أكد موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أن حركته، لن تقبل بمناقشة قضية سلاح المقاومة، خلال جلسات التفاوض مع حركة "فتح".
وقال أبو مرزوق في حوار مع وكالة "الأناضول" الرسمية التركية، إن هذه القضية، لم تطرح على طاولة مناقشات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين، خلال الفترة الماضية، قائلا: "هذا الملف غير مطروح للنقاش، لا سابقا، ولا مستقبلا".
وأضاف: "سلاح المقاومة موجود لحماية الشعب الفلسطيني، ولا يعقل أن تلقي المقاومة الفلسطينية سلاحها ولازالت أرضها محتلة وشعبها مشرد".
وشدد أبو مرزوق، أن حركته "حريصة على إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية الحالية، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب حركة "فتح"، وأن إنهاء الانقسام منوط بها، وبأداء حكومة الوفاق الوطني خلال المرحلة المقبلة.
وذكر أن حركته قدمت ما لديها، وذللت العقبات، وسحبت الذرائع من أجل إتمام مصالحة وطنية شاملة، مضيفا: "أبدينا مرونة عالية وتنازلًا لأجل الشعب الفلسطيني، وتوحيد مؤسساته السياسية، والتخفيف من معاناة أهالي غزة، ولتوحيد الجهود ضد انتهاكات الاحتلال من استيطان وتهويد، وفرض أمر واقع".
وأردف: "نأمل ألا يكون مصير الجهود الحالية كسابقاتها، وسنستمر في الوقوف مع مصالح شعبنا الفلسطيني ولن نسمح بوأد طموحاته".
وأكد أبو مرزوق أن "الأمل في نجاح الجهود الحالية لإنجاز المصالحة كبير"، شريطة أن تتعامل الحكومة الفلسطينية "بمسؤولية وطنية وتقدم أولوية الوحدة".
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية، رفعت الحظر الذي كانت تفرضه سابقا على إتمام المصالحة، مبينا أن معلومات وصلت عبر مصادر خاصة، وأخرى من دبلوماسيين غربيين، تؤكد أن الولايات المتحدة رفعت الفيتو عن المصالحة الفلسطينية، وهذا ما أشارت إليه تقارير صحفية أمريكية؛ بأن هنالك تغييراً في سياسة الإدارة الأمريكية".
ورأي أبو مرزوق أن رفع "الفيتو"، عن المصالحة يمنح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "هامشاً لاتخاذ خطوة جريئة لإنهاء الانقسام الفلسطيني؛ بعد أن شكّلت أمريكا عائقاً رئيسياً".
وحول الأهداف الأمريكية من وراء هذه الخطوة، قال:" لعل هذا الموقف تمهيدًا لسياسة أمريكية لم تتضح معالمها بعد".
وفي ذات السياق، أكّد أبو مرزوق، أن حركته، ما تزال ترفض شروط اللجنة الرباعية الدولية، أو التعاون مع "الاحتلال الإسرائيلي".
وقال أبو مرزوق: "لم تتغير شروط الرباعية الدولية الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني، والتي تسببت في فرض حصار دولي على شعبنا لاختياره الديمقراطي الحر في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006".
وكانت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، قد اشترطت على حركة حماس عام 2013، "نبذ الارهاب، والاعتراف بحق "إسرائيل" بالوجود، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين"، مقابل الاعتراف بها كطرف مقبول ومعترف به في الساحة الفلسطينية.
وكشف أبو مرزوق، أن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يطلب من جميع الأطراف "العربية والدولية" التوسط لدى حركته، بخصوص جنوده الأسرى في قطاع غزة.
وأوضح أن العديد من الأطراف العربية والدولية أبلغت الحركة بضغوط نتنياهو في هذا المسار.
وذكر أن نتنياهو طلب من روسيا ومصر وتركيا وقطر وغيرها من الأطراف، التدخل بغرض إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركته.
لكن أبو مرزوق، أكد أن حماس لن تقبل بفتح هذا الملف، قبل إفراج "إسرائيل" عن معتقلين صفقة التبادل السابقة، الذين أعادت احتجازهم.
وقال: "الجميع يعلم أن هذا الموضوع على أجندة نتنياهو، أينما ذهب يطرحه للضغط على حماس، فقد طرح هذا الملف مع قطر وتركيا ومصر وروسيا وغيرهم".
وأضاف: "نتنياهو، طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل لدى حماس، لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، حسبما قالت موسكو لوفد الحركة الذي زار البلاد مؤخراً".
وبشأن العلاقة مع روسيا، ذكر أبو مرزوق أن وفد حركته، الذي زار موسكو مؤخراً، أطلع الجانب الروسي على معاناة المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وقال: "أوضحنا للروس أن لا معنى للحديث عن أي صفقة تبادل جديدة، قبل التزام إسرائيل بالاتفاقية السابقة (صفقة شاليط)".
وأضافت أبو مرزوق أن موسكو لعبت دوراً إيجابياً في مساعي إنهاء الانقسام؛ حيث دعت الفصائل الفلسطينية لعدة مرات –كان آخرها مطلع العام الجاري- من أجل إنهاء الانقسام.
وأبدى المسؤولون الروس لوفد الحركة "استعدادهم لعمل ما من شأنه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام"، بحسب أبو مرزوق.
كما أيّدت روسيا، خلال لقاءها بوفد "حماس"، الخطوات التي اتخذتها الحركة في القاهرة لإنجاز المصالحة، وثمّنت ذلك الموقف، حسب قوله.
وبيّن أبو مرزوق أن روسيا تدرس تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة؛ تخفيفاً للمعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
ودعت حركة "حماس" المسؤولين الروس إلى التصدي للمساعي الأمريكية الرامية لوضع "الحركة على قوائم الأمم المتحدة للإرهاب".
وحول العلاقة مع مصر، أكد أبو مرزوق أن حركته بدأت بتأسيس "علاقة ثقة متبادلة وتعاون استراتيجي" مع الجانب المصري.
وقال:" لدينا قرار داخلي في الحركة بالانفتاح على مصر والوصول إلى علاقة استراتيجية معها"، مشيرا إلى وجود تطور في العلاقة بين حركته ومصر.
وأوضح أبو مرزوق أن عدداً من قيادة الحركة (لم يسمّهم)، سيتواجدون بشكلٍ دائم في مصر، لتنسيق العلاقة معها ومتابعة حيثياتها.
وفي إطار هذا التطور، توقّع أبو مرزوق تغييراً في السياسة المصرية تجاه فتح معبر رفح البري، قائلا: "هذا ما نرجوه فأوضاع أهلنا في غزة غاية في الضيق والمرضى والطلاب وأصحاب الحاجات الإنسانية الذين يرغبون في السفر بلغ عددهم أكثر من 35 ألف حالة".
وبيّن أن مصر أبلغت الحركة بنيتها فتح معبر رفح بعد الانتهاء التام من أعمال البناء فيه، مضيفا: "كما نعلم أن هناك معوقان، الأول الأمن في سيناء والثاني سياسة (إسرائيل) في حصار قطاع غزة وهي المسؤولة قانونياً عن القطاع".
ونفى أبو مرزوق تطرق وفد حركته، خلال زيارته للقاهرة، لملف "تبادل الأسرى" مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي موضوع العلاقة مع إيران، قال أبو مرزوق إن علاقة جيدة، تربط حركته بطهران حاليا، معربا عن آماله في عودة تلك العلاقة إلى "أفضل من سابق عهدها".
وكشف أن طهران استفسرت من حركته حول طبيعة التفاهمات الأخيرة، التي توصلت إليها الحركة مع كلا من مصر، والقيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان؛ المدعوم إماراتياً.
وأضاف: "إيران كعديد من القوى الدولية والإقليمية التي تهتم بمستجدات القضية الفلسطينية وسلوك حركة حماس السياسي، ولم تبدِ أي انزعاجاً من تلك التفاهمات".
وبيّن القيادي في حركة "حماس" أن إيران من "أكثر الدول التي دعمت المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح -في أحلك الظروف-، كما ينسب لها فضل مراكمة جزء هام من مقدرات القوة لكتائب القسام".