أعلن مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، اليوم الجمعة، عن إطلاق فعاليات الأسبوع الوطني العاشر لمراقبة الطيور وتحجيلها، في محافظة أريحا والأغوار الشمالية، بحضور فعاليات رسمية وأهلية ومؤسسات أمنية ومدارس ومنتديات نسوية.
وافتتح نائب محافظ أريحا والأغوار جمال الرجوب، والمدير التنفيذي لـ "التعليم البيئي" سيمون عوض، ومدير التنوع الحيوي في "جودة البيئة" محمد محاسنة، وممثلو وزارات: التربية والتعليم، والحكم المحلي، والاقتصاد الوطني، والمخابرات العامة، والأمن الوقائي والضابطة الجمركية، ومجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة، ومنتديات: الإعلام البيئي (ندى) لطلبة الجامعة الأمريكية في جنين، ونسوي الفارعة، ونسوي السوسنة في طوباس، وطلبة مدرستي على ابن أبي طالب للبنين، وفاطمة الزهراء للبنات.
وأوضح عوض أن الطيور مرتبطة بالتنوع الحيوي، وهي مؤشر على جودة البيئة، ومهمة في المكافحة العضوية للآفات، وتتصل بالسياحة البيئية، التي أصبحت مصدر دخل للكثير من الدول.
وقال إن مراقبة الطيور علم وليس ترفًا، ففي المملكة المتحدة هناك مليون بريطاني مسجلين في مجموعات لمراقبة الطيور، أما في فلسطين فالعدد لا زال متواضعًا.
ولفت عوض إلى أن افتتاح محطة أريحا الموسمية، بالشراكة مع جمعية المشروع الإنشائي العربي، يأتي هذا العام بعد أيام من فوز المركز بجائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي، ضمن أفضل الممارسات أو الأنشطة الريادية في مجال البيئة والتنمية المستدامة لجمعيات النفع العام والجمعيات الأهلية التي يمكن تعميمها في الدول الأعضاء. وهي المنافسة التي ترعاها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وتشرف عليها الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية.
وبيّن أن قائمة طيور دولة فلسطين، التي أصدرها "التعليم البيئي"، نالت الجائزة السعودية، التي تنافست عليها مؤسسات وجمعيات من 58 دولة، ورصدت خلال 18 عامًا من البحث العلمي وجود 373 نوعًا من الطيور في فلسطين، وأصبحت مرجعية معتمدة في التقرير الوطني للتنوع الحيوي، وأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والاتحاد العالمي لصون الطبيعة، ونفذت في أربع محطات ببيت لحم، وأريحا، وطولكرم، وجنين.
وشدد الرجوب أن إطلاق أسبوع للطيور ليس نشاطاً للتسلية والترفيه، بل جزءًا من النشاط السيادي الوطني، الذي يساهم في صياغة رسالة حضارية لشعبنا وقضيتنا.
وطالب المركز بزيادة وتيرة الفعاليات البيئية في المحافظة، التي من شأنها المساهمة في التوعية الخضراء للمواطنين، ومضاعفة أعداد المهتمين بمراقبة الطيور وتحجيلها، ضمن وعي وخطة مدروسة.
وقال الرجوب إن محافظة أريحا والأغوار تتعرض كباقي المحافظات لاعتداءات احتلال، تصنف 95% من أراضيها إلى مناطق (ج)، وتقام عليها معسكرات تدريب، ومستعمرات، ما يؤثر على جودة البيئة، ويهدد حياة المواطنين.
كما أعلن عن تبني المحافظة برامج بيئية دورية، تخلق حالة وعي للمواطنين، وتساهم في التعريف بالطيور وما تتعرض له من أخطار، وتلاحق عدوان الاحتلال بحق البيئة.
من جانبه، قال محاسنة إن "جودة البيئة" تطلق أسبوع مراقبة الطيور وتحجيلها بالشراكة مع "التعليم البيئي" في موسمي الهجرة الربيعية والخريفية كل عام، مؤكداً على أهمية التنوع الحيوي لفلسطين، الذي يعد تراثًا طبيعيَا، في وقت تعتبر الطيور مؤشراً على سلامة البيئة.
وشدد محاسنة على أن الاهتمام بالبيئة لا يعتبر أولوية، بفعل التحديات الاقتصادية والاحتلال، ورغم ذلك يزداد الوعي في صفوف المواطنين سنة بعد أخرى.
وأوضح أن عصفور الشمس الفلسطيني، الذي اعتمد في شباط 2015 طائرًا وطنيًا لفلسطين رسالة بيئية ووطنية، في وقت تعد الطيور ذات قيمة كبيرة في المكافحة العضوية للآفات، ومهمة في السلامة الغذائية.
ولفت محاسنة إلى أن انضمام فلسطين لاتفاقات دولية بيئية كاتفاقية التنوع البيولوجي، تحتاج لاستثمار كل جهد ممكن لزيادة الوعي البيئي؛ لأن البيئة تتداخل مع كل أشكال الحياة، وإذا ما حدث أي خلل فإنه ينعكس على الإنسان وسلامته.
كما تطرق إلى أهمية السياحة البيئية، التي أصبحت نشاطًا عالميًا مدراً للداخل، وتساهم في نشر الوعي البيئي، وتستقطب ملايين السلاح حول العالم.
من جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة في التربية والتعليم، موسى أبو رومي، أن مدارس المحافظة مهتمة بالانخراط في أنشطة بيئية، وعاقدة على زيادة الاهتمام بالتنوع الحيوي، والمشاركة في جهود حمايته.
أما ممثل وزارة الحكم المحلي بلال عمّار فأوضح أن تصرفات المواطنين غير الواعية بحاجة إلى تصويب، ليتحول الإنسان إلى أداة بناء لا معول هدم، ويهتم بالطيور، وبالتنوع الحيوي.
وتجولت عقب الافتتاح، وفود طلابية ونسوية في جمعية المشروع الإنشائي العربي، وتعرفوا على مزارع تربية الأبقار والأسماك فيها، واستمعوا إلى شرح من مسؤوليها باعتبارها الأقدم في فلسطين، وهي خيرية غير هادفة للربح، تأسست عام 1945 بقرار من جامعة الدول العربية؛ دعما لمشروع تقدم به الراحل موسى العلمي، ممثل فلسطين المنتخب والناطق باسمها في المحافل الدولية.
وأكد مسؤولو الجمعية على أنها تهتم بخدمة المجتمعات الريفية، وتحسين أداء النشاطات الحرفية والصناعات الزراعية، والحفاظ على البيئة بغرس الأشجار المثمرة، وتوفير التعليم الزراعي والصناعي، والمهني للأطفال والشباب، وتمتد على 8300 دونم شرق أريحا.
ويذكر أن فعاليات الأسبوع العاشر لمراقبة الطيور وتحجيلها ستتواصل في محطتي طاليثا قومي ببيت جالا الدائمة، وأريحا الموسمية، حتى مطلع الأسبوع القادم، وتستقبل فودًا طلابية ونسوية ومؤسساتية، مثلما تشمل مسارات بيئية، ومحاضرات توعوية.