ورئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عميد كلية العلوم التربوية بجامعة القدس المفتوحة مجدي زامل.
وأوصى المؤتمرون ببناء سجل وطني لرصد معاناة اللاجئين، وأهمية رفع قضاياهم أمام المحاكم الدولية لمطالبة إسرائيل بتعويضهم، ليس فقط عن الأضرار المادية، بل عن الأضرار النفسية والجسدية، وإطلاق قاعدة بيانات بحثية بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية كافة لتوثيق قضايا اللاجئين، سعياً نحو خطة استراتيجية وطنية لحماية حقوقهم السياسية والقانونية.
وأكد المشاركون ضرورة وضع برامج تهدف إلى تخفيض الأزمات الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها اللاجئون وتقلل من معدلات الفقر والبطالة المتفشية، بما فيها دعم المشاريع الصغيرة داخل المخيمات، وتسهيل القروض الصغيرة للمساهمة في خلق فرص عمل ذاتية مستدامة.
وطالبوا بالعمل على معالجة الكثافة السكانية في المخيمات من قبل الجهات المختصة، وتطوير النظام التربوي والتعليمي حتى يتلاءم مع الظروف السياسية غير المستقرة التي يعيشها اللاجئون بما يتناسب مع كل زمان ومكان.
ونبه المؤتمرون إلى ضرورة التوجه نحو بناء مدارس مهنية وصناعية تقدم فرصة التعليم لأبناء المخيمات كافة، داعين إلى تضمين بعض المساقات الجامعية بكل ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، وبتضمين المناهج المدرسية بكل ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم.
وقال الأغا: إن هذا المؤتمر يشكل قفزة نوعية باتجاه تحقيق التكاملية بين المؤسسات الفلسطينية، ويأتي تتويجاً لمذكرة التفاهم بين دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير وجامعة القدس المفتوحة، التي تضم العدد الأكبر من الطلبة الفلسطينيين إلى جانب نخبة مميزة من الأكاديميين.
وأوضح أن هذه الفعاليات تسهم في تحسين أوضاع اللاجئين وتعزيز صمودهم حتى العودة إلى بلادهم، مشيراً إلى أن المؤتمر جاء شاملاً لمختلف أوضاع اللاجئين مع التركيز على الأوضاع المعيشية والتحديات التي تواجههم، خاصة في المخيمات.
وأشار إلى أن الجامعات الفلسطينية يقع على عاتقها توعية الطلبة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، شاكراً جامعة القدس المفتوحة وجميع الباحثين على هذه الدراسات والبحوث العلمية التي تتناول مختلف الجوانب، ومن المؤكد أنها ستثري المؤتمر وتسهم في بلورة التوصيات المهمة حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
بدوره، قال عمرو: "نلتقي للمرة الثانية في المؤتمر العلمي الثاني الخاص باللاجئين، وجامعة القدس المفتوحة ليست ميداناً للتعليم فحسب، إنما هي جامعة الوطن بكل جوانبه؛ تعاني مشكلاته وعلى رأسها قطاع اللاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون اليوم لشطب كامل من خلال المؤامرات التي تحيكها دولة الاحتلال بنصرة مؤازريها في العالم، وعلى رأسها أميركا، لإجهاض وكالة الغوث التي هي عنوان مأساة الشعب الفلسطيني".
وأضاف "إن الفوضى الخلاقة التي تجري في الشرق الأوسط، من أجل تفتيته تهدف مما تهدف إليه إلى وضع خطة لإنهاء وجود اللاجئين الفلسطينيين بإنهاء المخيمات بالتهجير أو الذوبان أو التذويب في المجتمعات، ولأن وكالة الغوث عنوان شرعي ودولي لدعم اللاجئين الفلسطينيين وخدمتهم، فإنهاؤها يعني إنهاء شيء شرعي دولي اسمه إغاثة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال عمر: إن جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، دأبت على الاهتمام بهذا القطاع المهم لأبناء شعبنا،  شاكرا كل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر للخروج بتوصيات تسهم في تحسين أوضاع اللاجئين إلى حين عودتهم لديارهم التي هُجّروا منها.
من جانبه، قال زامل: إن المؤتمر خصص للتذكير بمعاناة اللاجئين المستمرة منذ سبعة عقود تقريباً، وهم ينتظرون العودة إلى أرضهم، ومعاناة اللاجئين التي عاشوها منذ البدء أصبحت لوحات مأساوية. وهذا المؤتمر جاء تعبيراً عن الانتماء للوطن، وحرصا على أن تبقى قضية اللاجئين ماثلة، فهو مؤتمر يعبر عن تكامل في الرؤى، وهذا العمل يدفعنا إلى توحيد الجهود وتسليط الضوء على القضايا التي تهم شعبنا الفلسطيني.
وبين أن المؤتمر يضم كوكبة من الأكاديميين والسياسيين والباحثين في جامعة القدس المفتوحة ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير اللتين تتكاملان لدعم قضية اللاجئين في المخيمات، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي ثمرة لمذكرة تفاهم مشتركة بين المؤسستين.
وتابع زامل: "جرى إقرار (18) بحثاً من الأوراق العلمية المقدمة للمؤتمر التي تجاوزت السبعين، وغطت المحاور الثلاثة للمؤتمر، وكلنا أمل في أن تسهم هذه الأوراق وما يرافقها من مناقشات إلى نتائج علمية وتوصيات مهمة تسهم في رسم سياسات داعمة للاجئ الفلسطيني".
وبعث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون المفاوضات صائب عريقات، رسالةً تمنى فيها للمؤتمرين النجاح، وأشار إلى أنه يتابع من العاصمة الأميركية واشنطن (حيث يتلقى العلاج) أعمال هذا المؤتمر المهم، وأمل له النجاح والخروج بتوصيات تسهم في التخفيف من معاناة اللاجئين ودعم صمودهم حتى العودة.
 الجلسات العلمية:
تضمن المؤتمر ثلاث جلسات علمية، جاءت الأولى بعنوان: واقع العملية التربوية والتعليمية والنفسية في المخيمات الفلسطينية، ترأسها يحيى ندى، فيما كان مقررها نانسي هندي، واستعرض خلالها الباحث عبد الحافظ سلامة من جامعة القدس المفتوحة ورقة بعنوان "واقع الأمن النفسي لدى طلبة المخيمات الفلسطينية في مؤسسات التعليم العالي في ضوء بعض المتغيرات"، كما عرضت ورقة بعنوان "لماذا تفوق طلبة مدارس وكالة الغوث على طلبة المدارس الحكومية في فلسطين: دراسة تحليلية لبينات دراسة التقويم الوطني 2016م" للباحث محمد عثمان مصطفى من وزارة التربية والتعليم العالي.
وعرضت ليلى فؤاد حرز الله من الجامعة العربية الأميركية ورقة بعنوان "الضغوط وعلاقتها بالصلابة النفسية لدى عينة من طلبة الصف التاسع في مدارس وكالة الغوث في مخيم جنين"، فيما قدم ناصر سعيد حمودة من جامعة القدس المفتوحة ورقة بعنوان "أثر الانتفاضة الفلسطينية على التعليم في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة (1987-1994)".
واستعرض فايز كمال شلدان والأستاذ حسين عبد الكريم أبو ليلة من الجامعة الإسلامية في غزة ورقة بعنوان "دور الجامعات الفلسطينية في توعية الطلبة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وسبل تطويره: جامعة الأزهر دراسة حالة"، كما قدمت ورقة بعنوان "التحديات المعاصرة التي تواجه اللاجئ الفلسطيني في ظل الأزمات الراهنة وسبل التغلب عليها" للباحث الأستاذ بهاء الدين سالم من جامعة القدس المفتوحة.
الجلسة العلمية الثانية
في الجلسة العلمية الثانية التي جاءت بعنوان: الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المخيمات، وترأسها الأستاذ محمد عليان، وكان مقررها أسامة مناصرة، عرضت ست أوراق علمية؛ جاءت الأولى بعنوان "الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مخيم بلاطة منذ نشأته عام 1948م حتى الوقت الحاضر" للباحث الأستاذ سعيد عبد الله بيشاوي من جامعة القدس المفتوحة، وجاءت الورقة الثانية بعنوان "أثر البطالة على الأوضاع الداخلية في المخيمات الفلسطينية في محافظات شمال الضفة من وجهة نظر سكانها" للدكتور مجدي سلامة من القدس المفتوحة. وقدم عبد الرحيم غانم من القدس المفتوحة ورقة بعنوان "الأوضاع الصحية والسكانية والتعليمية في المخيمات الفلسطينية: مخيم نور شمس أنموذجًا". وقدمت الأستاذتان منيرة معالي وسعاد حجاجرة من مدرسة بنات مسقط الثانوية ببيت لحم ورقة بعنوان "الأوضاع الصحية والسكنية في مخيم الدهيشة"، تلتها ورقة بعنوان "المشاركة السياسية للشباب الفلسطيني: دراسة مقارنة بين الشباب في المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية" للدكتور رمزي عودة من جامعة القدس المفتوحة، وعرض الأستاذ محمود أبو عودة (موظف في السلطة الوطنية) ورقة بعنوان "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مخيمات قطاع غزة".
الجلسة العلمية الثالثة
حملت الجلسة العلمية الثالثة عنوان: دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين والمؤسسات الفاعلة في المخيمات، وكان ترأسها الأستاذ ياسر أبو كشك، ومقررها عبد الرحيم غانم، واستعرض خلالها الباحثون ست أوراق بحثية؛ جاءت الأولى بعنوان "الأوضاع التربوية والتعليمية والنفسية في المخيمات ودور وكالة الغوث في تحسينها" للأستاذات فائدة شيب وندى أبو حجلة وفداء شيب من وزارة التربية والتعليم العالي. 
وقدم شاهر سلامة من جامعة القدس أبو ديس ورقة بعنوان "دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مخيمات جنوب الضفة الغربية وكيفية تقديمها للخدمات"، واستعرض أحمد الأسطل (موظف في وزارة التربية والتعليم العالي) ورقة بعنوان "دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في المخيمات الفلسطينية". 
وعرضت ورقة بعنوان "دور مراكز الشباب في خدمة اللاجئين الفلسطينيين في محافظات غزة" للدكتور أحمد صالح من جامعة القدس المفتوحة، فيما استعرض حسام يونس من كلية الدراسات المتوسطة لجامعة الأزهر ورقة بعنوان "تحديات جهود الأونروا في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة (2007-2016)". فيما قدم خالد صافي من جامعة الأقصى في غزة ورقة بعنوان "المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القانوني لمخيمات اللاجئين في قطاع غزة من 1967-1994م: مخيم البريج أنموذجا".