في كثير من الأحيان نكون بحاجة إلى نصيحة أو مساعدة من قبل الناس من حولنا فيما يخص علاقاتنا العاطفية، وبالتاكيد الحب لايعرف لغة والعلاقات العاطفية لافرق فيها بين بلد وآخر من حيث المضمون.
إلا أن بعض الثقافات تتعامل مع المشاكل العاطفية بطرق مختلفة أحياناً لذا نقدم لك هذه النصائح العامة حول العلاقات العاطفية من حول العالم:
فمن فرنسا إلى الهند، هناك مجموعة واسعة ومتنوعة من الافكار التي تتخذها بعض الثقافات في علاقاتها العاطفية والتي يمكن أن تنقلها بدورك إلى العلاقة الخاصة بك ومن منظور جديد.
المعايير الاجتماعية في اليابان
حسب مقالة نشرت في المجلة الدولية لعلم الاجتماع من أجل الأسرة تم الإشارة إلى أن المجتمع الجماعي هو أكثر تأثيرا في اليابان مما هو عليه في الولايات المتحدة، حيث يركز الناس في المقام الأول على الفردية.
والمجتمع الجماعي يؤثر كثيراً على كيفية برمجة الناس لعلاقاتهم العاطفية.
الحب في اليابان
فعندما يتعلق الأمر بالثقافة اليابانية فإن الأفراد موجهون اجتماعياً بالالتزام بادوارهم المجتمعية لذلك نلاحظ أن الاسرة في اليابان عامل رئيسي بالنسبة للفرد وهذا على مر التاريخ في حين أن ذلك لا ينطبق على الولايات المتحدة عادة.
إذا كنت تواجه مشكلة في العلاقة، بدلاً من التركيز على نفسك، خذ لحظة من تفكيرك وانظر إلى الموضوع من منظور العائلة وقيمتها بدلاً من السماح لنصيحة قد تكون ليست في مكانها سواء من والديك أو أصدقائك فهم لايستطيعون أن يروا ماتراه أنت.
عدم الضوح في العلاقات العاطفية في فرنسا
الفرنسيون عموماً لديهم موقف أكثر بساطة بكثير اتجاه المواعدة والعلاقات. في معظم الأحيان، مفهوم الزواج هو ضبابي نوعا ما ولايتم التطرق له كثيراً.
بالنسبة للعديد من الأميركيين، فإن هذا سيكون سبباً للانفصال. أما بالنسبة للفرنسيين، فمن الشائع جدا أن يكون الأمر لايشكل شيئاً من علاقتهم أي التفكير بالزواج. وباختصار، فإن مصطلح "علاقة مفتوحة" ينطبق على سكان باريس.
الطريقة الفرنسية لاتناسبك بلا شك أيضاً ، ولكن يمكن أن تأخذ منهم فكرة الاسترخاء والبساطة حول العلاقات الرومانسية، و بدلاً من خنق أو حصر الطرف الآخر، يمكنك الجلوس والهدوء وحل الامور ببساطة.
إذا كان شريك حياتك جدير بالثقة، فلن يكون لديك أي شيء يدعو للقلق فيمكنك منحهم المزيد من الحرية في حياتهم مع عائلاتهم أو أصدقائهم في حين يمكنك القيام بالمثل.
التوافق في الهند
الحب في الهند
في حين أن شباب الهند يميلون إلى اعتماد المفاهيم الغربية، إلا أنهم يميلون إلى الزيجات التقليدية ولكن ماذا عن الحب؟
الهنود يقولون بأن الحب يأتي في وقت لاحق فالزواج هو بهدف تكوين الاسرة التي يتم تحديدها بطريقة واقعية بعيداً عن الوقوع بجنون الحب حيث يبحث الذين يمتلكون معتقدات متشابهة عن بعضهم وكذلك الذين يمتلكون مستوى اجتماعي محدد.
ويستند هذا على فكرة أن الحب الرومانسي لا يدوم إلى الأبد. ولكن الرفقة والصداقة مع شريك حياتك هو ما يعتبر الأكثر أهمية. إذا كنت تستطيع أن تبقي على ذلك حسب المنظور الهندي إلى جانب الحب فأنت حصلت على أفضل فرصة في علاقتك العاطفية.
إظهار المودة في كوريا
الحب في كوريا
الأزواج الكوريون يعتمدون في علاقتهم على المودة واللطف فيما بينهم حتى أنهم يميلون إلى ارتداء الملابس بذات الالوان لشدة توافقهم كما لايحمل الرجل الكوري المعتقدات الذكورية المتشددة فهو لايمانع أن يحمل حقيبة زوجته كما لايخشى بأن يبرز الجانب العاطفي المتمثل بالرقة واللطف، وأن يكونوا منفتحين في حبهم لشريكتهم، وسوف يقومون بإيماءات رومانسية على أساس منتظم لمن يحبونهم.
وغالباً فإن الرجال يعتمدون على على الاعتقاد بأن إظهار مشاعرهم أمر لابد منه وليس مرتبطاً بالذكورة أو الرجولة، وهذا يساعد في الواقع على تعزيز الاتصال الدائم. لذلك نصيحة إلى الرجل، لا تخاف من إظهار اللينة والعطف فزوجتك سوف تقدر ذلك.
الحكمة من الفاتيكان !!
الحب في الفاتيكان
أصدر البابا فرانسيس نصيحته خاصة إلى العالم. 2016، من خلال وثيقة طويلة جدا بشأن الحب والزواج والأسرة. وقال انه يجب الاستماع إلى شريك حياتك، والعمل على التغلب على الحجج، والتفاهم وتفهم العيوب لعلاجها.
نصيحة البابا تتلخص في أن يكون الزوجين مع بعضهما البعض، مع الحفاظ على عقل مفتوح، وبذل الجهد من أجل الطرف الآخر وذلك ليكون الجميع بحال أفضل.
مواجهة التحديات في ألمانيا
الحب في ألمانيا
كشفت الدراسات التي نشرتها مجلة مختصة في علم النفس الاجتماعي أن الأمريكيين يميلون إلى التركيز أكثر على الايجابيات في علاقاتهم أكثر من الألمان. وأن الألمان يأخذون الوقت في التعامل مع السلبيات. ولكن هذا لايعني أن علاقات الامريكيين أكثر نجاحاً فالخوف من التعامل مع السلبية هو أيضاً ضار. فالحياة ليست دائما إيجابية وسوف تواجه بعض الضغوطات في علاقتك ومن المهم التعامل مع السلبيات أيضاً لحل المشاكل وليس فقط مع الإيجابيات حتى لاتنفجر الأمور فجأة.
"أنا أحبك "
الأميركيون لا يخجلون من قول "أنا أحبك" - لبعضهم البعض، في حين أننا قد لا نفكر فيها كثيراً الكثير أو نرى أنها مشكلة. في فنزويلا، على سبيل المثال، قول العبارة كل يوم، أو حتى عدة مرات في اليوم الواحد، يقلل من معناها. في الصين، الأزواج يعتبرون الأمر تقليديا ويفضلون الفعل على القول. بل إنه يعتبر محرجا أن نتحدث عنه مطولا. إذا، هل الأميركيون مخطئون في ذلك أم محقون؟
الفكرة في أن يقوم كلا الطرفين بالفعل ذاته أي أن يعترف الطرفين بالحب لبعضهما أو أن يعبرا عن مشاعرهما في أي وقت والأهم أن لايتم اعتبار عدم قولها يعني أن الطرف الآخر لايحب.
اختلاف الثقافات :
إذا كنت وشريكك من ثقافات مختلفة (بمعنى أن كل واحد منكم يأتي من بلد مختلف)، فمن المهم أن تأخذ هذه الاختلافات الثقافية بعين الاعتبار. فلكل ثقافة نهجها الخاص بالحب، التي تعود إلى تاريخها القديم، وما قد يبدو لك كسلوك غريب من شريك حياتك قد تكون طريقة التقليدية أو الطبيعية التي يقومون بها منذ الأزل.
لذلك من الضرور احترام ثقافات بعضنا البعض مع محاولة تلبية احتياجات كلا الطرفين في إطار العلاقة الزوجية والأسرية. قد تتعلم أيضا شيئاً من الثقافات الأخرى وتجدها مع مرور الوقت مناسبة لك والعكس صحيح.
وفي العموم الجميع يختبر الحب بشكل مختلف. تختلف التصورات من زوجين إلى زوجين آخرين ، وليس فقط بين ثقافة وأخرى. ولكن أخذ الوقت الكافي والتفكير في عمق هذه العلاقة يساعدك على تحسين حياتك العاطفية وتساعدك في التغلب على المشكلة. كما يجب ان تكون مرناً فجميعنا بحاجة إلى الحب والمودة والعطف واللطف.