أطلق مركز العودة الفلسطيني حملة مراسلات واسعة النطاق استهدفت 45 سفارة وبعثة دبلوماسية في لندن للتعريف بالآثار المأساوية لوعد بلفور على الشعب الفلسطيني وحضها على اعتراض مساعي الحكومة البريطانية للاحتفال بذكراه المئوية التي تصادف هذه الأيام.
وتضمن المركز في نصوص رسالته، "بأن وعد بلفور كان كارثياً بكل المقاييس، وإصداره لم يكن قانونياً من الأساس، وقد حمل في طياته صياغات خادعة أسست لانتزاع حقوق الفلسطينيين وحرمانهم من أرضهم وتعريضهم لأبشع أنواع الانتهاكات والتمييز على مدار مئة سنة كان من أهم محطاتها جريمة التطهير العرقي بحق 750 ألف فلسطيني تم طردهم من أراضيهم وهدم مدنهم وقراهم وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها".
وأورد المركز أن الفلسطينيين مازالوا مشردين منذ ذلك الوقت، ومحرومين من ممارسة حقوقهم الأساسية تحت الاحتلال، ويتعرضون للإهانة على الحواجز ونقاط التفتيش الإسرائيلية، كما أن قسماً كبيراً منهم بات بلا مأوىً عقب توسّع العملية الاستيطانية غير الشرعية، ناهيك عن ملايين اللاجئين القابعين خارج فلسطين والمحرومين حتى الآن من حق العودة.
وأشار المركز، بأنه" بالرغم من ذلك، كانت حكومة المحافظين البريطانية قد أعلنت على لسان رئيسها "ديفيد كاميرون" سابقاً نيّتها الاحتفال بالذكرى المئوية ودعوة نتنياهو إلى لندن، وأكدت على ذلك "تيريزا ماي" فيما بعد".
وطالب المركز كافة السفارات والبعثات الدبلوماسية إلى الاعتراض على الحكومة البريطانية، معتبراً أن هكذا خطوة من شأنها تقويض مساعي السلام في المنطقة وضرب إمكانية التوصل إلى حلول مستقبلية، وحض كافة الجهات مطالبة الجانب البريطاني بالاعتذار إلى الشعب الفلسطيني عما تسبب به من معاناة للفلسطينيين والمنطقة ككل.
من الجدير بالذكر أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي المركز للضغط السياسي على الحكومة البريطانية بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتصحيح المسار التاريخي الجائر بحقهم، وذلك عبر أدوات ووسائل متنوعة ينشط من خلالها المركز خاصة في البرلمان البريطاني وضمن حملات الضغط وحشد الدعم والتأييد، وكان المركز قد أطلق حملة الاعتذار منذ نوفمبر 2012م وأطلق كذلك عريضة تواقيع إلكترونية على موقع البرلمان البريطاني مطلع العام 2017م.