لاجئي الروهينغا يعايشون ظروفاً صعبة ومخاوف من عدم عودتهم

لاجئي الروهينغا.jpg
حجم الخط

يقف آلاف اللاجئين الروهينغا، بشكل يومي في صفوف طويلة لعدة ساعات للحصول على المعونات الغذائية بمراكز المساعدات في بنغلاديش في ظل ظروف معيشية قاسية.

وقال وزير التنمية الاجتماعية والإغاثة والتوطين في ميانمار (بورما)، إن حكومته ستتولى إدارة القرى التي أحرقت بولاية راخين (أراكان) خلال هجمات جيش ميانمار الأخيرة وأدت إلى فرار نحو نصف مليون من الروهينغامما يضاعف المخاوف من عدم عودتهم، وهو ما قد يؤكد على أن نظام ميانمار يشن حملة تطهير عرقي ضدهم.

ومع ارتفاع عدد اللاجئين والمحتاجين من أقلية الروهينغا المسلمة فإن قوافل المعونات القادمة إلى مقرات اللجوء في بنغلاديش تكاد لا تكفي لسد الرمَق والتخفيف من الظروف المعيشية القاسية للروهيغا.

وأقام تجار من اللاجئين الروهينغا أكشاكاً صغيرة داخل مخيماتهم المؤقتة في كوكس بازار البنغالية لبيع الخضراوات وغيرها من السلع الأساسية في محاولة لكسب الرزق وإعالة أسرهم النازحة لها بعد هجوم عسكري دموي في ميانمار.

وقال ملاك الأكشاك إنهم يكسبون ما بين دولارين وأربعة دولارات يومياً ويجلبون السلع من أسواق الجملة القريبة.

بدورها، أشارت منظمات إغاثة -مثل برنامج الأغذية العالمي- إلى أنها كثفت عمليات الإغاثة لكن الأعداد الضخمة من اللاجئين تجعل من المستحيل الوصول للجميع.

وتبذل الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة جهوداً حثيثة لتوفير المأوى والغذاء للفارين ومنع تفشي الأمراض بينهم، في واحدة من أسوأ أزمات نزوح اللاجئين بالعالم منذ عقود في ظل ظروف قاسية بمخيماتهم المُقامة في جزء فقير من بلد فقير.

وأوضح وزير التنمية الاجتماعية والإغاثة والتوطين في ميانمار وين ميات آيي، أن حكومته ستتولى عملية إعادة تطوير القرى التي أُحرقت خلال أعمال العنف في ولاية راخين.

ومن المتوقع أن تثير خطة إعادة تطوير المناطق -التي دمرتها الحرائق خلال هجوم جيش ميانمار على المنطقة القلق- بشأن احتمالات عودة أكثر من 480 ألف لاجئ وصلوا بنغلاديش، كما يضاعف هذا الإجراء المخاوف من أن ميانمار تشن حملة تطهير عرقي.

كما نقلت صحيفة "جلوبال نيو لايت أوف ميانمار" عن الوزير قوله خلال اجتماع بمدينة سيتوي عاصمة راخين "طبقا للقانون فإن الأرض المحترقة تصبح أرضا تخضع لإدارة الحكومة". ويرأس الوزير أيضا لجنة مكلفة بتنفيذ توصيات حل التوترات القائمة منذ فترة طويلة في راخين.
 
ولم يتوفر اية تفاصيل حول أي خطة أو ما إذا كان للروهينغا أي حق في العودة لقراهم القديمة.
 
وكشفت جماعات لحقوق الإنسان، بعد الاستعانة بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، عن أن أكثر من نصف ما مجموعه أربعمئة قرية للروهيغا بشمال ولاية راخين أُحرقت خلال أعمال العنف.
 
كما اتهم لاجئون وصلوا بنغلاديش الجيش وأفراد لجان شعبية من البوذيين بشن حملة من العنف والحرائق المتعمدة بهدف طرد الروهينغا من ميانمار -ذات الأغلبية البوذية- التي ترفض اتهامات الأمم المتحدة بشن حملة تطهير عرقي ضد المسلمين الروهينغا، وتزعم أنها شنت حملة على هجمات منسقة شنها مسلحون من الروهيغا على قوات الأمن يوم 25 أغسطس/آب الماضي.

ويذكر أن ميانمار تحرم أقلية الروهينغا المسلمة -البالغ عددهم 1.1 مليون، وسط أغلبية بوذية- من الجنسية وتصنفهم بأنهم مهاجرين بشكل غير مشروع من بنغلاديش، على الرغم من أنهم يقولون إن جذورهم بالمنطقة ترجع لقرون مضت، زصنفتهم الأمم المتحدة بأنهم "الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم.