ناقشت لجنة فلسطين في البرلمان العربي، اليوم الاثنين، آخر المستجدات السياسية والميدانية في دولة فلسطين، في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد اعتداءاته في الضفة الغربية، إلى جانب بحث دعم الجهود الإغاثية وإعادة إعمار قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماعًا عقدته اللجنة، برئاسة رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، وبحضور نائب رئيس اللجنة النائب ناصر أبو بكر، وعدد من أعضاء اللجنة.
وقال رئيس البرلمان العربي في كلمته، إنّ الاجتماع يأتي في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها القضية الفلسطينية، وبعد مرور عامين على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وتسبب في دمار واسع للبنية التحتية المدنية وكارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل الحصار والإغلاق.
وأضاف اليماحي، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال "قمة شرم الشيخ للسلام" في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2025، جاء ثمرة للجهود الدبلوماسية العربية المكثفة، خصوصًا الدور التاريخي الذي قامت به جمهورية مصر العربية في رعاية مفاوضات التهدئة، إلى جانب قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وشركاء دوليين آخرين، مؤكدًا أن الاتفاق شكّل بارقة أمل جديدة للشعب الفلسطيني ومرحلة مهمة نحو إنهاء المأساة الإنسانية في القطاع.
وأشاد بالدور السعودي والفرنسي في رعاية مؤتمر التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، الذي أفضى إلى اعتماد "إعلان نيويورك" كإطار لتنفيذ حل الدولتين وفتح المجال أمام الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.
وأوضح أنّ الاجتماع يأتي لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مدينًا بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، محملًا إياه المسؤولية الكاملة عن تبعات العدوان.
واستنكر رئيس البرلمان العربي، الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدًا أن القدس والأقصى خط أحمر لا يمكن المساس به، وأن الاحتلال يتحمل تبعات هذه الممارسات الاستفزازية التي تشعل الغضب في العالمين العربي والإسلامي.
من جهته، استعرض نائب رئيس اللجنة ناصر أبو بكر، آخر المستجدات السياسية والتحركات الدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية لضمان استمرار وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر المانحين في جمهورية مصر الشهر المقبل، في إطار خطة التعافي وإعادة الإعمار.
وطالب أبو بكر، بتحرك دولي فاعل لوقف اعتداءات المستعمرين الإرهابية ضد المزارعين الفلسطينيين، والتي طالت مؤخرًا عشرات النشطاء الأجانب المشاركين في حملة قطف الزيتون، معتبرًا ذلك جزءًا من مخطط إسرائيلي ممنهج لتقويض صمود الفلسطينيين في أراضيهم.
وتحدث عن الجهود الجارية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوحيد الصف الداخلي، مؤكدًا أن القرار الوطني المستقل هو الأساس في تقرير مستقبل فلسطين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية تبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
