الردع لعبة شطرنج يحلل فيها الطرفان خطواتهما والخطوات المضادة في مسار التصعيد وفي المستويات المختلفة؛ في المستوى العسكري والسياسي، في مستوى قوة الصمود وغيرها. في هذه اللعبة فان الطرف الذي يتوصل الى الاستنتاج بأن لدى العدو القدرة على الضربة الحاسمة، الاخيرة في سلم التصعيد والتي لا تُحتمل، سيُردع.
كي يعمل الردع في غزة، ويمنع هجوماً على اسرائيل، على "حماس" أن تستوعب بأن لدى الجيش الاسرائيلي قدرة حاسمة على ضرب رجالها العاملين في شبكات الانفاق الموجودة تحت مدينة غزة. عليها ايضا أن تستوعب بأن اسرائيل يمكنها ان تفعل ذلك دون أن تمس بالمدنيين.
تبين لنا في الماضي أن إصابة المدنيين الغزيين أو نزوح مئات آلاف اللاجئين داخل القطاع لا يؤثر على قوة صمود الذراع العسكرية، كما أن ضرب البنى التحتية المدنية لم يؤثر عليهم، ولم يدفعهم ليكفوا عن الرغبة في القتال، وتعرف "حماس" ايضا حساسيتنا تجاه المس بالمدنيين، بينما هي لا تبالي بذلك.
تتعامل الساحة السياسية مع الطرفين بشكل غير متساوٍ، وذلك بسبب التواجد السني الكبير في اوروبا والسيطرة الاسلامية في الامم المتحدة.
في حرب غزة، سيبدأ الغلاف السياسي ليكون معاديا لاسرائيل بعد فترة زمنية قصيرة نسبيا. اوروبا والولايات المتحدة ستصبحان اقل تسامحا في ضوء عمل اسرائيلي طويل في غزة. ولما كانت "حماس" تعرف ذلك، فانها ستتطلع الى معركة طويلة تكافح فيها إسرائيل لتحقيق اهدافها بطريقتها الحذرة.
كما تسمع "حماس" الخطاب في اسرائيل بشأن انعدام المنطق الكامن في احتلال القطاع والاستنتاجات التي تسمع علنا على ألسنة الزعماء في اسرائيل بأن الجيش الاسرائيلي لن يحتله.
في لعبة الشطرنج، قبل الحرب، تفترض الذراع العسكرية بأن الجيش الاسرائيلي سيقاتل ضدها لزمن طويل، مع قيود، دون قدرة حسم.
ويؤثر الأمر ايضا على جهود "حماس" في القضاء على قوى جديدة عاملة في القطاع، مثل "داعش". صحيح أن "داعش" يريد الشقاق بين "حماس" واسرائيل، ولهذا فانه يطلق النار علينا بين الحين والآخر، ولكن "حماس" كانت ستبذل جهودا اكبر للقضاء على "داعش" لو كانت تخشى ضربة حاسمة من الجيش الاسرائيلي.
وعليه ففي لعبة الشطرنج ما قبل الحرب، فان على كل من يعمل في غزة ان يفترض بأن لاسرائيل بالفعل قدرة الضربة الحاسمة.
ما هي قدرة الضربة الحاسمة التي ستردع الذراع العسكرية لـ "حماس" والجهات الاخرى العاملة في القطاع؟ هذه يجب أن تكون قدرة تسمح بالمس منذ بداية الحرب بالنشاط العسكري الجاري في معركة الانفاق وفي فضاءات البنية التحتية المدنية في غزة، أي "المترو".
اذا لم تكن بعد مثل هذه القدرة، فيجب تطويرها. هذه يمكن أن تكون منظومة سلاح تخترق الى عمق 50 مترا فأكثر، دون أن تلحق ضررا محيطيا فوق سطح الارض، أي للمدنيين، تنفجر في العمق وتؤدي الى تدمير القوات العاملة هناك، وسيؤدي الامر الى المس بالقيادات وبقادة "حماس" العسكريين وبالمقاتلين العاديين. وعلى منظومة الاستخبارات ان تتزود بالقدرات للعثور على الاماكن التي يجري فيها النشاط. وبهذه الطريقة تنتهي الحرب في غضون وقت قصير، وكل قصورات الحرب طويلة المدى ستختفي. كما أن العدو الذي يعرف بذلك، سيفترض بأنه سيباد ولهذا سيُردع.
اذا كان الجيش الاسرائيلي مزودا بالقدرة التي أشرت اليها فعليه أن ينفذ "نموذجا" من أجل أن يردع. والا، فعلى الجيش الاسرائيلي أن يستثمر مقدرات مهمة كي يطور ويجسد "نموذج" هذه المنظومة. "النموذج" حيوي لغرض الردع. فهل تذكرون الحرب ضد الغواصات في الحرب العالمية الثانية؟ اقصد شيئا مشابها او أكثر دقة، وفقا لاحدث التكنولوجيات. لا يدور الحديث عن "انشطار الذرة"، فالامر قابل للتحقق ولا يستدعي سوى القرار.
عندما تكون لدى الجيش الاسرائيلي هذه الوسائل بل وتنفذ "نماذج" فان النقاش في مقر الذراع العسكرية لـ "حماس"، قبل الحرب، سيحملهم الى الاستنتاج بأنه من غير المجدي البدء بتنقيط الصواريخ نحو اسرائيل، وانه يجب منع جهات اخرى من ذلك بأي ثمن. والا فانهم سيصابون من خلال الاذى بالضربة الحاسمة. هذا سيكون ردعا. كل الاحاديث الاخرى، بما فيها التهديدات والكلمات، لم تعد تردع.
عن "معاريف"
*لواء احتياط وعضو في مجلس الأمن الإسرائيلي.
كي يعمل الردع في غزة، ويمنع هجوماً على اسرائيل، على "حماس" أن تستوعب بأن لدى الجيش الاسرائيلي قدرة حاسمة على ضرب رجالها العاملين في شبكات الانفاق الموجودة تحت مدينة غزة. عليها ايضا أن تستوعب بأن اسرائيل يمكنها ان تفعل ذلك دون أن تمس بالمدنيين.
تبين لنا في الماضي أن إصابة المدنيين الغزيين أو نزوح مئات آلاف اللاجئين داخل القطاع لا يؤثر على قوة صمود الذراع العسكرية، كما أن ضرب البنى التحتية المدنية لم يؤثر عليهم، ولم يدفعهم ليكفوا عن الرغبة في القتال، وتعرف "حماس" ايضا حساسيتنا تجاه المس بالمدنيين، بينما هي لا تبالي بذلك.
تتعامل الساحة السياسية مع الطرفين بشكل غير متساوٍ، وذلك بسبب التواجد السني الكبير في اوروبا والسيطرة الاسلامية في الامم المتحدة.
في حرب غزة، سيبدأ الغلاف السياسي ليكون معاديا لاسرائيل بعد فترة زمنية قصيرة نسبيا. اوروبا والولايات المتحدة ستصبحان اقل تسامحا في ضوء عمل اسرائيلي طويل في غزة. ولما كانت "حماس" تعرف ذلك، فانها ستتطلع الى معركة طويلة تكافح فيها إسرائيل لتحقيق اهدافها بطريقتها الحذرة.
كما تسمع "حماس" الخطاب في اسرائيل بشأن انعدام المنطق الكامن في احتلال القطاع والاستنتاجات التي تسمع علنا على ألسنة الزعماء في اسرائيل بأن الجيش الاسرائيلي لن يحتله.
في لعبة الشطرنج، قبل الحرب، تفترض الذراع العسكرية بأن الجيش الاسرائيلي سيقاتل ضدها لزمن طويل، مع قيود، دون قدرة حسم.
ويؤثر الأمر ايضا على جهود "حماس" في القضاء على قوى جديدة عاملة في القطاع، مثل "داعش". صحيح أن "داعش" يريد الشقاق بين "حماس" واسرائيل، ولهذا فانه يطلق النار علينا بين الحين والآخر، ولكن "حماس" كانت ستبذل جهودا اكبر للقضاء على "داعش" لو كانت تخشى ضربة حاسمة من الجيش الاسرائيلي.
وعليه ففي لعبة الشطرنج ما قبل الحرب، فان على كل من يعمل في غزة ان يفترض بأن لاسرائيل بالفعل قدرة الضربة الحاسمة.
ما هي قدرة الضربة الحاسمة التي ستردع الذراع العسكرية لـ "حماس" والجهات الاخرى العاملة في القطاع؟ هذه يجب أن تكون قدرة تسمح بالمس منذ بداية الحرب بالنشاط العسكري الجاري في معركة الانفاق وفي فضاءات البنية التحتية المدنية في غزة، أي "المترو".
اذا لم تكن بعد مثل هذه القدرة، فيجب تطويرها. هذه يمكن أن تكون منظومة سلاح تخترق الى عمق 50 مترا فأكثر، دون أن تلحق ضررا محيطيا فوق سطح الارض، أي للمدنيين، تنفجر في العمق وتؤدي الى تدمير القوات العاملة هناك، وسيؤدي الامر الى المس بالقيادات وبقادة "حماس" العسكريين وبالمقاتلين العاديين. وعلى منظومة الاستخبارات ان تتزود بالقدرات للعثور على الاماكن التي يجري فيها النشاط. وبهذه الطريقة تنتهي الحرب في غضون وقت قصير، وكل قصورات الحرب طويلة المدى ستختفي. كما أن العدو الذي يعرف بذلك، سيفترض بأنه سيباد ولهذا سيُردع.
اذا كان الجيش الاسرائيلي مزودا بالقدرة التي أشرت اليها فعليه أن ينفذ "نموذجا" من أجل أن يردع. والا، فعلى الجيش الاسرائيلي أن يستثمر مقدرات مهمة كي يطور ويجسد "نموذج" هذه المنظومة. "النموذج" حيوي لغرض الردع. فهل تذكرون الحرب ضد الغواصات في الحرب العالمية الثانية؟ اقصد شيئا مشابها او أكثر دقة، وفقا لاحدث التكنولوجيات. لا يدور الحديث عن "انشطار الذرة"، فالامر قابل للتحقق ولا يستدعي سوى القرار.
عندما تكون لدى الجيش الاسرائيلي هذه الوسائل بل وتنفذ "نماذج" فان النقاش في مقر الذراع العسكرية لـ "حماس"، قبل الحرب، سيحملهم الى الاستنتاج بأنه من غير المجدي البدء بتنقيط الصواريخ نحو اسرائيل، وانه يجب منع جهات اخرى من ذلك بأي ثمن. والا فانهم سيصابون من خلال الاذى بالضربة الحاسمة. هذا سيكون ردعا. كل الاحاديث الاخرى، بما فيها التهديدات والكلمات، لم تعد تردع.
عن "معاريف"
*لواء احتياط وعضو في مجلس الأمن الإسرائيلي.