لن تنسى جماهير الوحدات، مباراة أمس الإثنين، أمام الحسين إربد في بطولة كأس الأردن لكرة القدم، حيث شهدت فاجعة هزت القلوب بالألم والحسرة، وخطفت من عيونهم وهج الفرحة بالفوز الذي تحقق في اللقاء.
قبل بداية المباراة بدقائق، كان محمود فخري، رئيس مشجعي نادي الوحدات، يؤدي مهمته التي أحبها وعبر من خلاله عن عمق انتمائه الكبير لفريق الوحدات والمنتخبات الوطنية التي كان يحرص دائمًا على الوقوف خلفها.
كان فخري يهتف قبل بداية المباراة متغنيًا بمارده الأخضر، والآلاف تردد من خلفه كل الأغنيات بأجمل الألحان والعبارات، لتكون الدافع للاعبين ليقدموا كل ما لديهم ويحققوا الفوز.
لم يغب يومًا عن المدرجات إلا لسبب طارىء، فقد كان وفيًا بعشقه، في الشتاء قبل الصيف تجده يقود الجماهير، وهو يقف على قدميه رافضًا الجلوس على امتداد زمن المباراة، لأنه يدرك مليًا أهمية التشجيع المحفز وضرورة تواصله.
لكنه في مباراة الأمس اضطر فجأة للجلوس على المدرجات التي عشقها، دقائق عصيبة مضت، إلى أن تم نقله إلى المستشفى وأًعلن نبأ وفاته.
لم يدر من هو في داخل الملعب ماذا حدث بالضبط،، لم يتصوروا للحظة بأن "أبو غضب" جاء ليودع محبيه بالمدرجات قبل الرحيل الأخير، لم تدر الجماهير بأن "أبو رعد" تعرض لجلطة دماغية حادة، وبأنه لن يعود بعد اليوم ليقود فرقة التشجيع الخضراء.
وبين شوطي المباراة، جاء النبأ، أبو غضب انتقل إلى جوار ربه، عم الحزن والسكون أرجاء ملعب استاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، وبدأت بعض الجماهير تغادر الملعب حزنًا، فيما شهد أداء لاعبي الوحدات تراجعًا واضحاً، سببه الحسرة على مشجع كان سببًا مباشرًا في شهرتهم ودافعهم الأول لينثروا مواهبهم فوق المستطيل الأخضر.
رحل "مايسترو" المدرجات الخضراء، بغتة، وترك في نفوس محبيه –وما أكثرهم – غصة في القلب، رحل ولن يأتي ليشجع في المباراة المقبلة كما كانت عادته، حيث سيبقى مكانه على المدرجات هذه المرة داخل القلوب فقط.
لقد كان "أبو رعد" حريصًا على دوام الأيام، بأن يكون تشجيعه مثاليًا للغاية، كان محباً للجميع ويرتبط بعلاقات طيبة مع كل جماهير الأندية، كان مخلصًا فوق العادة بعشقه للمارد الأخضر، ومعطاء بكل تفاصيل حياته.
رحل محمود فخري الشهير بـ "أبو غضب"، مجسدًا برحيله حال الأغنية الشهيرة التي تطلقها جماهير الوحدات في كل المواجهات: " بنظل بنشجع حتى الممات".