دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إلى إعلان الاعتراف بدولة فلسطين، لـ"تصحيح" وعد بلفور الصادر في 2/ تشرين الثاني عام 1917.
وبدأ أبو الغيط رسالته بالتأكيد على الحرص المتبادل على العلاقات العربية- البريطانية التي اعتبرها الأمين العام للجامعة العربية "عميقة الجذور ومتنوعة المجالات".
وأضاف، "ان يوم 2 نوفمبر يحمل ذكرى أليمة في نفس كل عربي، ذلك أنه اليوم الذي صدر فيه ما يعرف بوعد بلفور منذ مائة عام بالضبط، وأن ذاكرة العرب تؤرخ لهذا اليوم باعتباره البداية الرسمية لمعاناة الشعب الفلسطيني، التي ما زالت فصولها تتوالى إلى يومنا هذا، من دون ضوء في آخر النفق".
وشدد أبو الغيط، على أن استحضار هذه الذكرى الكئيبة يُلقي بظلال سوداء على الدور الذي لعبته بريطانيا في زمن الانتداب، كما يبلور مسؤوليتها التاريخية إزاء المأساة الفلسطينية، موضحا أن الانغماس في الماضي واستحضاره بغرض توجيه الاتهامات لا ينبغي أن يكون هدفا لنا.
وبين: نحن نوجّه أنظارنا إلى المستقبل، غايتنا هي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا الهدف يمثل الحد الأدنى من الحق الفلسطيني الذي يذكّرنا تاريخ 2 نوفمبر بأنه تعرض للإجحاف منذ مائة عام تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، بل وبتشجيع وعون منه".
وطرح أبو الغيط في رسالته بعض التساؤلات التي تتعلق بالحق الفلسطيني، مذكرا بأنه تحقق المراد من وعد بلفور، حيث قامت دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، لكن أين ذهبت حقوق الفلسطينيين الذين أشارت إليهم صيغة الوعد المشؤوم بوصفهم السكان من غير اليهود؟ لقد قامت دولة إسرائيل، لكن أين الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها القرار 181 لعام 1947 (قرار التقسيم)؟ قامت دولة إسرائيل لكن هل صارت دولة حقوق متساوية لكل مواطنيها؟ أم أصبحت بؤرة توتر وصراع في المنطقة كلها؟
وأضاف أن التعامل مع 2 نوفمبر بوصفه مناسبة للاحتفال، "هو أمر نرفضه، ويصيبنا بخيبة أمل شديدة، ويذكرنا ببداية صراع جلب إلى المنطقة والعالم كل هذه الآلام".
ودعا ابو الغيط وزير الخارجية البريطاني إلى اغتنام ذكرى 2 نوفمبر للإعلان عن «اعتراف الحكومة البريطانية بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وفق مقررات الشرعية الدولية، واستجابة لرغبة الشعب البريطاني الذي ناشد حكومته اتخاذ هذه الخطوة، عندما صوت مجلس العموم لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا أن هذا الاعتراف هو الكفيل بتصحيح أخطاء الماضي، وتمهيد الطريق لمستقبل مختلف لهذه المنطقة.
وفيما يتعلق باحتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور، قال أبو الغيط "إن الاحتلال لا مكان له في عالمنا، ولا يصح أبدا أن يكون موضع احتفاء، أو احتفال، وإنهاؤه لن يحل كل مشاكل المنطقة بضربة واحدة، ولكن سيخلق واقعا جديدا كليا في الشرق الأوسط، وسيعطي الأجيال القادمة فرصة للإفلات من الدائرة الجهنمية للكراهية، والعنف، التي طبعت تاريخ منطقتنا، طوال قرن من الزمن".