حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه

حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
حجم الخط

حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه

 

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ. وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِي حَتَّى لاَ آكُلُ الخَمِيرَ [1] وَلاَ أَلْبَسُ الحَبِيرَ [2] وَلاَ يَخْدُمُنِي فُلاَنٌ وَلاَ فُلاَنَةُ، وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالحَصْبَاءِ مِنَ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ، هِيَ مَعِي، كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي، وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا العُكَّةَ [3]الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا. [4]

 

من فوائد الحديث:

1- فضيلة ومنقبة ظاهرة لأبي هريرة رضي الله عنه.

2- فضل وأهمية حفظ العلم، والمداومة عليه.

3- التقليل من الدنيا، وإيثار طلب العلم على طلب المال.

4- يجوز للإنسان أن يُخبرَ عن نفسه بفضله؛ إذا اضطر إلى ذلك لاعتذار عن شيء، أو ليبين ما لزمه تبيينه إذا لم يقصد بذلك الفخر. [5]

5- كان جعفر رضي الله عنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

6- طلب العلم يحتاج إلى عزم، وشدّة على النفس، وترك الراحة لها.

7- الهمّة العالية عند أبي هريرة رضي الله عنه فهي التي أوصلته إلى المجد.

8- عدمُ نِسيان أبي هريرة رضي الله عنه جميع ما سمعه في عمره من النبي صلى الله عليه وسلم.

9- بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن مختصة بحفظ مقالة دون مقالة، بل كانت عامة لكل ما يسمع أبو هريرة من مقالته، وهذا الذي يليق بالإعجاز، والبركة. [6]

10- لولا أن الله تعالى ذم الكاتمين للعلم لما حدثهم رضي الله عنه، لكن لما كان الكتمان حراما وجب الإظهار والتبليغ، فلهذا حصل منه الإكثار.

 

11- قوله: (بشبع بطني) يعني: أنه كان يلازم قانعا بالقوت لا مشتغلا بالتجارة، ولا بالزارعة.

12- إن عبد الله بن عمرو بن العاص كان أكثر تحملا، وأبو هريرة كان أكثر رواية. وعبدالله أكثر من جهة ضبطه بالكتابة وتقييده بها، وأبو هريرة أكثر من جهة مطلق السماع. [7]

13- العلمُ شرفٌ ورفعة.

14- جواز خدمة الغير، وأن يتخذ المرء خادما يقوم على خدمته.

15- على المسلم أنْ يحرص ألاّ يقول إلاّ خيرا.فما أقبح القيل والقال، والكلام الذي لا فائدة منه.

16- إيثار الاشتغال بالعبادة على الاشتغال بالدنيا، لأن أبا هريرة رضي الله عنه صبر على الجوع في ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم.فشابه حال النبي صلى الله عليه وسلم في ايثاره الفقر على الغنى والعبودية على الملك.

17- الافتخار بصحبة الأكابر إذا كان ذلك على معنى التحدث بالنعمة، والشكر لله لا على وجه المباهاة.

18- الاشتغال بالتجارة، يلهي الإنسان عن سماع العلم، وملازمة العالم، حتى يسمع غيره منه ما لم يسمعه هو.[8]

19- سبب كثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: ملازمته له، ليجد ما يأكله لأنه لم يكن له شيء يتّجر فيه، ولا أرض يزرعها، ولايعمل فيها.

20- كان أبو هريرة رضي الله عنه مسكينا من مساكين الصفة. [9]

 

21- لا تكاد تقرأ كتاب حديث، إلا ويطرق مسامعك اسم أبي هريرة رضي الله عنه.

22- تأثّرَ أبو هريرة رضي الله عنه بالكلام الذي قيل فيه. لأنه بشر.

23- كان رضي الله عنه أكثر الصحابة حديثا على الإطلاق، حسب ماوصل إلينا.

24- فضل تبليغ حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

25- فضل وشرف ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم.

26- كان الجوع سبب خير لأبي هريرة رضي الله عنه، فبسببه حصلت الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت الثمرة العظيمة، سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

27- أثر الرفقة الصالحة، والصاحب الطيّب على المرء.

28- استغلال الفرصة إذا أتت، وعدم تضييعها، أو التفريط فيها.

29- كان رضي الله عنه متعدي النفع، وإيجابيا بمعنى الكلمة، فلم يعش لذاته، وإنّما خدم الأمّة إلى قيام الساعة.

30- فضيلة ومنقبة لجعفر رضي الله عنه.

 

31- كرم جعفر رضي الله عنه.

32- حُبّ جعفر رضي الله عنه للفقراء والمساكين.

33- قوله:( لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير) سجع مليح غير مُتكلَّف.

34- قوله:( كنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع) وصف لحالة الجوع التي كان يعيشها، فلا يخفف هذا الجوع إلاّ أنْ يُلصِق بطنه بالحصباء.

35- معرفة أبي هريرة رضي الله عنه بكتاب الله.

 

36- لا بأس أنْ يشبعَ الإنسان من الطعام.

37- لا بأس أنْ يمنع الإنسان نفسه من بعض المباحات، مالم يكن فيه ضرر عليه.

38- الشدّة، وضيق العيش في ذلك الزمان.

39- الجوع مصيبة من المصائب، وآفة من الآفات، وداهية من الدواهي، يُغيّر حالة الإنسان، وحياته، وقد يفقده دينه. فلذلك تعوّذ منه النبي صلى الله عليه وسلم لخطورته، فقال:" اللهم إنّي أعوذ بك من الجوع، فإنّه بئس الضّجيع ". [10]

40- العطف على المسكين، وتلمّس حاجاته، وقضائها.

41- الطعام مطلب ضروريّ لبقاء الجسد.

42- الجود من الموجود، حتى لو لم يكن إلاّ العُكَّة التي ليس فيها شيء.

 


[1] الخمير قيل: هو الخبز، وقيل هو العجين الـمُخمّر. (تاج العروس للزبيدي 11/ 213-219).

[2] الحبير هو: السَّحابُ الـمُنَمَّرُ والبُرْدُ المُوَشَّى والثَّوْبُ الجديدُ (القاموس المحيط 1/ 473).

[3] العُكّة: وعاء من جلد يوضع فيه السمن والعسل، ويختص بالسمن أكثر. (المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث للأصبهاني 2/ 487).

[4] صحيح البخاري 5/ 19 رقم 3708.

[5] من 1-4 مستفاد من التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقّن 3/ 606 وما بعدها، 15/ 300.

[6] من 8-9 مستفاد من فيض الباري على صحيح البخاري للكشميري 1/ 307 ، 3/ 557.

[7] من 8-12 مستفاد من عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 2/ 182. 12/ 187.

[8] من 17-18 مستفاد من فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 4/ 227 ، 299 ، 304 ، 305.

[9] من 19-20 مستفاد من المرجع السابق 13/ 322 ، 323.

[10] سنن أبي داود 1/ 567 رقم 1549. سنن ابن ماجة 2/ 1113 رقم 3354. سنن النسائي الكبرى 4/ 452 رقم 7852.المستدرك على الصحيحين للحاكم وصححه 1/ 533. وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود 5/ 271 رقم 1383.