/ لم تنته بعد أزمة العلاقة بين قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، وبين المملكة الأردنية الهاشمية بسبب انتخابات رئيس اتحاد كرة القدم “الفيفا”، وتأكيد المملكة بذهاب الصوت الفلسطيني في تلك الانتخابات للسيد جوزيف بلاتر، وليس الأمير علي بن الحسين المنافس العربي في تلك الانتخابات، وهو ما من شأنه أن يسفر في نهاية المطاف إلى الإطاحة برئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب.
خبايا الملف تفيد أن الغضب الأردني يرجع لقطع الرجوب قبل ذلك للأمير علي بن الحسين وعدا بانتخابه كرئيس لاتحاد كرة القدم، أمام منافسه بلاتر، الذي فاز في الانتخابات بفارق أصوات واسع، ثم استقال بعد أربعة أيام، وتقول الأردن أن الأمر لميتم، وأن الرجوب لم يوف بعهده.
المسؤولون المرافقون للأمير الأردني كانوا يعتبرون الصوت الفلسطيني سيكون في ساحتهم، ويرجعون أيضا السبب في تفاقم الخلاف، لمشاركة الرجوب الذي قطع العهد مع العديد من نظراءه العرب الذين يعتب عليهم الأردن أيضا في احتفالية تسليم بلاتر (السيف العربي) والاحتفال بفوزه، وكأنهم بذلك يوجهون رسالة إلى الأمير علي.
ذلك كله ما كشفه مسؤول فلسطيني لـ “رأي اليوم”، فهو أشار إلى أن تلك الأمور أبلغت فيها الجاهة الفلسطينية الكبيرة التي رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” حين ذهبت إلى قصر الأمير علي لإرضاءه بعد حادثة الفيفا.
وما يؤكد أن الملف لم يطوى بعد ذهاب الجاهة الفلسطينية، حسب اعتقاد الجانب الفلسطيني في رام الله هو استمرار الصحافة الأردنية في توجيه الانتقادات الشديدة اللهجة للجانب الفلسطيني، وبقاء الحديث الأردني عن سحب الجنسيات سواء للرجوب، أو للمسؤولين الفلسطينيين الآخرين وفي مقدمتهم الرئيس أبو مازن.
في خضم ذلك كله يردد مسؤولون من الصف الأول ان الحادثة خلقت تفكيرا قويا ردد كثيرا مؤخرا أمام الرئيس أبو مازن يقوم على أساس إنهاء مهمة الرجوب في رئاسة اتحاد كرة القدم الفلسطينية.
المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لـ “رأي اليوم”، قال ان إنهاء مهام الرجوب لم يتم التطرق إليه في لقاء الرئيس بالأمير علي، غير أنه قال ان لغة الإرضاء التي تحدث بها أبو مازن كانت عالية جدا، وهو أمر يفتح المجال على كل الاحتمالات.
لذلك هناك من السياسيين ومن الرياضيين على حد سواء، يرون أن نهاية الأزمة الأولى مع المملكة والثانية مع الجماهير الفلسطينية والرياضية تكون بإعفاء أو إنهاء مهمة الرجوب في اتحاد الكرة، وهناك في هذا المجال من يؤكد أن الأمر قد اتخذ، لكن التفكير منصب على الطريقة التي سيتم فيها إنهاء المهمة، فالمعروف أن الإقالات من المستويات الرسمية في الدول لا يجوز في “الفيفا”، وهو ما يفتح المجال أمام أصحاب رأي الإبقاء على الرجوب حتى الانتخابات المقبلة، أو دفعه لتقديم استقالة وتشكيل لجنة تحضيرية لادارة الاتحاد حتى الانتخابات.
والرجوب تسبب خلافا للمشكلة مع الأردن باتهامه بعدم التصويت للأمير علي، بسحب طلب طرد إسرائيل من “الفيفا” في اللحظة الاخيرة، ففتح عليه باب انتقادات شعبية عارفة، شكلت من أجلها حملات لا تزال قائمة، أحدها كان تحت عنوان”كرت أحمر في وجه الرجوب”، وذلك مع حملة على شبكة الانترنت هاجمت اللواء الرجوب بشدة، رافقها دعوات من الفصائل الفلسطينية للتحقيق السريع الحادثة، وأخرى طالبت بمحاكمة الرجوب أمام الشعب كانت من حركة حماس.
وهناك من يؤكد من ساسة السلطة أن إعفاء الرجوب من رئاسة الاتحاد ستنهي الخلاف مع المملكة وسترضي الأمير علي، وستنهي الاحتجاج الشعبي والفصائلي ضد السلطة الذي وصل لحد التشكيك في خطوات أبو مازن السياسية في محكمة الجنايات ضد إسرائيل.