حذَّر المحلل العسكري الإسرائيلي الكبير "ألون بن دافيد" من مغبة العيش في وهم إمكانية خنق غزة بالكامل دون انفجارها في وجه "إسرائيل" وليس مصر، على حد تعبيره.
وقال بن دافيد في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف هشبوع" إن غزة تختنق بعد تبدد جهود الإعمار وعدم وصول أموال المانحين للقطاع لإعماره من الحرب المدمرة، وإن متضرري القطاع يبيعون الإسمنت في السوق السوداء لعدم امتلاكهم للنقود اللازمة لإعمار بيوتهم.
ونوه إلى أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد حالياً، ولكن ذلك لن يكون إلى الأبد، "فمع مرور الأيام يزداد عمق الأزمة الإنسانية هناك بعد وجود 25 ألف عائلة دون مأوى، ولن تجد حماس جدوى من ضبط النفس، وسيتبدد وهم إمكانية خنق القطاع في وجوهنا وليس في وجه مصر".
وأشار إلى تركيز حماس في تجاربها الحالية على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، لأنها أظهرت قدرة أكبر على إلحاق الأضرار البالغة بالكيان، أكثر من الصواريخ بعيدة المدى، كما قال.
وفيما يتعلق بأولويات رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد "غادي آيزنكوت" قال إنه يولي الأهمية الأكبر لقطاع غزة وبعدها للضفة الغربية، حيث قام في اليوم التالي لتنصيبه بزيارة لقيادة المنطقة الجنوبية بالجيش وأعقبها بزيارة للمنطقة الوسطى، في حين أجل زيارته للشمال للأسبوع القادم.
ميناء بحري بالقطاع
وتطرق بين دافيد إلى فكرة السماح لحماس بإنشاء ميناء بحري في القطاع قائلاً: إن "هذه الفكرة لم تعد تلقى تلك المعارضة بين أوساط كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وإنه بالإمكان إنشاء ميناء بحري على جزيرة مصطنعة قبالة غزة يربطهما جسر، وإنه سيكون من السهل تدميره حال تدهور الأوضاع.
وأضاف أن فكرة الجزيرة والميناء من طرح وزير المواصلات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" ولقيت تأييداً في أوساط الجيش، وذلك للمرة الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وأن هكذا ميناء سيخلص "إسرائيل" من عبء تزويد القطاع بالبضائع والأغذية وكذلك من تهم الحصار كما سيخلق أفقا أمام سكان القطاع.