بعد ما لا يقل عن 12 عاما في الظل، خرجت الحرب الإلكترونية إلى وضح النهار، وفي وقت كانت معظم الأسلحة السيبرانية تستخدم سرا كجزء من عمليات استخباراتية، أصبحت حاليا خيارا عسكريا واضحا في الصراعات بين الدول.
وبحسب موقع تيك ريبابليك المتخصص في تقنية المعلومات، توقع خبراء المعلوماتية ملامح جديدة لحروب الفضاء الإلكتروني ستطور خلال العام المقبل.
تسارع سباق التسلح الإلكتروني
إن امتلاك الدول لأحدث الأسلحة في مجال المعلوماتية أصبح شيئا وجوديا، وهو ما يفسر سباق التسلح المرير الذي لا يظهر أي علامة على التباطؤ.
فقد قام حلف شمال الأطلسي على سبيل المثال، بتحديث استراتيجيته مؤخرا لتشمل الاستخدام المحتمل للأسلحة السيبرانية إلى جانب الذخائر التقليدية.
وعلى المدى القصير، سيجد الباحثون في هذا المجال سوقا كبيرة، حيث تواصل الدول بناء قدرات فائقة من التسليح الإلكتروني، مع تزايد إنفاق الجيوش على هذه الأسلحة.
سمة أساسية للحرب
بحسب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، فإن "في أي صراع عسكري، سيصبح الفضاء الإلكتروني جزءا من ساحة المعركة".
ولا شك أن هناك أسلحة سيبرانية متطورة للغاية تم تطويرها ونشرها ضد أهداف محددة ذات قيمة عالية للغاية، على الرغم من أننا قد لا نسمع عنها.
لكن استخدام المزيد من الأسلحة والتقنيات السيبرانية سيصبح أمرا شائعا.
استعدادات لحرب "شبحية"
لا يوجد أي مجال آخر أمام شركات الطاقة والتكنولوجيا والوكالات الحكومية سوى تطوير أدواتها، لأن القراصنة المدعومين من دول أخرى يعكفون على دراسة أنظمة هذه الجهات من أجل اختراقها ونشر الفوضى في وقت ما.
ويتطلب ذلك الاستعداد لحرب شبحية تطال البنى التحتية لتعطيلها، والتسبب في تداعيات كانت سابقا تحدث نتيجة عمليات القصف الجوي.
تحور فيروسات الفدية.. سلاح سيحدث صداعا كبيرا
تصدرت فيروسات الفدية عناوين القصص الأمنية لهذا العام، ومن المرجح أن تواصل تصدرها لأحداث عام 2018.
لكن دافع القراصنة سيتحول تدريجيا من الابتزاز من أجل الأموال إلى الدخول في حرب بين دول، والشيء السيء هنا أن هذا النوع من البرمجيات الخبيثة قد يخرج عن السيطرة ويضرب بشكل عشوائي ليتحول من عملية استهداف لأجهزة حكومية إلى نوع من القصف العشوائي لأجهزة المدنيين.
إنترنت الأشياء.. منجم ذهب للقراصنة
إن الأجهزة التي ترتبط بالإنترنت مثل التلفاز الذكي وكاميرا الويب وكافة التطبيقات المنزلية المشابهة، ستعمل مثل جاسوس مزدوج، وستصبح أداة لشن هجمات حقيقية.
وعبر البرمجيات الخبيثة سيكون من السهل توجيه هذه الأجهزة لإحداث عطل كهربي واسع من خلال زيادة حمولة شبكة الكهرباء، ناهيك عن استخدامها لجمع معلومات حساسة.
"اليوم صفر".. الكارثة الأمنية
إن عدم نجاح أي وكالة أو منشأة في الاستعداد تقنيا وتصحيح الأخطاء الرقمية في شبكاتها، يعني أنها معرضة لكارثة أمنية كبرى في "اليوم صفر" الذي يسبق معرفة نوع الفيروس في معظم الهجمات.
ويتم العثور على نقاط ضعف البرمجيات الجديدة يوميا. وقد أظهر عام 2017 ما يمكن أن يحدث عندما يتجاهل المستخدمون تحديث أنظمتهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الباتش الذي كان يمكن أن يقي الأجهزة حول العالم من فيروس الفدية Wannacry، كان متاحا قبل الضربة العالمية بنحو 59 يوما.
التشفير.. سيظل صديقك
ستواصل الحكومات والسياسيون علاقة الحب والكراهية مع التشفير، يريدون هذه الحيلة لأن تكون في أقوى شكل ممكن عندما يتعلق الأمر بأسرارهم بينما يرغبون في أن تكون بأضعف أشكالها لدى أي شخص آخر. ومع هذه الحقيقة سيكون التشفير سيد الموقف في جميع الحالات.