بقلم: سميح خلف

الحرب المقبلة "محرقة الدبابات"

سميح خلف
حجم الخط

عملية تسخين على حدود غزة ، وعملية هجومية اسرائيلية على نفق لسرايا القدس  ذهب فيها 17شهيد ومفقود، وساطات داخلية واقليمية لاحتواء ردة فعل حركة الجهاد ، استنفار وترقب لجيش الاحتلال على طول غلاف غزة ، تسخين اخر على الجبهة الشمالية  وتصريحات متبادلة بين حزب الله واسرائيل  يتوعد كل منهما الاخر ان حدثت المواجهة ن غارات اسرائيلية  ولاول مرة تعترض طريقها صواريخ اس 300  الروسية  رعب ورعب متبادل بين حزب الله واسرائيل وكل يذكر الاخر بمشهدين مشهد الضاحية الجنوبية المدمر  وصرخات جنود الجيش الاسرائيلي في جبال ومشهد مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ومصانع حيفا للمواد الكيميائية .

تصعيد اخر يأتي من الجزيرة العربية ردا على ضرب الرياض بصاروخ ابلاستي يدعي السعوديين ان ايران وحزب الله هم من زودوا الحوثيين بتلك الصواريخ ، اطلاق صاروخ بلاستي على المدن السعودية يعيد توازن الرعب ، ونتذكر ان من حسم حرب الخليج الاولى بين العراق وايران عندما قصفت بغداد طهران بالصواريخ البلاستية  والتي طلبت على اثرها طهران بوقف اطلاق النار .

السعودية تنقل المعركة الى الساحة اللبنانية واستقالة الحريري  وكشف شرعية حزب الله  وتؤكد انها ستلقن حزب الله درسا  والجامعة العربية تتخذ قرار باعتبار حزب الله حزب ارهابي .

السيد حسن نصر الله يلقي خطاب  على اثر ذلك بسحب قواته من الارض العراقية  بعد اكتمال مهامها في محاربة داعش  ونافيا ان يكون حزب الله قد تدخل في شؤون الدول العربية الاخرى ......

المهم فلسطينيا وربما تعكف وزارة الحرب الاسرائيلية على تحديث دراستها العسكرية في اي مواجهة قادمة  على احد الاسرار العسكرية بخصوص سلاح المقاومة في غزة والذي  اعلن عنه السيد حسن نصر الله بانه قام  بارسال صواريخ كورنيت الى غزة ، هذا الصاروخ الذي سيحدث تغيير في موازين القوى في الحرب البرية والمشاة  ومضاد ايضا للطيران المنخفض الارتفاع وبما فيها الهليوكابتر .

ربما ارادت اسرائيل  من قصف النفق  استدراج فصائل المقاومة للرد لاكتشاف قوة الردع والسلاح المستخدم  لوضع المعايير العسكرية لتشكيلات وتسليح الجيش الاسرائيلي  في حالة نشوب اي مواجهة مع غزة ، ولكن اعتقد وبعد تصريحات السيد حسن نصر الله قد تأكدت بان هناك اسلحة جديدة دخلت قطاع غزة  وهي نوعية كسلاح صاروخ الكورنيت الذي يمكن استخدامه على منصات او على كتف يعمل بالليزر واصابته للهدف مؤكدة  فربما في اي مواجهة قادمة قد يستدرج الجيش الاسرائيلي الى عمق غزة ليقع مصيدة للانفاق وصواريخ كورنيت التي ستكون مذبحة لدبابات الاحتلال  وفي نفس الوقت  قد تعمل الانفاق المخترقة الحدود  الانزال قوات للمقاومة خلف  قوات الاحتلال المهاجمة مما يعطيها  حرية الحركة وميكانيكية عزل اي قوات تدخل غزة .

لو رجعنا للخلف عدة اسابيع بين تصريحات قادة حماس  واهمهم قائد الحركة الشاب السنوار  عندما قال نحن اقوياء  واذا اتت الحرب فنحن لها وستندم اسرائيل كثيرا لشنها اي هجوم على غزة ، اسرائيل بدورها ردت بان الحرب القادمة تختلف عن اي حروب من سابقتها .

في تلك الاجواء التسخينية تأتي المصالحة  كمطلب شعبي وطني اولا وثانيا لدوافع لدى فتح السلطة وحماس ايضا في حين ان فتح السلطة تحاول استدراج حماس لمطالبها السياسية وبالتحديد ايضا الامنية كشرط لدخول حماس النظام السياسي للسلطة ومنظمة التحرير  في حين ان مطلب حماس الشراكة الكاملة والحفاظ على سلاح المقاومة وامنه في حين ايضا ما زالت السلطة تتحدث عن عملية تمكين كاملة بما فيها الامن والسلاح الواحد والقانون الواحد ن حماس وافقت على ان يكون سلاح المقاومة سلاح دفاعي وقرار الحرب والسلام بشكل جماعي ، ولكن ما وراء التصريحات العلنية ، اعتقد هو  فرض الوصاية السياسية على حماس بانضمامها لنهج السلطة والتي توافق عليه دول الاقليم والابتعاد عن حزب الله ، التسخين على جبهة الشمال  ومصالحة مع غزة يخشى ان تكون عملية تنييم لعدم اشعال جبهة غزة بتوافق ماشعالهلها مه جبهة الشمال والتي يحضر لها ، فالمصالحة الجادة لا اعتقد انها تمر عبر مبررات التسكين والتمكين واهمال ملفات مهمة للخروج من الواقع الوطني المزري للشعب الفلسطيني وللفصائل  بل كان يجب فك الاجراءات العقابية عن غزة وانجاح اتفاق القاهرة بالاعلان عن الانتخابات لتجديد الشرعيات وهذا ما لا ترغب فيه السلطة للان والتي ما زالت مصدرة ملف التمكين للحكومة فقط ويعني ذلك التمكين الامني .

اجمالا اردت من وصف المشهد في بداية المقال لكي يتم للقاريء الربط بين عناصر المشهد وما يحدث في غزة والشمال من فلسطين .

معلومات عن صاروخ كورنيت الروسي:-

صاروخ موجهه مضاد للدروع ، يمكن اطلاقة من خلال منصة اطلاق خاصة تثبت علي الارض او من علي الكتف مباشرة او من علي منصات اطلاق مثبتة علي عربة مدرعة او عربة ذات دفع رباعي، يتم توجيه الصاروخ من خلال موجه بصري من خلال الرامي الذي يتابع توجية الصاروخ حتي يصل الي هدفة ، القذيفة من نوع الحشوة الجوفاء والتي يمكنها الانفجار علي مرحلتين يفصل بينها فاصل زمني قصير للغاية بهدف احداث أكبر اختراق في جسم الهدف قبل انفجار القذيفة النهائية ، يمتلك الصاروخ قدرة علي المناورة من خلال الالتفاف في حلقات دائرية اثناء تحليقة في اتجاهه ناحية الهدف حتي المرحلة الاخيرة التي يطبق فيها الصاروخ علي الهدف ويتوجة اليه بشكل مباشر، يختلف مدي الصاروخ من نسخة الي اخري حيث يتراوح مداه بين 2:8 كيلو متر وهو ما يمكنه من استهداف المدرعات علي مسافات بعيدة والمروحيات وهي تطير علي ارتفاعات منخفضة، يعتبر هذا الصاروخ واحد من ابرز المنافسين في فئة الصواريخ المضادة للدبابات.