حلِمت بألوان تلك الأشياء كثيراَ , ً لكنها لم تستطع يوماً شراءها , فأقنعت نفسها أنها ليست بحاجتها , وليست جميلة إن ارتدتها ,والسبب ارتفاع أسعارها.
فساتين مختلفة وأحذية عالية جميلة , ومكياج وأساور واستشوار, حتى المرآة الصغيرة التي بداخل المحفظة مأواها, وكل تفاصيل الأشياء الأنثوية الجميلة أصبحت متاحة أمامها في غمضة عين.
حدقت بتلك الأشياء من بعيد, ساورتها نفسها بإلقائها خارج غرفتها أو تمزيقها.
تملكها إحساسا فظيعاً أن تلك الأشياء مقابل ابتياعها له.
افترشت أرضية غرفتها بها , ووقفت أمام مرآتها المكسور نصفها,ارتدت فستاناً تلو الآخر, وخططت معالم وجهها بكامل المكياج, ورغم أن خصلات شعرها ليست بحاجة لذاك الاستشوار إلا أنها جربته فلم يعجبها ودثرته أرضاً.
لم تقترب من تلك الأساور , أحستها أغلالاً ستطوق رقبتها من ذاك الذي سيصبح زوجها بعد فترة.
رفضتها مع أن حلمها كان التزين بها.
ألقت بكل الأشياء بعيداً , وفتحت خزانتها , ونظرت لذاك الفستان الوحيد الذي اشترته من راتبها يوما ما , واحتضنته وارتدته , وتراقصت به بكامل شوقها وحنينها , وكأنها تعانق أيامها التي أمضتها به.
استلقت على سريرها وسط كل لمعان تلك الأشياء, التي أهداها لها خطيبها الذي أسموه لها دون حتى أن تقابله يوماً , ولم تشعر بكل ما تحدث به سرداً عن حياته وعن دروسه الخصوصية التي كان يؤديها بجانب مهنة التدريس.
كانت تفتش بين كلماته عن لحن لكلمة حب , لكنها عادت فقيرة لها بعد سماعه لساعات طويلة.
وما كان منها إلا إغراق كل أشياءه بدموعها, لأنها لم تتمكن من إغراقها بالمياه الراكدة في شارعها المقابل لشرفة غرفتها.
وبقيت في حيرة من أمرها , هل تتقيد باسمه وأساوره وكل هداياه زوجة ؟, أم تبقى طفلة مجنونة تفرح ببساطة الأشياء, وبفستانها الوحيد الذي يزين خزانتها وتتباهى به كلما ارتدته أمام مرآتها المكسورة؟؟