من المؤكّد أنّ قراءة السيرة الذاتية لمؤسّس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ (31 عاماً) ستثير إعجابكم بشكل كبير، ليس لأنّه حصل على شهادات، فهناك آلاف من الشباب حول العالم حصلوا على ضعف الشهادات التي يملكها، ولكنّ ميوله المختلفة ستجذبكم أكثر، فبجانب حبّه لعلوم الكمبيوتر والبرمجة، لديه موهبة في المبارزة، ومع زيادة ثروته اتجه لإنفاق الملايين لتمويل مجموعة متنوعة من القضايا الخيرية، كما أنّ طموحه غير محدود وهذا الأمر الذي اتّضح بقوة خلال فترة رئاسة الشبكة الاجتماعية الأشهر في العالم.
وعلى الرغم من كلّ هذه المقومات والمزايا إلا أنّها لا تحصنه بشكل كامل ولا تضمن له البقاء الأبدي في الشركة، ومن الممكن أن يتم الاستغناء عنه ويصبح مصيره كمصير ستيف جوبز، ومن الممكن أيضاً أن يذهب برغبته الخاصة، فهناك حالات متعدّدة يمكن أن يرحل فيها هذا الشاب عن عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
الطمع في منصب دونالد ترامب
على الرغم من النفي المستمرّ والتصريحات التي يؤكّد فيها عدم رغبته في الترشح، إلا أنّ هناك عشرات من التقارير التي أشارت بقوة إلى أنّ زوكربيرغ يخطط لمنافسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، خاصة بعد الإعلان عن أنّ هدفه خلال عام 2017 هو زيارة كافة الولايات والتقرب من الأميركيين، وبالفعل زار العديد من تلك الولايات مثل أي مرشح سياسي آخر، والتقط صوراً مع المزارعين وتناول الطعام مع أسر مختلفة كما أنّه عقد اجتماعات مع أعضاء الجيش، وليس هذا فقط بل إنّ هناك منظمة سياسية شهيرة تحمل اسم "PAC" شكلت لجنة من أجل الضغط على مؤسّس "فيسبوك" للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2020.
وليس هذا فقط بل تم تعيين جويل بنينسون مستشاراً لزوكربيرغ، والذي شغل منصب مستشار للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كما شغل منصب كبير المخطّطين الاستراتيجيين لحملة هيلاري كلينتون الانتخابية.
انقلاب المستثمرين
يمتلك المستثمرون والمساهمون قوّة كبيرة داخل الشركات المختلفة، ويمكن أن يستخدموا نفوذهم في الضغط على مجالس الإدارة لاتخاذ قرار بعينه، وخلال السنوات الماضية هذا الأمر حدث مع العديد من رؤساء الشركات، واقترب للغاية من أن يهدّد زوكربيرغ، ففي بداية العام الجاري قدّمت مجموعة من المساهمين المؤثرين اقتراحاً ينصّ على أنّ وجود رئيس مستقلٍّ للشركة العملاقة يمكن أن يكون أفضل سواء من حيث الإشراف على المدراء التنفيذيين للشركة أو تحسين أوضاع الشركات.
وهذا الأمر جاء خوفاً من نفوذ مؤسّس الشركة القوي، وعلى الرغم من قوة زوكربيرغ داخل الشركة، وولاء أعضاء مجلس الإدارة له، إلا أنّه بعد أشهر من تلك المشكلة قرّر أن يتراجع عن بعض القرارات التي دفعت لمثل هذا الاقتراح، إذ أعلن عن تراجعه عن الطلب الذي تقدم به إلى مجلس إدارة "فيسبوك" العام الماضي، في ما يخص طرح نوع جديد من الأسهم يسمح له ببيع بعض من حصته كي يموّل جمعيته الخيرية مع زوجته، مع احتفاظه بكامل قدرته على التصويت على القرارات الإدارية.
الاستعانة به في منصب عام
"القوة المطلقة لا تدوم إلى الأبد"، لذلك غيرت "فيسبوك" قواعدها خلال العام الماضي بشكل يحدّ من سلطة زوكربيرغ بالشركة، فإذا ترك منصبه من أجل وظيفة عامة أخرى، فإنّ سيطرته على الشركة سوف تتلاشى.
وهناك تقارير عدّة تشير إلى أنّه وفور قبوله العمل مع الحكومة في منصب ما، فإنّ مجلس الإدارة سيعمل على استبداله بشخص آخر متفرغ بشكل أكبر.