أعلن رياض حجاب اليوم الإثنين استقالته من منصب المنسق العام للهيئة العليا السورية للمفاوضات، بعد نحو سنتين أمضاها فيه، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
وبيّن البيان أنه منذ تولي حجاب رئاسة الهيئة في ديسمبر/ كانون الأول 2015 أخذ على عاتقه "مسؤولية تمثيل القضية العادلة للشعب السوري الأبي الذي انتفض في وجه الاستبداد والقمع".
وأكد على الالتزام "بمبادئ الثورة والتي نصت على: المحافظة على وحدة الأراضي السورية، واستعادة استقلال الدولة وقرارها السيادي، والحفاظ على مؤسساتها، والعمل على تأسيس نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون تمييز أو إقصاء، دون أن يكون لبشار الأسد، وأركان ورموز نظامه، مكان فيه".
وأشار إلى أنه "على الرغم من المصاعب الجمة التي واجهناها: فإننا بذلنا غاية جهدنا لتمثيل تطلعات الشعب السوري في عملية الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، متسلحين بمبادئ الثورة ومرجعيتها، الأمر الذي ساعدنا على الصمود أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد، وعلى التصدي لمحاولات بعض القوى الخارجية اقتسام بلادنا إلى مناطق نفوذ ضمن صفقات جانبية يتم إبرامها بمنأى عن الشعب السوري".
وأضاف البيان: "وعلى الرغم من تباين المواقف وتعدد الآراء، بقيت الهيئة متماسكة نتيجة الجهد الذي بذلناه لتقريب وجهات النظر، حيث مددنا قنوات التواصل والتنسيق بين مختلف مكوناتها، وعملنا، في الوقت نفسه، على النأي بأنفسنا عن أية اصطفافات خارجية للمحافظة على استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني".
وذكر حجاب أنه بعد "مسيرة تقارب السنتين من العمل الدؤوب للمحافظة على ثوابت الثورة السورية المجيدة التي لم نحد عنها طرفة عين، أجد نفسي اليوم مضطراً لإعلان استقالتي من الهيئة العليا للمفاوضات متمنياً لها المزيد من الإنجاز، ولبلدي الحبيب سورية السلم والأمان والاستقرار".
ولم يوضح حجاب سبب الاستقالة، التي تأتي قبل يومين من عقد المعارضة السورية مؤتمراً موسعاً بين 22 و24 الشهر الجاري، في محاولة لتوسيع وإعادة هيكلة وفد معارضة موحد، قبل أيام من انطلاق مفاوضات جنيف بنسختها الثامنة، في الـ28 من هذا الشهر.
ويرى محللون أن الاستقالة جاءت بعد ضغوط دولية بسبب تمثيل حجاب للتيار المتشدد الذي لا يقبل ببقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في سورية المستقبل، وهو البند الذي تصر عليه منصة موسكو.
وحجاب مولود عام 1966 في دير الزور، شرق سورية، حائز على دكتوراه في الهندسة الزراعية، وشغل عدة مناصب في السلطة السورية، آخرها رئاسة الوزراء، قبيل انشقاقه والتحاقه بصفوف الثورة عام 2012.