اتهم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، السعودية بـ”التدخل في شؤون لبنان” من خلال رئيس وزرائه، سعد الحريري، الذي أعلن استقالته في وقت سابق من المملكة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير القطري، في “مركز المصلحة الوطنية” الأمريكي (غير حكومي) في العاصمة واشنطن، أمس الإثنين.
وأضاف آل ثاني أنه لا يعرف الوجه الخفي لاستقالة الحريري من الرياض، وعن سبب ذلك قال الوزير “لأنه لا توجد علاقات سعودية قطرية حاليًا”.
وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، علاقاتها مع قطر.
وفي 4 نوفمبر/تشرين ثان الجاري، أعلن سعد الحريري استقالته في كلمة متلفزة، من المملكة العربية السعودية.
وأفاد الوزير قائلا “بقدر ما سمعته من لبنان، وتابعته، يمكنني القول إن ما حدث يعتبر تدخلًا في شؤون بلد آخر، إذ تم منع رئيس وزراء دولة من العودة لبلاده دون علم ودراية دولته بالشكل الذي شاهده الجميع″.
كما اتهم آل ثاني المملكة العربية السعودية بـ”ممارسة هذا الإسلوب مع الحريري، حتى يتسنى لها وضع دول أخرى صغيرة (لم يسمها) تحت سيطرتها وضغطها”.
واستطرد في ذات السياق “وهذا هو الخطر الذي نواجهه في المنطقة؛ وهو أن الدول القوية تريد أن تفرض الوصاية والسيطرة على قرارات دول أخرى”.
وشدد على أنه “لا يمكن في العالم العربي أن تجتمع القوة في يد دولة أو دولتين، فهذا أمر غير مقبول في القرن الحادي والعشرين”.
ولفت وزير الخارجية أن “بعض الدول في الشرق الأوسط، تعاني من مآسي، ونزاعات”، مضيفًا “فالمنطقة تشهد عصرًا من الظلام تسيطر عليه الشمولية والعدوان وضيق الأفق”.
وذكر أن “اللاعبين (لم يحددهم) في المنطقة يلعبون بحياة شعوب الدول بشكل غير مسؤول”.
وأضاف موضحًا “المساعدات الموجهة للأطفال الذين يموتون جوعًا، باتت تستخدم كوسيلة سياسية، ففي سيوريا بينما يتم التسامح مع المجازر بحق المواطنين، وصل الوضع في اليمن لطريق مسدود”.
آل ثاني تابع في ذات النقطة قائلا “والآن بدأت نفس القوى تطل برأسها في لبنان. وهذا الأسلوب الممنهج، بمثابة نموذج على سعي طائش للقوة لا يكترث لما يسببه من آلام”.
كما أضاف “ولا شك أن السعي للقوة بهذا الشكل يضر بالمنطقة، ويمهد الطريق لظهور الجماعات المتطرفة”.
وفي سياق آخر وصف الوزير القطري حصار بعض الدول العربية بقيادة السعودية لبلاده بـ”غير القانوني”، مضيفًا “بل ويعتبر تهديدًا لحرية وسيادة نظام قوي في عصر حديث، أكثر من مطالبهم (دول الحصار)”.
تجدر الإشارة أن دول الحصار قدمت لقطر قائمة مطالب أعلنت في 22 يونيو/حزيران الماضي بينها غلق قناة الجزيرة القطرية وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران.
وفي رده على سؤال حول طلب دول الحصار من الدوحة قطع مساعداتها لحركة حماس الفلسطينية، قال الوزير “قطر تدعم الشعب الفلسطيني وليس حماس″.
وفي ذات النقطة تابع قائلا “دعم حماس لغزة، وللمحتاجين فيها”.
وفي الشأن السوري قال وزير الخارجية القطري آل ثاني، إن الوضع في ذلك البلد “بات أكثر تعقيدًا بسبب دخول لاعبين دوليين في الحرب”، لافتًأ أن النظام السوري قتل 500 ألف شخص، وتسبب في تهجير ولجوء ملايين آخرين.
ولفت آل ثاني أن تحول كافة الأنظار في العالم وتركيزها على تنظيم “داعش” الإرهابي فقط، أظهر مدى التسامح مع نظام الأسد، مضيفًا “فالخطأ الأكبر الذي ارتكبناه هو عدم تعاملنا مع نفس الشيئين (داعش والأسد) بنفس الشكل”.