لقلة الإقبال وضعف الاهتمام

بالفيديو صناعة "الفخار" تراث فلسطيني مهدد بالانقراض!!

صناعة "الفخار" تراث فلسطيني مهدد بالانقراض!!
حجم الخط

تُعد صناعة الفخار من أهم الحرف اليدوية المتوارثة في غزة، ويُبدع البعض في إنتاج أشكالٍ فنية غاية في الجمال، حيث إن صناعة الفخار تُعتبر من أقدم الحرف المشهورة فلسطينياً، والتي تُعبر عن الثراث القومى الفلسطينى.

ويُحاكي أصحاب المهنة عبق الماضى وأريج المستقبل من خلال تجسيد الذوق الفلسطيني الرفيع، إلا أن أصبحت فناً تشكيلياً متوارث منذ أقدم العصور، ويتوارثها البعض عن الأباء والأجداد على الرغم من قلة صانعي الفخار خاصة بعض ظهور الأواني البلاستيكية.

مراسل وكالة "خبر" تجول في أحد مصانع الفخار، وتحدث إلى صاحب "الفاخورة" كما يُحب أن يُطلق عليها الغزّيين، حيث قال: "إن صناعة الفخار من اقدم الصناعات الموجودة في التاريخ، حيث إنها كانت متواجدة في عهد الأنبياء".

وأضاف خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن قطاع غزة يشتهر بصناعة الفخار، مبيّناً أنه كان متواجد بالقطاع حوالي 40 إلى 50 مصنعاً للفخار، وكان الكثير من العائلات بغزة تشتهر بصناعته.

وأوضح أن مهنة صناعة الفخار أقرب ما تكون إلى الإنقراض، مشيراً إلى قلة أعداد المصانع المتواجدة بالقطاع، والتي لا تتجاوز الـ5 مصانع فقط.

الصناعة 
لفت إلى أن صناعة الفخار تتم باستخدام "الطين" المتواجد على الحدود الشرقية لقطاع غزة، خاصة شرق بلدة جباليا شمال القطاع والتي يتواجد بها مادة الطين الصالحة لصناعة الفخار، ويتم البدء بالتجهيز لصناعة الفخار في بداية فصل الصيف، لاستخدام أشعة الشمس في تجفيفه.

وبيّن أنه يتم في بداية فصل الصيف تجفيف "الطين"، ومن ثم يُوضع في بركة ثلثها "طين" والثلثين مياه، ويتم بعد ذلك فصل الشوائب عنها ليتم تصفيتها، ووضعها بعد ذلك في الشمس لتجفيفها، أو في مكان مخصص داخل المصنع مخصص لتجفيف "الطين".

وأشار إلى أنه يتم بعد ذلك وضعها داخل آلة تُسمى العجانة، لإعداد "الطين" لصناعة قطع الفخار المختلفة، وبعد تشكيل تلك القوالب تظهر الأشكال التي تم تصميمها به وفقاً لما يريده الصانع.

قلة الإقبال

وقال إن الأواني الفخارية كانت تستخدم في طهي الطعام وحفظ مياه الشرب وتخزين الزيتون، لكن ظهور الأواني البلاستيكية والزجاجية أدى إلى استغناء البعض عن المصنوعة من الفخار، مؤكداً على أن ذلك أثر بشكل كبير على تلك المهنة العريقة.

وأكد على عدم اهتمام وزارة الثقافة بمصانع صناعة "الفخار" الأمر الذي أدى بالكثير لعدم التمسك بالمهنة وعدم تورثيها لأبنائهم، مشيراً إلى ضرورة تعريف الجماهير بصناعة الفخار، والتي تُحاكي تراث الشعب الفلسطيني.

وأوضح أنه مع توالي الأعوام يقل الإقبال على الصناعات الفخارية بقطاع غزة، حيث إن مصنع يعمل لمدة ثلاثة أيام بالأسبوع الواحد، متوقعاً أن تقل أيام عمله مع حلول الأعوام القادمة بسبب العزوف عن شرائها واستخدامها.

الجدير ذكره أن صناعة الفخار تُعد من أقدم الحرف المشهورة فلسطينياً، وتُعبر عن الثراث القومى الفلسطينى خاصة فى قطاع غزة، كما يتوارث الأبناء تلك الصناعة عن أبائهم، إلا أنه مع تواجد البديل الزجاجي والبلاستيكي قل الإقبال عليها، على الرغم من تمسك الكثير باستخدامها.