كلف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الجيش والشرطة باستعادة الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة شهور "باستخدام كل القوة الممكنة".
جاء هذا بعد خمسة أيام من مقتل 305 أشخاص وإصابة أكثر من 100 آخرين في هجوم استهدف مسجدا في سيناء.
وبعد ساعات من الهجوم، الأشد دموية في تاريخ مصر الحديث، تعهد السيسي باستخدام "القوة الغاشمة" في الرد.
وفي كلمة بثها التلفزيون بمناسبة الاحتفال بمولد النبي محمد، قال السيسي، اليوم "أنا ألزم الفريق محمد فريد حجازى (رئيس أركان الجيش) خلال 3 شهور باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء...أنت والشرطة المدنية... وتستخدم كل القوة الغاشمة... كل القوة الغاشمة".
وأثار استخدام الرئيس المصري لمصطلح "القوة الغاشمة" حالة من الجدل حين استخدمه لأول مرة يوم الجمعة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في إطار الحديث عن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد منفذي الهجمات المسلحة في سيناء.
لكن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، قال إن معنى "القوة الغاشمة التي قصدها الرئيس هي القوة الشرسة، التي لا ترحم المعتدين وتلاحق الإرهابيين أينما وجدوا وتأخذهم جميعا دون شفقة أو رحمة وتأتي بالقصاص السريع للضحايا"، مضيفاً أن "عملية الثأر للضحايا مستمرة".
من جهة أخرى، قال السيسي إن الدولة ستجعل من بلدة بئر العبد، التي شهدت الهجوم، "مدينة يشار لها بالبنان"، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى توجيه مزيد من الموارد وتحسين الخدمات والبنية التحتية بها.
وفي وقت سابق، كلّف السيسي القوات المسلحة ببناء نصب تذكاري ضخم يخلد ذكرى ضحايا مسجد الروضة بالبلدة الواقعة غرب مدينة العريش بشمال سيناء.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الشبهات تدور حول جماعة "ولاية سيناء" الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتشن قوات الأمن والجيش في مصر حملة عسكرية موسعة في شمال سيناء منذ سنوات، تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة هناك.
وقُتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة مسؤوليتهم عن كثير منها.
ويشكو نشطاء في سيناء من أن العمليات العسكرية تؤدي إلى وقوع انتهاكات تشمل قتل مدنيين وهدم منازل.
وتقول السلطات إنها تتوخى الحرص في عملياتها العسكرية، لكنها تفرض قيودا تحول دون وصول وسائل الإعلام المستقلة إلى سيناء.