تتجه الأنظار الفلسطينية بعد غدٍ الثلاثاء، نحو القاهرة لترقب ما ستؤل إليه جولة المفاوضات المكملة لاتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وسط حالة من الحذر الشديد نظراً لفشل الكثير من اللقاءات في عدة عواصم عربية.
ووسط الحديث عن عقبات تعترض ملف المصالحة خاصة بعد حديث الرئيس محمود عباس عن عدم إمكانية السماح بتواجد سلاح غير الذي تحمله السلطة الفلسطينية، بات المواطن يشعر بحالة من القلق الشديد والتلهف لما سينتج عن تلك اللقاءات.
مراسل وكالة "خبر" استطلع آراء المواطنين بمدينة غزة، حول المطالب التي ينقلها الشارع للوفود المجتمعة والنتائج المرجوة من اللقاءات التي ستضم وفدي فتح وحماس بإشراف مصري رفيع المستوى.
وأبدى أحد المواطنين تفاؤله من إمكانية نجاح الجولة المكملة لاتفاق المصالحة الفلسطينية المقرر عقدها بالقاهرة بعد غدٍ الثلاثاء، قائلاً: "إنه قرأ تصريحاً لأحد قيادات حركة حماس قال خلالها إن حركته مع المصالحة أو المصالحة وأنه لا يوجد بديلاً عنها".
وتابع خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن قدوم وفد الحكومة إلى غزة والإيجابية التي تعامل بها الطرفان في هذه المرة، تبعث على التفاؤل نحو إنهاء هذا الملف الأسود من تاريخ الشعب الفلسطيني.
كما أعرب مواطن آخر عن تفاؤله بنجاح تلك الجولة، خاصة بعد حديث رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله وقدومه لغزة، متمنياً ألا يعترض جولات الحوار أية عقبات.
وقال آخر: "نحن كمواطنين لا يوجد أمامنا سوى أن نتفائل بإمكانية نجاحها، على الرغم من أنهم خذلونا في كثير من الأحيان، لكن نأمل مع هذه الأجواء الإيجابية أن تتحقق الوحدة الوطنية وينتهي الانقسام".
وأكد على أن عودة السلطة الفلسطينية لغزة وتسلم الحكومة للوزارات أعطت دافعاً نحو التفاؤل بإمكانية إنهاء الانقسام، معرباً عن تخوفه من تأخير رفع العقوبات عن قطاع غزة حتى يومنا هذا.
وشدّد أحد الشباب على أن الشعب الفلسطيني خاصة فئة الشعب يعلقون أمالاً كبيرة بإمكانية تحقيق المصالحة، لإنقاذ الوضع الكارثي الذي وصلت إليه غزة بسبب الحصار والانقسام.
ولفت إلى أن المواطن يشعر بجدية جمهورية مصر العربية في الضغط لإنهاء هذا الملف، داعياً المجتمعين إلى أن يكونوا على قدر من المسؤولية والنظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي رسالة وجهها أحد المواطنين وهو يجلس على كرسي الاستراحة في حديقة الجندي المجهول بغزة للوفود المجتمعة بعد غدٍ الثلاثاء بالقاهرة، قال "بدكم ترجعوا متوحدين من الأخر، رحتوا على مكة والدوحة وتركيا وما تصالحتوا، ضايل تطلعوا على القمر والمكوك يسيبكم فوق ويرجع".
وبيّن أن آثار الانقسام أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بغزة بشكلٍ كبير، حيث إن المواطن اضطر لتحمل انقطاع التيار الكهربائي وشح فرص العمل، مشدّداً على ضرورة إنهاء الانقسام وصولاً إلى التخفيف من معاناة المواطنين والنظر إلى الهدف الرئيس بتحرير فلسطين والقدس.
وتنطلق أولى لقاءات وفدي فتح وحماس بالقاهرة، الثلاثاء المقبل، بحضور ورعاية مصرية رفيعة المستوى، للإشراف على تطبيق التفاهمات الأخيرة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
يشار إلى أن القاهرة أعلنت الإثنين الماضي اتفاقاً يُنهي عقداً كاملاً من الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس"، تكلل بتسلم حكومة الوفاق د. رامي الحمد الله لمقار الوزارات في قطاع غزة، بعدما أعلنت حركة "حماس" عن حل اللجنة الحكومية التي كانت تديرها.