"رؤوف البلبيسي".. مطرب يبحث عن المجد في قطاع محاصر

"رؤوف البلبيسي".. مطرب يبحث عن المجد في قطاع محاصر
حجم الخط

لم يحظ الفنان الشاب رؤوف البلبيسي بفرصة ولو واحدة للسفر والمشاركة في برامج المواهب التي قد تنقله من حيز المحلية الى افق اوسع لكن الاتصالات الهاتفية من محبيه وأصدقائه والتي تمدح حنجرته الذهبية كما يصفوها تجعله يواصل العمل في حقل يبدو مليئا بالالغام في قطاع غزة المحاصر.

 

وأصبح الفنان المتألق رؤوف زهير البلبيسي يحظى باهتمام بالغ في حفلاته في فنادق غزة والتي يقيمها كل خميس بحضور وتشجيع كبير من عائلات القطاع اضافة الى حفلات متفرقة تنظمها بعض المجموعات الشبابية.

 

الشاب "رؤوف" هو مطرب فلسطيني وعازف عود يعمل في عدة فرق موسيقية من أبرزها فرقة "دواوين" للفن الملتزم، كما يعمل لدى مجموعة أصايل للتوزيع الفني والإعلاني، ومطرب لدى فرقة مداح القمر.

 

ويعيش رؤوف في منزله المتواضع الموجود في أبراج مدينة الزهرة بقطاع غزة، وهو خريج من جامعة فلسطين لتخصص "الملتيميديا" الوسائط المتعددة.

 

ترعرع الفنان في أحضان عائلة تهتم بالفن والموسيقى، فوالده هو الممثل التلفزيوني والمسرحي زهير البلبيسي الذي لطالما كان له الدور الأكبر في اكتشاف موهبة ابنه عندما لاحظ أنه يحمل داخل حنجرته صوت جميل لا يمكن أن يبقى مكتوماً، خاصة بعدما أصر رؤوف على ممارسة هوايته وموهبته في الغناء.

 

يقول رؤوف "كنت بسيطاً جداً، كان حلمي فقط هو سماع والداي لصوتي، لكنهم في البداية لم يعيروني الاهتمام الكبير بحجة أنني لازلت في المدرسة ويجب علي أن أهتم بدراستي بعيداً عن هذه الملهيات"

 

وبنظرةٍ مَلَأَها الإصرار استكمل قائلاً "لكن قوة صوتي وإيماني بنفسي جعلني أمارس هوايتي يومياً، كما أنني اشتريت آلة جيتار وآلة عود وكنت أتعلم العزف من خلال قنوات متخصصة عبر اليوتيوب و أرجِع للكتب والمراجع الموسيقية فأنا لم أتعلم في معهد موسيقي"

 

الموسيقى غذاء الروح للمستمع فكيف للعازف ؟!

 

الكثير منا يعتبر الموسيقى بمثابة غذاء للروح فهي اللغة التي تُفهَم من دون شرح، تعبّر عن عواطفنا التي لا يمكن لنا التعبير عنها.

 

يقول رؤوف: "الموسيقى جعلتني أشعر بكل ما هو حولي؛ أتحسس تفاصيله وأتذوق كل أمر بمذاق خاص وأتفنن في حل المشكلات وعلمتني الجرأة وجعلتني أكثر ثقة وحباً، لكنها أيضاً جعلتني إنساناً حساساً جداً وهذا شيء سلبي في شخصيتي"

 

شارك الفنان الشاب بتلحين عدة أغاني فلسطينية، وشارك بالعديد من المهرجانات والاحتفالات الوطنية في القطاع المحاصر.

 

كما أنَّ لديه أعمالاً خاصة لكنها لم تلقَ الصدى الكبير بسبب سوء التوزيع والنشر كما يقول.

 

ومن الجدير بالذكر أن أُولى أعماله الفنية كانت عبارة عن 15 أغنية لبرنامج "واحد من الناس" وهو برنامج انساني كان يُعرض على تلفزيون فلسطين.

 

موت المواهب في مهدها

 

يعيش قطاع غزة العديد من الأزمات التي أثرت بشكل كبير على الشباب عامة - فئة الفنانين خاصة - من أبرزها أزمة المعابر التي كانت عبارة عن حاجز كبير أمام مقدرة الشباب الموهوب على المشاركة في البرامج العالمية للمواهب.

 

يشعر "رؤوف" وأمثاله بحالة من الحزن واليأس بسبب انحصار أحلامهم تحت سماء هذه البقعة الصغيرة التي تسمى "غزة" ولعدم مقدرتهم على السفر والمشاركة في برامج المواهب كباقي شباب العالم.

 

يتحدث رؤوف عن الشباب الموهوب بالقول "أكثر ما يوجد في مجتمعنا الفلسطيني هي المواهب الشابة التي لو لاقت اهتماماً ملائماً من الجهات المختصة لأصبحنا ننافس دول العالم في المواهب، وسيصبح لنا شأن كبير بين المجتمعات، لكن للأسف هناك إهمال وغياب كبيرين من الجهات المعنية بالاهتمام في المواهب الشابة"

 

في سياق ذلك أكد على ضرورة وجود هذه الجهات المختصة برعاية الموهوبين وتنمية قدراتهم وتدريبهم من قبل أساتذة قادرين على صقل شخصية المتدرب، حتى يستطيع ممارسة هوايته بشكل سليم دون استغلاله من أجل تحقيق غاياتِ الآخرين.

 

وفي حبه للفن الأصيل والطرب القديم يضيف الفنان: "من أكثر الأعمال الفنية المحببة إلى قلبي هي أغنية " حاول تفتكرني " تأليف الشاعر محمد حمزة ، وألحان الموسيقار بليغ حمدي وغناء فناني المُفضل "عبد الحليم حافظ" .

 

واختتم حديثه بالقول: "أنا بصدد إصدار أعمال خاصة بي أتمنى أن تنال إعجاب جمهوري الحبيب وتلقى الصدى المناسب لها".