شركة برك سليمان تحتفل بإطلاق مشروع ترميم البركة الثالثة

برك سليمان.JPG
حجم الخط

احتفلت شركة برك سليمان، اليوم الثلاثاء، بإطلاق مشروع ترميم البركة الثالثة ضمن مشروع الحفاظ على المنطقة وحمايتها، بدعم من القنصلية الأميركية.

‎وقال رئيس شركة اتحاد المقاولين العالمية ((CCC سامر خوري، إن الشركة ترى في بيت لحم مهدا للثقافة، موضحا أنها أقامت قصر المؤتمرات ليكون مركزا لاحتضان الثقافة الفلسطينية.

وأشار، إلى أن البرك السليمانية لها تاريخا مهما وإرثا ثقافيا، تحاول الشركة الحفاظ عليه منذ توليها مهام العمل في حماية المنطقة.

‎وبين، أنه من المهم أن يزور السياح والحجاج منطقة برك سليمان، وعدم اقتصار زيارتهم إلى منطقة واحدة، مشيرا إلى أن الشركة تأمل من خلال مشاريعها أن تتنوع الزيارات للحجاج والسياح، بما يساهم بخدمة المجتمع الفلسطيني وإظهار تعدده وتنوعه.

‎وأوضح خوري، أن الأرض التي يقع عليها المشروع تتعرض لحملات واستهداف من بعض الجهات الإسرائيلية، وبالتالي لا بد من حمايتها، وأن هذا المشروع يعتبر جزءا من خطة الحماية، مؤكدا أن من واجب الشركة أن تعمل وتبني في كل الأراضي الفلسطينية.

‎وأضاف، أن "المستوطنين يحاولون سرقة الأراضي، ونحن من واجبنا حماية الأرض والاستثمار فيها من خلال تعميرها، ما سيمنع قدومهم وسيطرتهم عليها"، مشيرا إلى "أن الحضور الفلسطيني ومعه الدولي وهنا اليوم القنصلية الأميركية هو جزء من تعزيز الوجود الفلسطيني على أرضه".

‎من جانبه، قال مدير شركة "اتحاد المقاولون" في بيت لحم جورج باسوس، إن هذا المؤتمر يأتي لإطلاق مشروع الحفاظ الطارئ على البركة السفلى من البرك السليمانية في بيت لحم، وإزاحة الستار عن حجر أساس انطلاق أعماله، الذي يأتي ضمن سلسلة مشاريع تقوم بها برك سليمان للحفاظ والتطوير لهذا العام، وأهمها إنشاء معرض الديناصورات والحشرات العملاقة، وإحياء قلعة مراد، وتأسيس مشروع أهل الأرض للسياحة، وتطوير برك سليمان.

‎واستعرض باسوس صورا للبركة بعد قطع مصادر المياه الطبيعية عنها، التي تظهر التصدع في جدرانها، وتلوث المياه بسبب خلطها بالمياه العادمة، مضيفا أن هذه البركة هي الأقدم التي تمثل المشروع الذي سيعمل على حمايتها، بعد انقطاع مصدر المياه عنها بسبب إقامة مستوطنة "أفرات".

‎وأشار، إلى أهم أنشطة المشروع لهذا العام، وهي تنفيذ مسح وإعداد تقييم شامل لمنطقة برك سليمان، مع الأخذ بعين الاعتبار دراسة الجوانب المختلفة التي تتمتع بها المنطقة، بما فيها الجانب التاريخي التراثي والثقافي والطبيعي.

‎وأوضح باسوس، أن هذا المشروع سيكشف عن قيمة هذا الإرث وصفاته المميزة وربطا بإرث وثقافة هذا البلد، كما سيرفع مستوى المعرفة لدى المختصين والعامة، ويعزز الوصول الأسهل للمعلومات ذات العلاقة، ومعرفة أفضل الممارسات والطرق للحفاظ عليها، وبناء استراتيجية متكاملة تعكس رؤية الشركة لتطوير وحفظ المنطقة، بالرجوع لنتائج الدراسات والمسح الذي سوف يقدم من قبل مختصين.

‎وأكد، على ضرورة تقديم دراسات هندسية وخطة عمل تفصيلية لبرنامج تأهيل البرك السليمانية، وتنفيذ برنامج تأهيل البركة الثالثة، وإعداد مسار للمشاة لتأمين الحماية للزوار والتقليل من التهديدات البشرية والطبيعية للمكان، وتنفيذ برنامج توعوي على الشبكة الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة ببرك سليمان، لتعزيز مفاهيم حماية المنطقة التاريخية والأثرية، ونشر الإعلانات الخاصة بالمشروع والقطاع الذي يعنى به، إضافة لتزويد المشتركين بخارطة للموقع وتنفيذ حملة إعلامية عن المشروع والمنطقة، وأهمية الحفاظ عليها.

‎وبين، أن المشروع سيتخلله، على مدار العام، تنفيذ مهرجانات فلسطينية ثقافية واسعة النطاق على المستوى الوطني، ورحلات حول المناطق الطبيعية وجولات حول المتاحف في الموقع وغير ذلك، وعقد مؤتمر السياحة الفلسطينية لجذب المختصين من الوطن وخارجه، لعرض الدراسات التي نفذت خلاله.

‎من جانبها، عبرت مديرة القسم الثقافي في القنصلية الأميركية روبن سوامان عن فخرها لقيام القسم الثقافي بدعم هذا المشروع وتوفير موازنة له بمبلغ 750 ألف دولار أميركي، مبينة أنها إشارة واضحة تجاه التزام بلادها بالعمل مع الشركاء الفلسطينيين للحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والتاريخ الإنساني في هذا الجزء من العالم.

 ‎وقالت، إنهم وجدوا أن هناك حاجة مهمة وملحة للحفاظ على هذا المكان، وأنهم كانوا جزءا من المرحلة الأولى في عملية الترميم، معربة عن أملها بأن تكون هذه المرحلة حافزا مستقبليا لمشاريع دعم أميركية في المراحل المقبلة.

‎بدوره، قال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، إن هذا المشروع يحمل في ثناياه برامج وأنشطة لها معاني مختلفة، أهمها أنه سيساعد في الحفاظ على المنطقة التي تتعرض لحملة استهداف إسرائيلي، مضيفا أن للمشروع أهمية في حماية الموروث الحضاري والإنساني لفلسطين، من خلال إعادة ترميم البركة الثالثة.

‎من ناحيته، قال المدير الإقليمي لشركة اتحاد المقاولين العالمية وليد صايل، إن البرك السليمانية تعتبر موقعا تاريخيا هاما ومن واجب الجميع الحفاظ عليها وحمايتها.

‎وأكد، على أن همهم الأكبر كشركة مطورة، كان العمل على إعادة صيانة البرك التي كانت مصدرا أساسيا للمياه لمدينة القدس، وبالتالي كان من الواجب القيام بالبحث العلمي واستخدام أفضل الوسائل لإعادة صيانتها، وهو ما سيحققه هذا المشروع.

‎وشدد صايل على أن الرسالة من وراء إطلاق هذا المشروع، هي التأكيد على حرص الإنسان الفلسطيني على الحفاظ على الإرث الإنساني، وقدرته على أن يكون شريكا عالميا في هذا الإطار، من خلال حفظ تاريخه وأرضه ووطنه.

‎وحضر الاحتفال بإطلاق المشروع، القنصل الأميركي العام بالقدس دونالد بلوم، وسهيل الصباغ أحد رؤساء شركة اتحاد المقاولين العالمية، ورئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس، ومستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك، ووكيل وزارة الأوقاف خليل الرفاعي، وممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والقنصليات الأجنبية العاملة بالقدس، وممثلون عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والمطران منيب يونان، والمطران ثيو فلكتوس، ورؤساء الجامعات في بيت لحم، ولفيف من الممثلين عن هيئات ووزارات فلسطينية رسمية ومنظمات شعبية، ورجال أعمال.