كثيرة هي الذكريات التي تربطني بالكويت حيث عشت لسنوات وتعلمت في مدارسها ووفرت لي حياة كريمة .
ذكريات ومواقف وأصدقاء .. وطبعا" مدارس.
أتحدث عن .. خالد بن الوليد، الحريري، ثانوية حولي ومن ثم جامعة الكويت.
مسارٌ تعليميٌّ كامل وميلاد، فكيف لا يكون لي هناك ذكريات ومواقف وأصدقاء، ومع كل ما سبق كانت فلسطين دائمة الحضور.
ببساطة .... فلسطين دائمـــة الحضور في الكويت.
للعلم ....
حتى النادي الذي أخترت تشجيعه كان مرتبطاً بالشهيد البطل الشيخ فهد الأحمد الصباح، أحد أبطال الكويت وفلسطين، وأحد رموز العروبة؛ وهذا ليس تقليلا" من شأن أي نادي ومشجعيه ولكنه عُرِفَ عن نادي القادسية كونه النادي الذي يحظى بدعم جماهيري فلسطيني لعمق العلاقة التي تربط النادي بفلسطين وللتقدير الكبير الذي يحظى به (أبو الفهود) الشيخ فهد الأحمد الصباح رحمه الله
بالمختصر فلسطين كانت حاضرة بتفاصيل الكويت فالنقرة وخيطان وحولي والفروانية وبعضا" من السالمية كانت تعج بالفلسطينين المحبين للبلد والذين وجدوا الكويت وطناً ثانياً لهم .
طبعا" لن أعود للماضي كثيرا"، لكن مع كل ما ورد من تميز للعلاقات الفلسطينية الكويتية شاب الحضور الفلسطيني الرسمي والشعبي في الكويت خلل لسنوات وقد أرتبط هذا الخلل الناتج عن إحتلال الكويت بفعل لا علاقة لفلسطين به ولا علاقة للفلسطينين به ولكن في عالم السياسة هناك دوما" مساحة للإختلاف والتحريض ، وهي مساحة مشروعة وغير مشروعة للإجتهاد والتباين وقد حصل ما حصل في الكويت حيث كانت التفسيرات والمواقف الفلسطينية الشعبية والرسمية عرضة للتأويل والتشوية والتشكيك مما خلق فجوة شعبية وخلاف رسمي ورغم ذلك فقد بقيت فلسطين حاضرة في الكويت بأصالة شعبها وحكمة قيادتهــــا التي تجاوزت الخلل الحاصل بالعلاقة الفلسطينية الكويتية عبر التعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وهو الذي عمل بجد لتحسين العلاقات ولتجاوز آثار الماضي.
كما قلت وأكرر ...
بقيت فلسطين حاضرة في الكويت وبقيت الكويت حاضرة في عقل وقلب الفلسطيني وبشكل خاص فلسطيني الكويت .
بناءً عليه لم أستغرب كلمة سعـــادة مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي فهذا هو الموقف الكويتي الأصيل الذي يعبر عن عمق الإنتماء الكويتي للعرب وعمق الوعي الكويتي للقضية الفلسطينية.
كلمة مرزوق الغانم تمثل كل الأحرار في العالم وتمثل الضمير العربي وهي مفخرة لنــا كفلسطينين وعرب.
لمعالي مرزوق الغانم التحية وللكويت السلام.