من جانبه، قال وزير الثقافة د. ايهاب بسيسو إن الشعب الفلسطيني قادر على صيانة الذاكرة وحماية إبداعه بكل مفرداته.
جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي الذي نظمته جمعية الثقافة الفكر الحر في غزة، تحت عنوان " جمعية الثقافة والفكر الحر التجربة و الواقع والمستقبل"، بحضور وزير الثقافة ايهاب بسيسو وكوكبة من القيادات السياسية والمجتمعية وممثلي عن كافة فعاليات المجتمع الثقافية والفنية والتعليمية في فندق المشتل بغزة.
وبين الوزير بسيسو أن الثقافة بكل مفرداتها الإبداعية، هي أدوات مقاومة تقاوم سياسات الاحتلال، الذي يحاول نفي التاريخ والذاكرة. وإن الاحتلال يريد الوجود الفلسطيني مجرد وجود هامشي لا وجود له.
واضاف أن غزة ترسم الامل كل يوم امام البحر والشمس، ومؤتمر اليوم، قصة عمل ونجاح وتطلع نحو المستقبل، ولم نفقد الإرادة يوما في مستقبل يعيد الامل والإرادة لأطفال وشعب فلسطين في ظل وحدة وطنية هي خيارنا الوحيد.
وأكد على أن العمل الوحدوي الفلسطيني هو الأوحد والآمن نحو الحرية والاستقلال، والطريق طويل كي نثبت مسار الوحدة الوطنية، مشيراً إلى دور الثقافة الجوهري والمحوري في تعزيز الوحدة الوطنية واستعادة الأمل من خلال دعم الإبداع والمبدعين في شتى المجالات وتعزيز الشركة مع المراكز ذات الاختصاص.
وأضاف" أننا اليوم على اعتاب مرحلة جديدة، هي مرحلة العمل والوحدة الوطنية، كي نؤكد على اهمية دور الثقافة في العمل الوحدوي وفي شتى المجالات، خاصة وأن الاحتلال يريد تطويق وعزل فلسطين عن العمق العربي بالانقسام والاحتلال واستمرار الحصار".
وأشار الى أن الاحتلال يريد الوجود الفلسطيني مجرد وجود هامشي لا وجود له، مشيراً إلى مئوية فدوي طوقان، التي تصفع وجود الاحتلال، لأنها مثلت الارادة والعمل وروح البلاد والثقافة والفكر الحر.
وأوضح" إننا بالارادة والعمل نحقق ما يصبو إليه شعبنا من تطلعات وما نريده في الحرية والاستقلال وتجسيد دولتنا المستقلة وعاصمتها
القدس الشريف".
وأضاف أن الثقافة بكل مفرداتها الابداعية، هي ادوات مقاومة تقاوم سياسات الاحتلال الذي يحاول نفي التاريخ والذاكرة، مؤكدا على أهمية العمل المشترك بين الوزارة والمؤسسات الاخرى والمبدعين والمبدعات
وبناء مؤسسة استراتيجية ذات بعد ثقافي ووطني، لنؤكد كل يوم أن الارداة تصنع المعجزات وشعبنا قادر على صيانة الذاكرة وحماية ابداعه بكل مفرداته.
وتناول وزير الثقافة تاريخ جمعية الثقافة، خاصة دورها الثقافي والتنموي والتطلع نحو المستقبل. مشيدا بتجربة الجمعية وبمسيرتها التنموية، خاصة وأنها من المؤسسات التي قدمت نموذجا مميزا في تعزيز وترسيخ الهوية الفلسطينية.
وناقش المؤتمر اربعة محاور رئيسية، المحور الاول تناول ثلاث اوراق بحثية، تعرضت الورقة الاولى الى رسالة ورؤية الجمعية ودورها في عملية التغيير، فيما ناقشت الورقة الثانية الدور الذي لعبته الجمعية في تحسين جودة البيئة التعليمة بخانيونس، فيما خصصت الورقة الثالثة لمناقشة تعزيز المشهد الفني واهميته في استراتيجية جمعية الثقافة والفكر الحر .
واستعرض المحور الثاني من المؤتمر من خلال ورقة بحثية التطور المهني للجمعية والى اين وصلت، وخصص المحور الثالث لمناقشة الورقة البحثية" المشاركة المجتمعية بالتخطيط ". فيما جاء المحور الرابع والاخير لمناقشة تجربة جمعية الثقافة والفكر الحر في الضغط والمناصرة.وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، إن الجمعية لعبت دورها هاما وحيويا في دعم المشهد الثقافي الفلسطيني، وخرجت اجيالا متسلحون بالمعرفة والمهارات والادوات مكنتهم من لعب دورا فاعلا في مجتمعهم وقيادته.
واستعرضت في كلمتها الافتتاحية مسيرة وتجربة الجمعية التنموية التي امتدت على مدار 25 عاماً في العمل الأهلي والتنموي ورؤيتها المستقبلية.
وشكرت مدير عام الجمعية مريم زقوت في كلمتها الافتتاحية الحضور وفى مقدمتهم وزير الثقافة لمشاركتهم اليوبيل الفضي للمؤسسة التي انطلقت بخطى ثابتة وخرجت اجيالا متسلحون بالمعرفة والمهارات والادوات مكنتهم من لعب دورا فاعلا في مجتمعهم وقيادة الكثير من مؤسساته .مشيرة الى دور الجمعية في دعم المشهد الثقافي الفلسطيني.
وقالت" رفعت جمعية الثقافة والفكر الحر خلال 25 عاما قيم التعاون واحترام الآخر، وتبنت مفاهيم سيادية في إطار حقوق الإنسان والدفاع عنها من زوايا مختلفة وعبر مشاركة كل من الأطفال، الشباب، المرأة، وخلال هذه الفترة جربت الجمعية نماذج وممارسات عمل، متنوعة منها ما جاء وفق ما تفرضه علميات التقدم والنمو الطبيعي، ومنها ما جاء نتاج تراكم تجارب نوعية للمؤسسة جعلها تتفرد في هذا التجارب وتسعي اليوم من خلال عرض تجربتها لمشاركتها مع المؤسسات من أجل الاستفادة منها".
واستعرضت باكورة عمل الجمعية التي هي مؤسسة وطنية بامتياز خرجت العديد من الكوادر الباحثين والمثقفين، مشيرة إلى ان الجمعية تنفذ برامجها على اسس المشاركة الفاعلة مع القطاعات المستهدفة من المجتمع المحلي، وباستشارة تربويين وأصحاب خبرة في المجال الصحي والتربوي والثقافي والتعليمي، حيث قامت فلسفة العمل لديها على رؤية واضحة ضمن منظومة متكاملة على الصعيد الاجتماعي والتربوي والوطني في نسق موحد غير منفصل. حيث انعكس أثر ذلك على كافة العاملين والمتطوعين لديها مما جعلهم وكلاء للتغيير في مجتمعاتهم وأوساطهم.
واكدت مدير عام الجمعية ان المؤسسة لعبت دورا اساسيا في تعزيز الوعي الجمعي في المجتمع الفلسطيني وليكون ظهيرا قوياً في المساهمة في انجاز المشروع الوطني من خلال رعاية الفنون والابداع وتعزيز ثقافته بالمجتمع الفلسطيني باعتباره أحد طرق النضال لتحقيق العدالة، وإبقاء جذوة الابداع حاضرة برغم كل المعيقات والمتغيرات التي مر ويمر بها مجتمعنا الفلسطيني على كافة الأصعدة فقدمت نموذجا شاخصاً في القدرة العملية في توسع المدارك بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الفنون وقدرتها في المساهمة في إثراء ورفد المجتمع الإنساني وخاصة الفلسطيني بالعديد من القيم والمفاهيم.