صدر للكاتب السياسي حمادة فراعنة كتاب جديد، تحت عنوان "تطورات المشهد الفلسطيني" في العام 2017، هو العشرون في "سلسلة معا من اجل فلسطين والقدس" التي دأب الكاتب على اصدارها خلال السنوات القليلة الماضية، موثقا فيها جل ما حفل به المشهد السياسي المتغير من وقائع متفرقة، وعارضا بالرصد والسرد والتحليل، ما انطوى عليه الحراك الفلسطيني، في فترة زمنية بعينها، من حيثيات واحداث مختلفة، بعين المراقب المدقق حيناً، وبذهنية المشارك في صنعها في احيان اخرى، الامر الذي يضفي على هذه السلسلة اهمية خاصة، قل ان نعثر على مثيل لها بين الاصدارات المماثلة.
ويشكل الكتاب الجديد، الصادر عن دار حنين للدراسات والنشر في فلسطين، الواقع في مائتين وخمسة وثمانين صفحة من القطع الكبير، الجزء الاول من وقائع النصف الاول من العام الحالي، توطئة لجزء ثان مرتقب صدوره في نهاية هذا العام الحافل بالتطورات المتلاحقة، على نحو يقدم صورة بانورامية واسعة لمجمل مجريات الوضع الفلسطيني، الذي شهد هذا العام متغيرات من المقدر لها ان تتواصل على هذا المنحى، وان تلقي بظلالها القوية على الصورة الكلية المتشكلة في اواخر سنة فلسطينية مفعمة بالمواقف الكفاحية الشعبية، والاشتباكات السياسية والدبلوماسية على غير صعيد واحد.
وتتوزع مادة هذا الاصدار على اكثر من سبعين عنواناً فرعياً، شملت تعليقات على مواقف، واستعراضاً لوقائع، وتحليلا لتطورات متعاقبة، وتشخيصا لأزمات متفاوتة الاهمية، كما احتوت في الوقت ذاته على وجهات نظر لم يتردد الكاتب الفراعنة في طرحها بشجاعة سياسية يحسد عليها، بما في ذلك المسائل الاشكالية المثيرة للخلافات في الرؤى، مثل "فلسطينيون وإسرائيليون معا ضد العنصرية والفاشية" ورسالة الى الكاتب الاسرائيلي التقدمي جدعون ليفي، وقراءة سياسية لوثيقة حماس، وغير ذلك الكثير من الموضوعات الحيوية ذات النكهة الملفتة بقوة .
وقد قدم لهذا الاصدار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، الذي التقط هذه الصفة الاشكالية للكاتب حمادة فراعنة، حين كتب يقول "يحاول حمادة جاهدا في كتاباته ان يبدو هادئا الى اقصى حد، واقعيا وعقلانيا، لا يشتط في نقده لمن يخاصمهم سياسيا، ولا يصدر احكاما قاطعة وجازمة ضدهم، ولكن هذا اللون من العقلانية لا يمكن ان يخفي كون فراعنة كاتب اشكالي، لا يتسامح تجاه المواقف التي تخرج عن الاساسيات عنده، وفي مقدمتها انتهاك المشروع الوطني الفلسطيني بإرثه العظيم، أو التعدي على الحقوق والحريات، ومع ذلك فإنه متسامح مع كل تطور في قوى الاسلام السياسي".
وكان لافتا اهداء هذا الكتاب من قبل المؤلف الى ثلة من اصدقائه، القادة المناضلين من فلسطينيي مناطق 48 في مقدمتهم القائد الوطني البارز محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العربية العليا، والنائب ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، ومازن غنايم رئيس اللجنة القطرية للمجالس المحلية العربية، وكان لافتا اكثر فأكثر مشاركة إهداء هذا الكتاب الى اصدقاء يهود تقدميين مدافعين مقاتلين عن الشعب الفلسطيني، اصدقاء لم يلتقهم حمادة فراعنة وجها لوجه، وانما يعرفهم عن بعد، مثل النائب دوف حنين العضو اليهودي الوحيد في القائمة المشتركة، والكاتب الصحفي الباسل جدعون ليفي، والصحافية الشجاعة عميرة هيس، باعتبارهم عينة يهودية متميزة ممن يناضلون مع الشعب الفلسطيني بشقيه على أرض فلسطين أبناء 48 وأبناء 67، من اجل مستقبل قائم على مبادئ الحرية والمساواة والشراكة والندية والعودة.