د. عز الدين أبو صفية : الحُلم "قصة قصيرة"

د. عز الدين أبو صفية : الحُلم "قصة قصيرة"
حجم الخط

تسلل شعاع الصباح إلى مَخدعه يداعب جفونه الغارقة في النوم وكأنه يذكره بموعد لقائها تململ وهم يتثاءب من ثقل النعاس الطاغي على كل أحاسيسه وتفكيره ، فكان صعباً عليه النهوض ٠

دق جرس المنبه المضبوط في هذه الساعة فأدرك بأن عليه النهوض فوراً متذكراً موعده معها ، فنهض متثاقلاً وعيناه متراخيتان ولم تقويا على التغلب على النعاس وفتحِ الجفون وهو متجهاً نحو الحمام ، وأثناء سيره في الكاريدور وقبل وصوله الحمام إستوقفته تلك المرآة الموجودة فى نهاية الكاريدور فوقف قبالتها ينظر أليها ليرى نفسه قبل دخوله الحمام ، نظر ثم حاول السير ثم عاد ينظر للمرآة مندهشاً وهو لم يرَ نفسه ، حاول مسح سطح المرآة ضناً منه بأن بعض الغبار قد غطاه ، ورغم ذلك لم يشاهد نفسه ، فظن بأنه غير موجود وأنه خارج المنزل وذاهب للقائها حسب موعده معها ٠

دخل الحمّام واغتسل ثم خرج ولم يتذكر أيّ شئاً عن موعده معها ، استوقفته ذات المرآة ليصفف شعره فلم يجد نفسه فقلق، وجد وجهها على سطح المرآة مبتسمةً إبتسامة مليئة بالعتاب لعدم حضوره للقائها ٠٠٠

فتذكر موعده معها ٠٠٠

فصرخ بملأ حنجرته وبقوة ٠٠٠

فاهتزت المرآة وسقطت على الأرض وتكسرت ٠٠٠

فصحيّ من نومه وحُلمه ٠