باحثة فلسطينية من غزة تنتج مبيد فطري محلى الصنع يتداول بالسوق

pesticide
حجم الخط

وسط تلوث بيئي هائل يهدد المنتجات الزراعية بقطاع غزة من آفات حشرية وفطرية ضارة تعمل على تراجع كميات الإنتاج، ونظراً لتزايد استخدام المبيدات الحشرية الكيمائية الضارة للقضاء على هذه الآفات تاركة خلفها تأثيرات سلبية على الزراعة و صحة الإنسان .

أفكار
فكثرت الجهود العلمية المكثفة فتوصلت الباحثة هاله محيسن لإنتاج مبيد فطري حيوي لمكافحة الآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية بطريقة آمنة على البيئة والإنسان  في إطار نظام المكافحة الحيوية للزراعة، ليكون أول منتج مختص بمكافحة حفار أنفاق نبات الطماطم "التوتا أبسلوتا " .

قالت "سعيت لإيجاد مقاومة حيوية لحشرة التوتا أبسلوتا " Tuta Absoluta " باستخدام فطر يدعى البافاريا بيسينا  " Beauveria bassiana "، وهي آفة مدمرة لنبات الطماطم تحفر أنفاقاً كبيرة في أوراقها مما تؤثر على كمية الإنتاج وجودة الثمار لتصل الخسائر في المحاصيل من 50 - 100%، مما يستدعى الكثير من المزارعين إلى استخدام مواد كيمائية للتخلص من هذه الآفة.

وأوضحت محيسن أن أنتاج المبيد يهدف إلى التقليل من استخدام المواد الكيمائية الضارة، واستخدام الفطر (كائن حيوي) في القضاء على هذه الحشرة بطريقة آمنة لا تضر بالبيئة والإنسان والحيوان والتربة، ليتم تصنيع منتج نهائي من هذا الفطر يرش على محصول الطماطم فيقضي على تلك الحشرة وبيضها مما يساهم في مساعدة أكثر من 3000 مزارع في حماية محصولهم الزراعي من التلف .

وقال د . عبود القيشاوي محاضر في قسم الأحياء بجامعة الإسلامية واحد المشرفين على المنتج إن المبيد الحيوي الذي سمي بيوتوتاسايد يعتبر مبيدا حيويا بديلا عن المبيدات الكيماوية ، ويحتوي على جراثيم فطر " البوفاريا باسيانا" والتي تعمل على مكافحة أفه  حافرة أوراق الطماطم " التوتا ابسيليوتا" .

وأضاف إن الطماطم تعتبر هي العائل الرئيسي لأبناء القطاع ولا نستطيع الاستغناء عنها وبالمقابل في حالات انتشار آلافه تتراوح الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها في المحاصيل إلى أكثر من 80-100% .

تسويق المنتج

قال محمود الهندي احد المتابعين على إجراءات المنتج تم احتضان الفكرة وتحويلها إلى منتج وطني محلى الصنع ليتم تداوله في السوق المحلي  وتم تجربته على العديد من المحاصيل وقد لوحظ بأنه يكافح آلافه في جميع أطوار نموها .

وتابع قوله بأنه تمت المتابعة من قبل الجامعة  و وزارة الزراعة وبعض الدكاترة المتخصصين بالمبيدات فتم  تجربته على ثلاث دونمات من محاصيل الطماطم وتحت اشرف مستمر من قبل طاقم متخصص كلف من قبل الجامعة و وزارة الزراعة .

وقال الهندي بناء على ذلك منح الرخصة من قبل الوزارة و السماح بتداوله داخل السوق المحلي ، و حدد سعره  ليلاءم للمزارع وهو اقل تكلفة من المبيدات الكيمائية التي تستخدم لمكافحة نفس آلافه و الجدير بالذكر بأنه مبيد فطري امن ولا يشكل اى خطر على صحة الإنسان .

صعوبة تسويق

أضاف الهندي لوحظ عدم وجود قابلية من قبل التجار في تسويق المنتج خاصة بكونهم وكلاء معتمدين لدي شركات دولية و عمم بعض التجار على المحلات بان  المنتج رديء ولا يعطي اى فعالية.

وتم التلاعب بعبوات المبيد ففرغت من المبيد وتعبيتها بمياه محلاه و إثبات ذلك بعد شكوى المزارعين بعدم فعالية المبيد فأجريت فحوصات مخبريه على العبوات التي استخدمها المزارعين وتم اكتشاف الأمر .

د احمد أبو مسامح مدير دائرة المبيدات والحجر الزراعي بوزارة الزراعة غزة قال شجعت الوزارة المبيد لكونه فطري حيوي خالي من السمية والمواد الكيميائية فلذلك تم تسجيله ضمن المبيدات المسموح استخدامها.

وأضاف كانت الوزارة مشرفة على الأمر وقد اثبت فعاليته على ارض الواقع وقد استخدمه بعض المزارعين الذين يقوموا على أنتاج طماطم الشيري التي تصدر للدول الأوربية .

ونوه مسامح إلى وجود صعوبات في آليات استخدام المبيد فاعتبرها كأحد الدوافع لعدم إقبال المزارع على استخدامه.

وشدد إلى إلزامية متابعه المنتج لكونه خاضع لأي فحص مثل باقي الفحوصات ويجب المتابعة وأضاف لن تأتينا اى شكوه من قبل المزارعين وفى حاله وجودها يتم متابعتها بشكل فوري .

المواطن أبو محمد بشير يملك 12 دونما في محافظة دير البلح يزرعها بمحاصيل الطماطم الشيري بشكل دوري وحاصل على شهادة للتصدير للخارج قال "عند سماعي عن منتج فطري حيوي قد تشجعت على جلبه وخاصة عند معرفتي بأنه يكافح حشرة الطماطم" .

فقمت بجلبة و العمل على تجربته على المحاصيل وقمت بمتابعه التعليمات المتواجدة على العبوة فقمت باستخدامه وبالفعل وضحت تاثيرة على الاشتال وكان الدافع الأساسي بالبحث عنه لكونه حيوي ولا يوجد منه اى ضرر على صحة الإنسان لكونها احد المعايير للتصدير للخارج .

وأضاف عند جلبي المبيد  بالمرة الثانية كانت الأمور سلبية فقمت بالذهاب للوزارة  للمعرفة ما الذي يحصل قد اتضح انه المبيد مياه مذوب به سكر ، و كلفني هذا خسارة 8000$ جراء فقط غش التجار المبيد .

التاجر أ ع مورد ووكيل حصري للأحد الشركات الدولية قال إن مثل هذه المنتجات يعمل على قله الطلب على المنتجات الكيميائية التي يتم استيرادها من الشركات الدولية و الإسرائيلية و ما نهدف أليه هو البيع لأجل إن نعمل وفى هذه الحالة يقلل مثل هذه المنتجات قله الطلبة على المبيدات الكيميائية .

وأضاف أننا نعلم جيدا بأنه يوجد مضرة من المبيدات الكيميائية ولا يؤثر المبيدات الفطرية الحيوية لكونها أمنة ومن الطبيعة وهي صديقة للبيئة ونوه انه تم غش مبيد  " البوفاريا باسيانا" بتفريغ العبوات من المبيد وتعبئته بمياه وسكر وهو عمل صادر عن التجار وكان يوجد علم بيننا فيما يحصل وكان جميع على علم بما يحصل .