باشرت "الوطنية موبايل"، مساء اليوم الاثنين، أعمالها التجارية في قطاع غزة، وستفتح معارضها وتقدم خدماتها للمواطنين هناك، وذلك في خطوة مهمة للاقتصاد الفلسطيني.
واحتفلت "الوطنية موبايل" مساء اليوم، في فندق على شاطئ مدينة غزة، بتدشين شبكتها في فلسطين، بعد أن أنهت إدخال كافة المعدات الفنية الأساسية في الأشهر الأولى من هذا العام، وتم بناء شبكة اتصالات حديثة بأداء مميز يضاهي أفضل الشبكات العالمية.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، والشريك المؤسس الأول في الوطنية موبايل، محمد مصطفى: "إننا ننظر إلى احتفالنا اليوم كقصة نجاح تظهر نموذجاً حياً لصمود وبقاء استثمارٍ بهذا الحجم من المستثمرين الفلسطينيين وعلى رأسهم المستثمرين العرب وصندوق الاستثمار الفلسطيني، والذين جماعياً تحملوا وتكبدوا الخسائر المالية مقابل الأرباح الأخرى التي تساوي عندنا وعندهم الكثير؛ مثل الإصرار وعدم التراجع حتى نرى هذا اليوم الكبير، ومثل توفير فرص عمل ومداخيل للأفراد والدولة على حدٍ سواء".
وأضاف: "تبنى الصندوق – بصفته مؤسس رئيسي للوطنية موبايل، استراتيجية تهدف إلى جذب الاستثمارات إلى فلسطين، وهذا ما نجحنا به من خلال استقطاب شركة اتصالات عملاقة كشركة "أوريدو" القطرية، فوجود الصندوق كشريك استراتيجي في أي مشروع، يساهم في تشجيع وتحفيز المستثمرين المحليين والدوليين للدخول في هذا الاستثمار، وبالتالي ضمان استمراره ونجاحه".
وأوضح: "الوطنية موبايل ليست مشروعنا الوحيد في قطاع غزة، فهي جزء من مجموعة من المشاريع والاستثمارات التي يعتبر بعضها قائم وبعضها قيد الدراسة، في حين أن التحضيرات لا تزال جارية لبدء إطلاق خدمات الجيل الثالث في الضفة الغربية". وأضاف "لا نزال مصرين على أن إطلاق الجيل الثالث يجب أن يشمل قطاع غزة الحبيب، وأن هذا حق للشعب الفلسطيني في الوقت الذي يستخدم فيه العالم التقنيات الأحدث".
بدوره أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، علام موسى، أن المفاوضات بدأت اليوم للحصول على خدمات الجيل الثالثفي قطاع الاتصالات في قطاع غزة، وتحدث جهود السلطة الوطنية لاطلاق خدمات الجيل الثاني في الوطنية موبايل في قطاع غزة، مؤكدا أن الوزارة تعمل حاليا على إطلاق مشروع خدمات "تناقل الأرقام"
وأضاف، أن وجود مشغل منافس في قطاع غزة يتيح الخيار للمواطنين للحصول على خدمات بأفضل الاسعار وبأعلى جودة خدمات.
وشارك وفد من مجموعة "Ooredoo" في حفل تدشين وإطلاق شركة الوطنية موبايل في قطاع غزة، ضم الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني الرئيس التنفيذي لمجموعة "Ooredoo"، ووليد السيد نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي لشركة ""Ooredoo قطر، وخالد ال محمود الرئيس التنفيذي للشركات الصغيرة والمتوسطة في المجموعة، و مصطفى القطامي مدير أول التسويق والعلامة التجارية واتصالات الشركة في شركة "Ooredoo" قطر. وألقى وليد السيد كلمة مجموعة Ooredoo نيابة عن الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني.
بدوره، قال الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني، رئيس مجلس إدارة Ooredoo: "نحن مسرورون جداّ بتدشين خدماتنا في قطاع غزة، وذلك في إطار سعينا لأن نصبح المزود الأول لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، ولتوفير مجموعة متكاملة من الخدمات المصممة حسب الطلب لعملائنا، فمنذ العام 2006، حين أعلنا عن نيتنا توسيع نطاق أعمالنا داخلياً، عملنا على إزالة كافة العوائق التي تحول دون دخول الوطنية موبايل لقطاع غزة بشكل رسمي، وبحمد الله نجحنا في ذلك. وستستمر الوطنية موبايل في تنفيذ رؤيتها التي تهدف إلى إثراء الحياة الرقمية للعملاء وتتيح لجميع أفراد المجتمع الفلسطيني الاستمتاع بالإنترنت وخدمات الصوت عالية الجودة".
من ناحيته، قال الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني: "نحن سعداء للغاية بإطلاق خدماتنا في قطاع غزة ونعتز بهذا الإنجاز الكبير الذي سيسهم في تلبية احتياجات أهلنا في غزة من خدمات الاتصالات المتطورة، ما سيدعمهم ويحفزهم على الإبداع والابتكار، وإطلاق قدراتهم الكبيرة. فهدفنا الآن هو تمكين الشباب الفلسطيني من الاستمتاع بالإنترنت، ومساعدته على تحقيق أحلامه وطموحاته من خلال الخدمات التي نوفرها. ونحن كلنا ثقة أن خدماتنا ستحدث فرقاً في كافة المجالات، مثل التعليم، والرعاية الصحية، وتمكين المرأة، وريادة الأعمال، وغيرها الكثير".
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة الوطنية موبايل محمد أبو رمضان "سعينا بالباع والذراع لدخول قطاع غزة، فكانت بوصلتنا دائماً نحو القطاع، والعمل كان بجهد واجتهاد من كافة كوادر الشركة، لنحتفل اليوم مجتمعين بهذا الإنجاز الكبير".
وأضاف أن الوطنية موبايل التي تعتبر مستثمرا كبيرا في السوق الفلسطينية، تسعى إلى إنعاش الاقتصاد في قطاع غزة، وفتح الأبواب التي أوصدت طويلا أمام المواطنين الذين انتظروا مشغل الاتصالات الثاني لينهي احتكار السوق.
وشدد على أن دخول الوطنية موبايل قطاع غزة وإطلاق خدماتها تجاريا فيها يحمل العديد من الأمور الإيجابية، أولها بداية كسر لحصار القطاع وبداية استثمار جديد فيه، وكسر لاحتكار سوق الاتصالات الغزي الذي دام قرابة 18 عاما، وإيجاد فرص عمل إضافية مباشرة وغير مباشرة لأهالي غزة الذين يعانون من البطالة المجحفة.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للوطنية موبايل ضرغام مرعي إن هذه الانطلاقة ما كانت لتتحقق لولا الدعم القوي والمستمر على مر السنين الطويلة من الشركاء المؤسسين للوطنية؛ صندوق الاستثمار الفلسطيني ومجموعة "Ooredoo" العالمية اللذان استثمرا بمئات الملايين من الدولارات لتأسيس الوطنية موبايل وبناء شبكتها في الضفة الغربية سابقا واليوم في غزة في أكبر استثمار عرفه الوطن الفلسطيني في العقدين الأخيرين.
وأضاف مرعي: "انتظرنا جميعا هذه اللحظة لنتشرف بخدمة أهلنا في غزة بعد حرمان دام أكثر من ثمانية أعوام، ليصبح سوق الاتصالات الغزي مفتوحا للمنافسة الحرة والنزيهة، وليصبح للمواطن الغزي حقه في اختيار مشغل الخدمات الخلوية المفضل لديه بعد أن حرم من هذا الحق لسنين طويلة".
وتابع "إننا نحتفل اليوم بانطلاق الوطنية موبايل رسميا وتجاريا في قطاع غزة الحبيب، وافتتاح المقر الرئيسي في القطاع ومعارضنا مشروعة أمام كافة أهالي غزة من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا، مع شبكة وكلاء وموزعين ونقاط بيع لخدمة أهالي غزة الذين انتظرونا كثيرا".
وأعرب مرعي عن شكره لسيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والحكومة الفلسطينية على تقديم كافة الدعم والمساندة والمآزرة للوطنية موبايل منذ اليوم الأول.
واعتبر انطلاق الوطنية موبايل في قطاع غزة ليس مجرد إنجاز للشركة، إنما أيضا هو انجاز كبير للشعب الفلسطيني يحقق نهضة وانتعاش في الجانب الاقتصادي خاصة بالقطاع، وأيضا بداية حقبة جديدة في سوق الاتصالات بغزة، وبداية لكسر الحصار عن القطاع، فإن كافة شرائح وفئات شعبنا في غزة من أفراد ومؤسسات وشركات ستلمس بيديها هذا الانتعاش وهذه النقلة النوعية.
وأشار إلى أن دخول الوطنية موبايل ستكون إن شاء الله بشرى سعيدة على أهلنا في غزة، خاصة بعد توقيع اتفاقية المصالحة الفلسطينية متمنين التوفيق للحكومة خلال الفترة القادمة في إدارة القطاع وتنمية اقتصاد قطاع غزة.