كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تراجع غير مسبوق في عدد المجندين الجدد بجيش الاحتلال، جنبا إلى جنب مع تراجع حاد في الإقبال على الخدمة في الوحدات القتالية.
وقال المحلل العسكري "عاموس هرئيل" للصحيفة في تقرير له الأربعاء، ساخرا إن هذا التوجه يأتي في ظل تزايد إقبال المجندين على "القتال من خلف شاشة الكمبيوتر"، في إشارة لوحدات الحرب الإلكترونية "السايبر". والتجنيد مفروض على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاما، حيث يخدم الرجال لعامين وثمانية أشهر والنساء لعامين.
وفي التفاصيل قال "هرئيل": البيانات غير مشجعة: من بين مواليد عام 1999، الذي حل موعد تجنيدهم هذا العام، سيتم تجنيد 72% فقط- وهو الرقم الأقل على الإطلاق". وقال "ظل السبب الرئيسي للإعفاء هو تأجيل خدمة طلاب المدارس الدينية 14.7%، إضافة إلى إعفاء 7.4% من الذكور لأسباب صحية أو نفسية".
وأوضح أن 57.8% فقط من الفتيات سيخدمن في الجيش هذا العام، والسبب الرئيسي هو إعلان التدين، الذي بفضله سيتم تسريح 34% من الفتيات. ويسمح قانون الخدمة الإلزامية في "إسرائيل" بإعفاء الفتيات اللاتي بلغن الـ 18 من عمرهن من التجديد إذا كانت الفتاة متزوجة أو متدينة أو مصابة بإعاقة جسدية أو نفسية. ويتم إعفاء المتدينات من الخدمة العسكرية من خلال تصريح الفتاة أمام لجنة خاصة بأنها ملتزمة بعقيدتها وإيمانها، ما يحول دون انتسابها للجيش الإسرائيلي.
وبحسب تقارير سابقة تستغل نسبة كبيرة من الفتيات هذا القانون للتهرب من الخدمة، فيزعمن التدين، رغم نمط حياتهن العلماني.
ولفت "هرئيل" إلى تراجع الحافز لدى الشبان الإسرائيلي في الخدمة بالوحدات القتالية. وقال إن السنوات الـ 7 الماضية شهدت بداية هذا التراجع، الذي أصبح مستمرا وثابتا. وفي 2010 بلغت نسبة الشبان الراغبين في أداء الخدمة في وحدات قتالية 76% من المجندين، لكنها تراجعت العام الجاري 2017 لتصل إلى 67.5% فقط، بسبب تراجع الدافع أو الحافز النفسي.
وأشار "هرئيل" إلى تقرير سابق لـ"هآرتس" هذا العام كشف معطيات "مزعجة"، تؤكد تراجع الحافز للخدمة "القتالية" خاصة لدى الشبان المؤهلين جسديا وصحيا، وكذلك تراجع الحافز بين المقاتلين أنفسهم. وفي عام 2013، طلب اثنان من بين كل ثلاثة مجندين مؤهلين للخدمة في سلاح المشاة، الالتحاق بالوحدات القتالية، فيما تراجع العدد العام الجاري إلى واحد من بين كل اثنين. وتطرقت "هآرتس" لما وصفته بـ"إغراء السايبر"، كأحد أسباب تراجع الإقبال على الوحدات القتالية في الجيش لما تمتاز به الوحدات الإلكترونية من ظروف مريحة ومخاطر صفرية.