ممر إجباري لأي تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

اللواء المصري: المصالحة نتيجة تحولات إقليمية وتراجع دور الإخوان المسلمين

اللواء محمد المصري.jpg
حجم الخط

أكد اللواء الدكتور محمد المصري، على أنه سبق الإعلان عن موقف حركة "حماس" بالقاهرة عدداً من التحولات الإقليمية، وخاصة مع تراجع دور الإخوان المسلمين، فيما بعد ما يسمى بالربيع العربي، إلى جانب تراجع دور حلفاءهم بالإقليم.


وأضاف المصري، في تصريح له، مساء اليوم الثلاثاء، أن هناك حالة واضحة في تبدل التحالفات، كذلك الإجراءات التي تعرضت لها حركة حماس، وخاصة الإجراءات التي اتخذها الرئيس محمود عباس، والتي أثرت على قرارها.

وقال: "أعتقد بأن هناك تحولات عميقة حصلت داخل حركة حماس، على مستوى القاعدة والقيادة، هذه القيادة الجديدة التي نقلت مركز القرار من الخارج للداخل".


وتابع: "قيادة حماس راجعت المرحلة السابقة، وخرجت باستنتاجات، أولها الفشل في تجربة الحكم لمدة عشر سنوات من الانقسام، هذا الانقسام الذي لم يعود بالنفع على الشعب الفلسطيني، إلى جانب أن هناك تغييرات كبيرة تجري من حولنا على الصعيد السياسي وإعادة صياغة خارطة المنطقة، ونحن كفلسطينيين أول الخاسرين إذا لم نكن جاهزين، وبالتأكيد لا أحد ينكر الدور المصري المميز الذي انتقل من دور الراعي إلى دور الشريك".


وأكمل المصري: "الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية انتظرت أكثر من عشر سنوات قرار حماس بالموافقة على المصالحة، والآن وعلى ضوء ما نسمع وما لدينا من معلومات، كل المؤشرات تؤكد بأن هناك قراراً في حماس بالسير نحو المصالحة، وإذا كانت هذه القيادة اتخذت قراراً أن تخرج من عقلية الوريث إلى مربع الشراكة، فأهلاً وسهلاً، ولا خيار لدينا كفلسطينيين سوى الوحدة والشراكة السياسة على أرضية برنامج وطني واحد وسلطة واحدة وسلاح واحد وتعددية سياسية، وهنا نقصد بالسلاح الواحد، هو وحدة القرار، قرار الحرب وقرار السلام، والرئيس أبو مازن يكرر ذلك في كل خطاباته، ويركز على الانتخابات التشريعية والرئاسية لكي يتاح لشعبنا أن يقول كلمته، ومن سيحقق نجاحاً فليستلم زمام القيادة".


ونوه، إلى أن خيار المصالحة أصبح حقيقة هذه المرحلة، وأن رأب الصدع أصبح ممراً إجبارياً لإيجاد أي تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مذكراً بما قاله سابقاً وزير الخارجية الروسي، أن الانقسام الفلسطيني معوق رئيسي أمام أي تسوية، كذلك حديث الرئيس السيسي في لقاءه مع مجلس الأمن القومي المصري، بأن المصالحة ضرورة لأي تسوية إسرائيلية فلسطينية.


وقال المصري: "بغض النظر عما سيقدم من قِبل الإدارة الأمريكية، يجب علينا تحصين جبهتنا الداخلية، بحيث نعزز المناعة الفلسطينية، ونكون مستعدين لمواجهة أية مشاريع قد تنتقص من حقوقنا الوطنية، وهل هناك عاقل يعتقد بأننا يمكننا كفلسطينيين مواجهة هذه الأخطار ونحن في هذه الحالة من الانقسام على الصعيد الفلسطيني، وحالة التشرذم والتفتت على الصعيد العربي؟ القيادة الفلسطينية، وخاصة الرئيس أبو مازن، يدرك حجم التحديات، وما هي المخاطر المحيطة بنا، في ظل حالة الضعف العربي، لذا كان رده وتجاوبه سريعاً، وأعطى التوجيهات اللازمة للإخوة الذين ذهبوا للقاهرة للعمل بكل الجهد والعقل المفتوح لإنجاز المصالحة".


وأكمل: "وهذا الحرص من قِبل السيد الرئيس، مرتبط بتقديره بضرورة أن يكون شعبنا موحد في مواجهة أي ضغوطات يمكن أن تمارس علينا، وأنا ليس لدي أدنى شك بأن هذه الإدارة لن تقدم مشروع تسوية كما تدعي، تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين، لذا، المواجهة قادمة، فلنتوحد لحماية مشروعنا الوطني".


واستطرد: "نحن مع الحل الإقليمي على أرضية مبادرة السلام العربية، والذي يبدأ بإقامة دولة فلسطينية على أسس الشرعية الدولية، هذا الحل هو مقدمة لحل مشاكل الإقليم، ويعطي إسرائيل اعترافاً من قِبل الدول العربية والإسلامية"، ولن نوافق كفلسطينيين على أي حل إقليمي يقوم على التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل يسبق الاعتراف بحقوقنا الوطنية وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 والقدس عاصمة هذه الدولة".


وأكمل: "أمّا من ناحية الخوف، هذا وارد، ولكن أُطمئنك بأنه لن يمر أي حل لا يأخذ حقوقنا الوطنية بالحسبان، ولدينا قيادة فلسطينية مؤتمنة وموثوقة ووطنية، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، لن توافق هذه القيادة دون الدولة، ولا يمكن ولن يتجرأ أي قائد عربي أن يقيم تطبيعاً مع إسرائيل دون غطاء الشرعية الفلسطينية، قوة موقفنا الأخلاقي وعدالة قضيتنا والقدرة على رفض أي مشروع ينتقص من حقوقنا، سيفشل أي حلاً إقليمياً يتجاوز قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".


وحول سلاح المقاومة قال اللواء المصري: "دعونا لا نتعجل الأمور، قلنا في البداية بأن هناك ثمة تحولات حصلت لدى حركة حماس، وأرسلوا رسائل من خلال حديثهم عن الجيش الوطني، وأن هناك إمكانية لمناقشة موضوع القسام بعد إتمام المصالحة وفي ظل الاجماع الفلسطيني، ودعني أُذكّر، هناك لجنة عليا بقيادة مصرية ستشكل لمعالجة الأمن الفلسطيني حسب اتفاقية مايو 2011".


وأكمل: "أعتقد أن هذا الموضوع يجب أن يعالج بعيداً عن وسائل الإعلام، وإن كنا بحاجة الآن، وفي ظل أجواء المصالحة وما نحن مقدمين عليه، أن يغيب السلاح عن المشهد في قطاع غزة، وأن لا يستخدم هذا السلاح عائقاً أمام إنفاذ القانون، وبنفس الوقت لا يجرنا هذا السلاح إلى معارك لا نرغب بها ولا تخدم شعبنا، لأن شعبنا في قطاع غزة تعرض لعدوان من قِبل الاحتلال ثلاث مرات ما بعد الانقسام، الأمر الذي يدعونا أن نناقش هذا الموضوع بحرص وطني، وأن يخضع هذا السلاح لقرار القيادة السياسية بعد إنجاز المصالحة".


وحول إمكانية أن تسفر حوارات القاهرة عن مصالحة حقيقية، قال المصري: "أنا مطمئن لحكمة القيادة، ووعي قيادة حماس الجديدة لطبيعة المخاطر، والدور المصري المهم، بأننا على أعتاب مصالحة حقيقية، ولكن يجب ألا نتعجل الأمور، حتى لا نقع بالمحظور، من المهم أن نكون صبورين، ونحن نعرف أن شعبنا طوّاق للمصالحة، ويريد أن يرى إنجازات سريعة، لن نخذلهم، والرئيس أبو مازن جاد، ويريد من هذه الجولة إغلاق هذا الملف الأسود في تاريخ شعبنا، وكلنا أمل أن تتحقق هذه المصالحة قريباً جداً".