حماية المصالحة واجب وطني

image_2016-01-26-12-39-08_56a768ec648db9876c9a3f300f29c8ee619765c1ad768.jpeg
حجم الخط

 


انطلق قطار المصالحة مغادرا أولى محطاته من القاهرة بعدما وقع قادة الفصيلين الأساسيين المسئولين عن حالة الانقسام التي ضربت شعبنا طيلة العشر سنوات الماضية وعانى شعبنا خلالها كل صنوف العذاب والقهر ، وتراجعت القضية الفلسطينية خطوات الى الخلف وتم تشويه صورتها ، واستغلها أعداء وخصوم الشعب الفلسطيني أحسن استغلال ،، والآن وبفضل كل الجهود التي بذلتها كل الأطراف الفلسطينية ومحبي وأصدقاء الشعب الفلسطيني لإنهاء هذا الانقسام الأسود بدأت مرحلة جديدة تنفس شعبنا من خلالها الصعداء واستبشر شعبنا خيرا ،، وتعانق المتخاصمون وتعاهدوا على العمل لطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا برعاية مصرية صادقة وجادة ، ورحب الكل الوطني والدولي بهذه الخطوة تجاه وحدة الشعب الفلسطيني .. 
وكانت المصالحة الفلسطينية وبدأت أولى خطواتها قوية ثابتة تسير وفق المخطط لها والمتفق عليه ، وتم وضع الجداول الزمنية لكل قضية من قضايا الخلاف وتم تشكيل اللجان المطلوبة ،، وجاءت الحكومة الى غزة لتمثل أفضل أشكال الوحدة وخرج شعبنا بكل أطيافه لاستقبالها ، وعبرت كل شرائح مجتمعنا بحماسها لتحقيق المصالحة والاتفاق على تذليل كل العقبات والصعوبات التي قد تبرز خلال العمل على توحيد المؤسسات الرسمية في جناحي الوطني ، وتم التغلب علي غالبية تلك الإشكالات .. 
ومن هنا ارتفع سقف التوقعات بسرعة تحقيق الانجازات وسرعة حل الإشكاليات التي تنغص على شعبنا في قطاع غزة وبدأ الكل ينتظر ويترقب ،، ومرت الأيام والأسابيع ولا شيء تغير سوى قدوم الوفود ومغادرتها من رام الله الى غزة ، ولم يعد يرى المواطن سوى صور استقبال المسئولين في وزاراتهم ومؤسساتهم ومكاتبهم والابتسامات التي تخفي وراءها الكثير .. 
ومع مرور الوقت بدأ تبرز من جديد أصوات تحذر من فشل المصالحة كما فشلت أخواتها من قبل ، وأصوات تطالب شعبنا بعدم رفع سقف توقعاته ، وكلها يستند على قضية واحدة وهي أن المواطن لم يلمس تغيير جدي حقيقي يوازي ما يراه ويسمعه من اتفاقيات ، ومن هنا بدأت روح التشاؤم والإحباط يعود شبحها من جديد مستندة لبعض التصريحات التي تصدر عن مسئولين تنغص سير المصالحة ، وممارسات تؤكد أن الحكومة ليست على جاهزية تامة لاستلام الحكم بشكل قوي كما اعتقد الكثيرين ، وبدأ الشك يتصاعد من مستقبل إتمام المصالحة كما تمناها شعبنا .. 
ومع أننا ندرك أن تبعات احد عشر عاما من الانقسام ليس بالأمر البسيط ، والحمل ثقيل ، لأن الانقسام دخل في كل مضامين الحياة ومطلوب معالجته بشكل سليم وصحيح بعيدا عن الاستعجال والارتجال ،، ولهذا فإن المطلوب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والحرجة الانتباه والمتابعة وعدم ترك قضية المصالحة تنحرف عن مسارها المرسوم لها ، ولابد من المحافظة على حالة الزخم الشعبي الداعم والرافع لها . 
ومن هنا كان لابد من صرخة لكل المسئولين والناشطين والمتابعين والمثقفين وكل شرائح المجتمع الذين رفعوا صوتهم ضد الانقسام أن لا يعتقدوا أن دورهم قد انتهى أو تراجع بل المطلوب الآن التوحد لتشكيل " جبهة لحماية المصالحة " من أي عبث أو تراجع من أي جهة كانت ،، قطار المصالحة انطلق ليحقق مصالح الشعب والقضية وليس لتحقيق مصالح حزبية أو شخصية لأحد ،،، نعم لمتابعة ومراقبة خطوات تنفيذ المصالحة ورفع الصوت عاليا للمطالبة بعدم إضعافها أو تشويه صورتها ..