انتقد وزير الخارجية القطري "القيادة المتهورة" في منطقة الخليج وحمّلها مسؤولية عدد من الأزمات ومنها النزاع بين دول خليجية وأزمة لبنان، في إشارة إلى السعودية فيما يبدو.
والأزمة الدبلوماسية، التي قاطعت فيها السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطر، محتدمة منذ الصيف بعدما قطعت الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر متهمين إياها بتمويل "الإرهاب". وتنفي الدوحة الاتهامات.
وانصرف الانتباه عن النزاع في الآونة الأخيرة وخاصة في أعقاب إعلان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الاستقالة بشكل مفاجئ هذا الشهر وهو في السعودية.
وأثارت استقالته الصادمة وبقاؤه في الرياض مخاوف على استقرار لبنان. ودفعت الاستقالة لبنان إلى وسط التنافس المرير بين الرياض وطهران.
وتقول السعودية والحريري حليفها إن حركته غير مقيدة في المملكة. وتنفي السعودية أيضا اتهامات بأنها أجبرته على الاستقالة.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن "نرى نمطا من انعدام المسؤولية وقيادة متهورة في المنطقة تحاول فقط ترهيب الدول من أجل الخضوع".
وأضاف "ما نشهده الآن في المنطقة... هو شيء شاهدناه في التاريخ الحديث... ترهيب الدول الصغيرة من أجل الخضوع".
وتابع الوزير يقول "ما حدث بالضبط مع قطر قبل نحو ستة أشهر يحدث حاليا مع لبنان. ينبغي للقيادة في السعودية والإمارات العربية المتحدة أن تدرك... أنه لا يحق لأي بلد التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وتتهم السعودية قطر بدعم "الإرهاب" والتقرب من إيران. وتنفي الدوحة الاتهام وتقول إنها تتعرض للعقاب على ابتعادها عن نهج جيرانها الداعم لحكام مستبدين.
ومنذ صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة قبل أقل من ثلاث سنوات اتخذت الرياض موقفا أكثر صرامة من إيران وخاضت الحرب في اليمن وقادت مقاطعة قطر وصعدت من لهجتها ضد حزب الله.
ولم تؤت جهود الولايات المتحدة لوضع نهاية للخلاف ثمارها. وتستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة ويستخدمها التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة.