الأورومتوسطي: تفاقم خطير في الأوضاع الإنسانية بـ"اليمن"

الأورومتوسطي: تفاقم خطير في الأوضاع الإنسانية بـ"اليمن"
حجم الخط

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الأحد، عن بالغ قلقه إزاء التفاقم الخطير لتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن سواء بسبب الغارات العسكرية لدول التحالف العربي بقيادة السعودية في البحر الأحمر أو بسبب الحصار الجماعي المستمر منذ أسبوع.

وقال المرصد الأورومتوسطي الذي يتخذ من جنيف مقرا له في بيان صحفي، إن "طيران دول التحالف العربي يستهدف المدنيين والصيادين في البحر الأحمر بشكل عشوائي ومتكرر، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى والمفقودين طوال الأشهر الماضية".

وتطرق المرصد إلى أن الاستهداف عبر البحر الأحمر يتم بشكل عشوائي بحجة التصدي لعمليات تهريب السلاح للحوثيين لكنه يفضي إلى استهداف المدنيين، منوهاً إلى ارتكاب طيران التحالف جريمة مساء الجمعة الماضي بحق صيادين في جزيرة البضيع في مديرية اللحية شمال غرب محافظة الحديدة عبر استهدافهم بينما كانوا في البحر.

في ذات الوقت، نبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن الإغلاق الشامل الذي فرضته دول التحالف العربي على اليمن مطلع الأسبوع الماضي من شأنه أن يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً وهو يمثل صورة من صور العقاب الجماعي وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيات جنيف وقد يعتبر "جريمة حرب" إذا استمر تجويع المدنيين بصورة متعمدة.

ولفت إلى أن قرار قوات التحالف إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى اليمن وما يترتب عليه من منع دخول المساعدات الإنسانية والطبية يهدد بأن يقود البلاد لكارثة محققة خاصة في ظل حصار تعاني منه البلاد أصلاً منذ 3 أعوام، ما ترك نصف المرافق الصحية مغلقة بسبب الأضرار والدمار الذي تعرضت له وأدى لنقص مستمر في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وحذر من أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، خلفت أكثر من 7 ملايين على شفا المجاعة، وأكثر من 860 ألف مريض مصاب بمرض الكوليرا نتيجةً لسوء التغذية، وفي حين أن 99% من المرضى الذين يعانون من الكوليرا يمكنهم التعافي في حال حصولهم على الخدمات الصحية اللازمة، إلا أن ذلك غير ممكن في ظل الحصار والإغلاق المفروض والذي يشمل حتى المساعدات الطبية.

وأكد المرصد الحقوقي الدولي على أن النزاع المستمر في اليمن بين دول التحالف العربي وجماعة الحوثيين كان له أثر كبير في سرعة تدهور أوضاع المدنيين، وأن أغلب المحافظات في البلاد تضررت بشكل كارثي بفعل الحصار.

وعقب يحيى أشرف الباحث في قسم السياسات لدى المرصد الأورومتوسطي بأن الحصار المفروض على اليمن منذ 3 أعوام عزل المدنيين عن الحاجيات الأساسية والمساعدات الإنسانية اللازمة لإبقائهم على قيد الحياة، مؤكدًا أن القرار الجديد بإغلاق كافة المعابر والموانئ من شأنه أن ينذر بكارثة إنسانية سيكون من الصعب السيطرة عليها.

وذكر أشرف، أن القيود المفروضة من دول التحالف العربي بمنع وصول المساعدات الإنسانية لليمنيين تعد خرقا خطيراً للقوانين الدولية ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة التي حظرت العقاب الجماعي، وقد ترقى إلى مرتبة جرائم الحرب بموجب ميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية، والذي اعتبر "تعمد تجويع المدنيين بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم وتعمد عرقلة الإمدادات الغوثية" جريمة حرب.

وشدد على أن النزاع العسكري الحاصل في اليمن لا يبرر بأي حال من الأحوال أن تقوم قوات التحالف بقيادة السعودية بالانتقام من المدنيين اليمنيين، ما يستوجب ضرورة أن تلتزم دول التحالف العربي بالتمييز بين الأهداف العسكرية وبين المدنيين العزل.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لجنة التحقيق الدولية التي تم تشكيلها من الأمم المتحدة إلى رصد الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين اليمنيين بتوثيق جرائم استهداف الصيادين في البحر فضلاً عن ما نجم عن حصار دول التحالف لليمن من انتهاكات خطيرة، بما يفضي إلى تقديم الجناة للعدالة.

وطالب المرصد دول التحالف بوقف استهداف المدنيين وإنهاء الحصار على اليمن والعمل فورا على تنفيذ إجراءات تتيح وصول المساعدات الإنسانية والصحية للمدنيين، وتمكين هيئات الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المحاصرة وتقديم المعونات اللازمة للمحتاجين في مختلف أرجاء البلاد.