بعد الاختلاط ما بين الفتيات والشباب في المدارس أو في الجامعة أو العمل، أصبحت الصداقات التي تتكون ما بين الشاب وزميلته والفتاة مع زميلها أمرا بسيطا وغير معقد، وقد تستمر تلك الصداقة الطويلة إلى ما بعد الزواج.
ونجد بعض الفتيات لا يتخلّينَ عن صداقاتهنّ مع زملائهنّ، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الشباب الذين يحتفظون بصديقاتهم حتى بعد زواجهم، نظراً للعمر الطويل الذي قضوه معهن، بما تضمنته صداقتهم من أيام حلوة ومرّة، لذلك قد لا تنقطع علاقتهم بسهولة، وإن اختلف إطارها بعد الزواج.
هل يقبل الزوجان باستمرار الصداقة مع الجنس المخالف لجنسهما؟
من جانبها، أوضحت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني لـ “فوشيا” أن الزوجيْن يستطيعان تقبّل هذا الأمر، أي يستطيع الزوج تقبّل وجود أصدقاء ذكور لزوجته، لطالما يعلم ومتأكد أنها تضعهم في قالب أكثر التزاماً وتحفظاً دون أي تجاوزات منها، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.
“فجرأة الزوجة مع أصدقائها في السابق، حتماً ستختلف بعد زواجها، لأن الإطار قد اختلف، فلو قبِلت الزوجة مثلاً دعوة صديقها لشرب فنجان قهوة في مكان عام لا مشكلة فيها بين الحين والآخر، على أن لا تصبح بشكل مبالغ فيه” على حد تعبير السوداني.
ونوّهت إلى أن الصداقة المبنية على أواصر الأخوة والمحبة من الطبيعي أن تستمر وتدوم، أما الصداقة التي تملؤها الشوائب حتماً ستنتهي وحدها، وهذا الأمر ينطبق على الزوج أيضاً، بحيث تستطيع الزوجة قبول وجود صديقات لزوجها لطالما علاقتهنّ توصف بالاحترام ولا تشوبها شائبة، ولو كانت علاقته بهنّ غير سليمة، فستنتهي بالطبع لوحدها دون أن تطلب منه زوجته ذلك.
وأكدت السوداني أن الفتاة تقابل أثناء دراستها أو في عملها العديد من الأصدقاء، ولكن زوجها هو الوحيد الذي اختارته دون الجميع، والأمر كذلك بالنسبة للرجل، ومهما عرفا الاثنان من صداقات، إلا أن كلاً منهما اختار الآخر دون تردد.
وقالت السوداني إن على الزوجة إقناع زوجها بأن الأصدقاء لهم مكانة معينة، وهم إخواني، ولكن أنتَ شيءٌ آخر، وكذلك الزوج، أي أن صديقاته أخواته ولكن زوجته شيءٌ آخر بالنسبة له، وأضافت: “أن الكيمياء التي جمعت بين الزوجين لم تتمكن من جمع الزوجة مع أحد أصدقائها، ولا الزوج مع إحدى صديقاته”.