أيّها البلفور إنّا لم نزل -- رغم زعمك للظُّلام والباغين ندّا
يصطلي من وعدكم هذا -- عذابات وأحزانا ووجدا
في خيام البعد أجيال -- تقضّ الليل كل الليل قضّا
فيفيض العزم في كل الثنايا -- من جموع شدت الآزار شدّا
بقناديل تداعت تملأ الافاق -- إصرارا إلى الأوطان مدّا
عبق الأرض حاديها ينادي -- معه شمس الصبح قد زادته عندا
وعدكم هذا مرارات وجور -- لنفوس عُلقت على العيدان عمدا
في بطون الدهر آلام -- نسجلها ونحصيها بسفر الشعب عدّا
أترى تمحوا الليالي دمعة الاطفال -- والثكالى كما زيد وهندا
فبساتين الآقاحي من دمانا أينعت -- وعيدان المشانق قد أزهرن وردا
سجلت كل المنابر ظلمكم هذا -- وتواريتم عن الأنظار عمدا
عرف الصخر لظاكم برهة -- ولبستم خيبة الغازين بُردا
لم نر منكم سوى مُرّ المآسي -- سجلت في كل قطر حاصرتموه جندا
أطلس الأوطان يروي زعمكم -- أمّة الشهداء ما مدّتك يدا
قل لأحفادكم عن ظلم يفادون -- اعتذارا فصون الأمر بدا
إن تراجعتم عن الوعد وزدتم -- ورأينا في صميم الأمر جدّا
صفحة الماضي نواريها ونمضي -- في أمور حلّها ما منه بدّا
دولة تضحي مع الأقران عضوا -- قلبها القدس من الرحمن وعدا
إنّ السلم في الأرض حضورٌ -- عندها نطوي ولا ينفت زندا
ويحق الحق في عهد صريح -- نصرة القدس من الرحمن وعدا
صادقا حقا ولا يأتيه شك -- ليس إن بلفور قد عارضه عهدا