استجابت قطر لنداء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أطلقه صباح الثلاثاء، ودعا خلاله إلى وجوب الالتزام بنهج التهدئة لحل الأزمة الخليجية.
ودعت قطر في بيان أصدرته خارجيتها مساء الثلاثاء، المواطنين والمقيمين وكافة وسائل الإعلام إلى "تجنب الانسياق أو الانزلاق إلى الإساءة لرموز الخليج".
وأكدت على "تمسكها بالحوار القائم على الاحترام المتبادل"، مع "احتفاظها بحق الدفاع المشروع عن قضيتها العادلة بكلّ موضوعية ومهنية في جميع المحافل والمنابر المتاحة".
وجاء في البيان: "لأن دأب دولة قطر عبر تاريخها السعي في كلّ سبل الصلح وتبني النهج الحضاري والسلمي في حلّ النزاعات - وهو الأمر الذي أرسته دبلوماسيتها النشطة منذ عقود- فإنّ دولة قطر تعلن استجابتها لنداء أمير دولة الكويت".
وأوضح أن "دولة قطر تهيب بالمواطنين والمقيمين وكافة وسائل الإعلام في دولة قطر تجنب الانسياق أو الانزلاق إلى الإساءة لرموز الخليج والبعد عن الانجراف وراء ما يتم ترويجه من دول الحصار من نعرات قبلية عفى عليها الدهر".
وشدّدت الخارجية القطرية على أن ذلك يأتي "استمرارًا للنهج الذي أرساه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد في خطابه لشعب قطر بتاريخ 21 يوليو/ تموز الماضي".
وقالت إن تلك الدعوة تأتي أيضًا: "رغم ما تعرضت وتتعرض له دولة قطر من حملة إعلامية ممنهجة تطال رموزها وحكومتها وشعبها وما تعرضت له من إجراءات جائرة وغير مشروعة خلال الشهور الماضية".
وأعربت قطر عن "تقديرها وتثمينها البالغين لما تناوله أمير دولة الكويت، في كلمته بافتتاح دور انعقاد مجلس الأمة الكويتي صباح اليوم، بشأن الأزمة الخليجية".
كما أشاد البيان بنداء أمير دولة الكويت "الذي توخى فيه حقوق الأجيال القادمة على الجيل الحالي من قادة الخليج وأبنائه"، مؤكدةً على أن هذا "الحقّ يتطلب عدم التصعيد والمسارعة في لملمة الجراح التي سببتها الأزمة بين دول تربطها وشائج القربى والصلات الأخوية الوطيدة ووحدة العقيدة والمصير والمصالح المشتركة".
وأكدت الخارجية على أن "دولة قطر تملك إيمانًا قويًا بعدالة موقفها إزاء ما تتعرض له في هذه الأزمة"، مشيرةً في ذات الوقت إلى "تمسكها بالحوار القائم على الاحترام المتبادل انطلاقًا من مبادئها وقيمها الراسخة".
وجددت التأكيد على أن "السعي لوحدة الصف الخليجي وإعلاء الهدف الخليجي المشترك، والوفاء بكافة الالتزامات للحفاظ على كيان مجلس التعاون الخليجي هو ديدن دولة قطر الدائم في أوقات الرخاء والشدّة على حدّ سواء".
وشدّدت قطر على التزماها بقواعد الأمن والتعاضد والمودّة بين الأشقاء في مجلس التعاون "مع احتفاظ حكومة قطر وشعبها بحقهما في الدفاع المشروع عن قضيته العادلة بكلّ موضوعية ومهنية في جميع المحافل والمنابر المتاحة".
ويذكر أن أمير الكويت، قال خلال كلمته بافتتاح دورة الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة (البرلمان)، صباح الثلاثاء إن الأزمة الخليجية تحمل في جنباتها احتمالات التطور، محذّراً من أن تصعيد الأزمة سيكون "له نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها".
وأوضح أن هدف بلاده الأوحد "إصلاح ذات اليين وترميم البيت الخليجي، ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار"، مضيفاً: "فلنتقي الله في أوطاننا ولتهدأ النفوس وليكن مجلس التعاون الخليجي راية عز وازدهار".
وأكد أمير الكويت على أن "التاريخ وأجيال الخليج القادمة بل أجيال العرب جميعًا لن تنسى ولن تغفر لمن يسهم ولو بكلمة واحدة في تصعيد وتأجيج هذا الخلاف ويكون سببًا في انهيار هذ الصرح الخليجي".