عبد الرحيم: الحركة الكشفية ليست جديدة على مجتمعنا الفلسطيني

عبد الرحيم: الحركة الكشفية ليست جديدة على مجتمعنا الفلسطيني
حجم الخط

قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن الحركة الكشفية انضباط وأخلاق وتطوع وجاهزية، وانعكاس لحضارة المجتمع، وهي ليست جديدة على مجتمعنا الفلسطيني، حيث إن الحركة الكشفية الفلسطينية تأسست سنة 1912 بعد ولادة الحركة الكشفية سنة 1907.

جاء ذلك، خلال إطلاق فعاليات الأسبوع الوطني الثاني للكشافة الفلسطينية، التي جرت في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مساء اليوم الخميس، تحت شعار "شمس الكشفية في سماء القدس العربية"، والذي يمتد حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بحضور رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس جمعية الكشافة الفلسطينية جبريل الرجوب، ورئيس الوفد الأردني المشارك منذر الزميلي.

وأضاف عبد الرحيم، أن "الشعب الفلسطيني كان سباقاً في إنشاء الجمعيات الأهلية، ومنها الحركة الكشفية الفلسطينية التي شاركت باسم فلسطين في كل المؤتمرات والمخيمات الكشفية، ولعل أبرزها المخيم العالمي في بريطانيا، حيث رفع ممثل فلسطين القائد الكشفي عاطف نور الله علم فلسطين في مقدمة أعلام الدول المشاركة، وكان العلم رُفع قبل ذلك على جبل الكرمل في حيفا، وزار مؤسس الحركة الكشفية بادن باول المخيم الفلسطيني".

وأوضح أن الحركة الكشفية الفلسطينية منذ نشأتها رفعت لواءها وعلمها الوطني وتراث شعبنا وعمق حضارته، "كيف لا وأن الكشافة تعني العطاء الدائم والمبادرة والتفاني والإبداع والإخلاص في الأداء والعمل، ومثلما رفع قائد كشفي علم فلسطين على جبل الكرمل سترفعونه أنتم على أسوار القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة".

وفي بداية كلمته عبد الرحيم، قال: "أعتذر لكم في البداية عن عدم تمكن السيد الرئيس من حضور هذه الفعالية الرائعة لأسباب طارئة، والذي كان حريصاً على حضورها لما لها من أبعاد ودلالات سامية".

وأردف، "نلتقي اليوم في ذكرى استشهاد الكشاف الفلسطيني الأول، والمجاهد المؤسس للمشروع الوطني الفلسطيني ومفجر الثورة المعاصرة القائد ياسر عرفات رحمه الله، عندما أقول الكشاف الأول لأن أبو عمار هو من استكشف الواقع الفلسطيني بعد النكبة وبإرادة المؤمن، أعاد للفلسطيني هويته الوطنية وَوَضَعه على الخريطة السياسية كمقدمة لقيام الدولة المستقلة على ترابنا الوطني، مما شكل صفعة لكل المخططات والوعود الاستعمارية التي أرادت شطب فلسطين أرضاً وشعباً من على الخريطة الجغرافية والسياسية".

وخاطب عبد الرحيم "أنتم الجيل الذي ظل يعيش في قلب الشهيد أبو عمار وقلب رفيق دربه الأخ أبو مازن يحنو عليه وَيذْكره في خطاباته، أنتم الكشافة، الزهراتُ والأشبال الذين نأمل ان ترفعوا علم فلسطين على مآذن القدس وكنائسها وأسوارها، وها أنتم جئتم إلى حيث يرقد القائد المؤسس كأنما يطالبكم ويطالبنا جميعاً ان ننقل ضريحه إلى جوار المسجد الأقصى المبارك في المدينة المقدسة تحت ظلال العلم، فالقدس ظلت بوصلته وعلى لسانه هو ورفاقه لأنها في العقل والوجدان والقلب حتى الرمق الأخير".

وتابع: "سائرون على درب المصالحة الوطنية لتحقيق المصالح العليا لشعبنا، بعيداً عن المصالح الضيقة، ونحن متمسكون بثوابتنا الوطنية التي يعمل سيادة الرئيس محمود عباس لتحقيقها على الأرض، وأقول أمامكم إن السيد الرئيس يدعم الجهود المصرية الخيِّرة لإنهاء الانقسام وصولا إلى تكريس السلطة الشرعية الواحدة والقانون الواحد والسلاح الواحد والشراكة الوطنية في الثورة والسلام العادل، فلا عودة للوراء ونتطلع للأيام المقبلة، وإلى لقاء الإخوة في فصائل منظمة التحرير والشخصيات المستقلة في القاهرة يوم 21/11، لتمكين حكومة التوافق الوطني من ممارسة صلاحياتها كافة وعلى كل المستويات في قطاع غزة كما في الضفة، ولخلق واقعٍ جديد يخدم مصالح شعبنا في توحيد الوطن والمشروع الوطني تحت القيادة الشرعية الحكيمة الواحدة".

وخاطب الحاضرين، "تسمعون إشاعات كثيرة هذه الأيام وهي معروفة المصدر ولكنها مفضوحة الأهداف، وهنا أقول أمامكم أننا لا نقبل إلا بسيادتنا الكاملة وغير المنقوصة على أرضنا، ولا نقبل بأنصاف الحلول ولا الحدود المؤقتة،  فبعد قرن من الوعد الاستعماري الغادر، وعد بلفور، آن الأوان للعالم لكي يقول كفى احتلالا وقمعا وتشريدا وحلولاً مشوهة ولم يعد هناك متسع للمزيد من المناورات والمماطلة الاحتلالية، فالعالم اليوم هو أكثر تفهما لحقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في تقرير المصير وبالحرية والاستقلال، فقد اعترفت 138 دولة بالدولة الفلسطينية المستقلة، إضافة إلى مطالبة العديد من برلمانات العالم لاعتراف دولها ومنها بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، كذلك لا بد من التأكيد على ما تم إنجازه على صعيد انضمام دولة فلسطين إلى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية الهامة، ومن بينها منظمة "اليونسكو"، ومحكمة الجنايات الدولية، وأخيرا منظمة "الانتربول".

وقال، إن "الرئيس ومعه القيادة الفلسطينية، تعمل دون كلل لوضع المجتمع الدولي في صورة المشهد القائم، الذي يحاول الاحتلال استدامته في ظل الانحياز الأميركي ضد تنفيذ إرادة المجتمع الدولي، وفي ظل الأوضاع المتفاقمة التي تهدد الأمن القومي بتدخلات خارجية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، مرفوضة ومدانة لتظل الفوضى قائمة تحت مسمى الربيع العربي المشبوه".

وأكد أن "شعبنا الذي يحيي ذكرى استشهاد قائده المؤسس، ويحيي كل سنة ذكرى عشرات الألوف من القادة والفدائيين الأبرار لن يستسلم، بل سيواصل نضاله لتحقيق ثوابتنا التي أقرتها وثيقة إعلان الاستقلال قبل 29 عاماً بالإجماع الوطني، وسيواصل نضاله لنيل الاعتراف بالدولة المستقلة، ولإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الأممي 194 ومبادرة السلام العربية".

وتلا عبد الرحيم في نهاية كلمته نص مرسوم الرئيس الصادر في الثاني من الشهر الماضي بشأن اعتبار جمعية الكشافة الفلسطينية امتداداً لجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، على أن تؤول موجودات جمعية الكشافة والمرشدات وحقوقها والتزاماتها كافة إلى جمعية الكشافة الفلسطينية التي تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وتتبع لمنظمة التحرير الفلسطينية وتخضع لإشراف ورقابة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ويكون مقرها الرئيس والدائم في القدس، على أن تتخذ مقراً مؤقتاً لها في رام الله وغزة، وتنشأ فروعاً داخل الوطن وخارجه.