تنطلق فرضية العمل لدى صنّاع القرار في دولة الاحتلال من أنّ حركة الجهاد الإسلاميّ، ليست مُرتبطةً باتفاق المُصالحة الذي تمّ التوقيع عليه الشهر الماضي في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، وبالتالي، فإنّ ردّ فعلها على قيام الجيش "الإسرائيليّ" بتفجير النفق، الذي أدّى إلى استشهاد 8 فلسطينيين، من بينهم أحد القادة العسكريين في الحركة، من المُمكن أنْ يكون قاسيًا ومؤلمًا، ولكن، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ حماس تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على إقناع الجهاد الإسلاميّ بتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ "إسرائيل" لتفويت الفرصة عليه لتخريب المُصالحة الفلسطينيّة، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة في الدولة العبريّة.
وفي خطوةٍ تدُلّ على عمق الأزمة "الإسرائيليّة" فيما يتعلّق بأسر الجنود "الإسرائيليين" في قطاع غزّة، أعلنت وزارة الجيش في تل أبيب، أنّها لن تسمح لحركة "الجهاد الإسلاميّ" بالتفتيش عن جثث الشهداء الذين ارتقوا في تفجير النفق يوم الاثنين الماضي، وذلك للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المُحتجزين لديها منذ عدوان صيف العام 2014.
في هذا السياق، حذّر رئيس لجنة الخارجية والأمن ورئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) سابقًا، آفي ديختر، من أنّه في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أنّ ردّ الجهاد الإسلامي على تدمير النفق سيكون من غزة، فإنّ المنظمة من الممكن أنْ ترد بهجومٍ في الضفة الغربية وفي الجبهة الداخليّة "الإسرائيليّة"، على حدّ قوله.
وقال ديختر في حديث مع موقع "WALLA"، الإخباريّ-الإسرائيليّ: أنا أعرف منظمة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها. هي منظمة أصغر من حماس من ناحية القدرة والحجم (يبلغ عددها حوالي 10 آلاف ناشط)، لكنّها منظمة فتاكة وجدية جدًا وهي نفذت عمليات كثيرة في السابق.
وأضاف ديختر قائلاً إنّه من الخطأ الاعتقاد بأنّ ردّها سيكون فقط من غزة، فهم لديهم قدرات وبنية تحتية أيضًا في أنحاء الضفة الغربيّة، والوضع في الضفة الغربيّة يُتيح لها إمكانية استهداف أشخاص داخل "إسرائيل" أيضًا، قال الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك.
علاوةً على ذلك، أشار ديختر إلى حقيقة أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تقوم بتمويل معظم أنشطة الجهاد الإسلاميّ على مرّ السنين بدون توقف، خلافًا لحماس، وهذا ما يمكن أنْ يزيد من احتمال الرد، بحسب أقواله.
وعلى الرغم من مرور عدّة أيّام على تفجير النفق، يوم الاثنين من هذا الأسبوع، ما زالت تتوالى التوقعات "الإسرائيليّة" بردٍ قاسٍ لحركة "الجهاد الإسلامي" عقب تفجير النفق في قطاع غزة.
فبعد توقع وزير الجيش الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان إمكانية ردّ حركة الجهاد الإسلاميّ على تفجير النفق بشكلٍ مركّزٍ يؤذي "إسرائيل"، كرّر ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية التوقع نفسه، قائلاً في لقاء مع الصحافيين إنّه سيكون صعبًا على "الجهاد" تجاوز ذلك، ومن الممكن أنْ تكون قياداتها قد اتخذت القرار بشأن كيفية الرد، على حدّ قوله.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، رأى الضابط أنّ حركة "حماس" ليست معنية بالمواجهة الآن، لكنها لن تسمح لحركة الجهاد الإسلامي بالجموح، وكلّ التنظيمات في القطاع ملتزمة بالمصالحة، على حد قوله.
وحسب تقدير الضابط الكبير، تملك حركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ التي يمكن أنْ تصل إلى أكثر من 42 كلم، وعدة مئات من الصواريخ ذات المدى القصير، والتي يمكنهم استخدامها في حال رغبوا بالرد على قصف النفق.
وعلى حد قوله، قررت "حماس" في السنوات الأخيرة استثمار معظم جهودها لبناء القدرة على بناء الأنفاق. ومنذ عملية "الجرف الصلب" قررت حركة الجهاد الإسلاميّ تكثيف العمل في هذا المجال.
ولفت في سياق حديثه إلى أنّ القيادة الجنوبية تقول إنّ بناء الجدار في باطن الأرض على الحدود مع قطاع غزة يخلق مشكلة للمنظمات، معتبرًا في الوقت عينه أنّ الجدار سيقطع كل أنفاقهم التي تمتدّ إلى خارج القطاع ولو وقعت حرب في غزة بعد سنة فإنّ تل أبيب لن تُواجه هذا التهديد.