تصاعدت حدة التوتر التي تسود المسجد الأقصى المبارك، ومحيط بواباته، والبلدة القديمة في القدس المحتلة، مع ارتفاع وتيرة الاقتحامات التي تنفذها عصابات المستوطنين للمسجد المبارك منذ ساعات صباح اليوم الخميس، بحراسات مشددة من قوات الاحتلال.
وقالت المصادر، إن مجموعات من المستوطنين اقتحمت المسجد بلباسها التلمودي التقليدي، وعناصر أخرى أدّت حركات وصلوات تلمودية صامتة في المسجد، خاصة بمنطقة باب الرحمة "المغلق"، فيما تستمع مجموعات المستوطنون لشروحات حول أسطورة الهيكل المزعوم في المكان.
في الوقت نفسه، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على مداخل المسجد الأقصى، والتدقيق في بطاقات المواطنين خلال الدخول إليه للصلاة والرباط.
وتستعد مجموعات من المستوطنين إلى تنظيم مسيرة استفزازية في البلدة القديمة باتجاه سوق القطانين المُفضي للمسجد الأقصى، وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال التي طلبت من تجار السوق عدم فتح محالهم التجارية تحسبا من احتكاكات واعتداءات المستوطنين.
وكانت ما تسمى "منظمات الهيكل" المزعوم كثفت دعواتها لأنصارها ولجمهور المستوطنين الى المشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى اليوم الخميس، تزامنا مع بدء عيد المظلة "العُرش" اليهودي لعشرة أيام، لافتة الى تفاهمات بينها وبين شرطة الاحتلال التي تعهدت بتسهيل اقتحاماتها ومحاولة تفريغ المسجد من المصلين المسلمين.
وبدورها، ناشدت الهيئات الإسلامية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الفلسطينيين ممن يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، والتواجد المكثف فيه ابتداء من صباح اليوم، للتصدي لمخططات المستوطنين باستباحة المسجد.
يُشار، إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت عزل مدينة القدس بدءا من منتصف الليلة الماضية ولمدة 11 يوما لمناسبة "العرش" اليهودي، في الوقت الذي شرعت فيه قوات الاحتلال بنصب عشرات الحواجز العسكرية في محيط البلدة القديمة وأسوارها وأبوابها، وبالقرب من باحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى)، بالإضافة لتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في شوارع وطرقات المدينة، وأخرى راجلة داخل القدس القديمة، فضلاً عن نشر المئات من عناصرها في معظم أنحاء المدينة، وتعزيز تواجدها على الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس.
ومن المتوقع أن تمارس عصابات المستوطنين عربداتها في القدس القديمة، والاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم، خلال مسيراتها الاستفزازية؛ وهو أمر اعتاد عليه المستوطنون في كل المناسبات بحراسةٍ وحمايةٍ من قوات الاحتلال.