عيد الوحدة: تتويج ملكي لمسار  الانتصار  الدبلوماسي وحسم نهائي لملف الصحراء المغربية

الإعلامية سميرة والنبي
حجم الخط

باريس - وكالة خبر

بقلم: الإعلامية سميرة والنبي

في خطاب تاريخي مفعم بالفخر الوطني ، يحمل بين طياته الرمزية العميقة، رسّم العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس 
يوم 31,أكتوبر 2025 بـ”آية الفتح” الخالدة:

“إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا”إيذانا بانطلاقة مباركة جديدة في صفحة جديدة من مسار الوحدة الوطنية  بعد نصف قرن من الكفاح والنضال، عنوانها عيد الوحدة  وهو اليوم الوطني الجديد الذي يُخلّد لقرار مجلس الأمن الأممي الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية.

هذا القرار السيادي الجديد لا يُعدّ مجرد إعلان رمزي، بل هو تجسيد حيّ لانتصار الدبلوماسية المغربية التي يقودها بحكمة ورؤية متبصرةً لملك البلاد ، والتي استطاعت خلال 26 سنة أن تنقل قضية الصحراء من خانة النزاع المفتوح إلى خانة الاعتراف الدولي بمغربية الأقاليم الجنوبية.

التحول الأممي.. من الاعتراف إلى الحسم

وقد عبّر جلالة الملك، في خطابه  السامي الموجه إلى الأمة بمناسبة هذا الحدث التاريخي  العظيم عن اعتزازه العميق بتزامن هذا التحول التاريخي مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لاستقلال المملكة، ليصبح عيد الوحدة جوهرة تتوّج مسيرة وطنية مجيدة من الكفاح والعمل الدبلوماسي المتواصل.

وشكّل القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي كما قال جلالة الملك، تحولًا نوعيًا في مسار الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. 

فقد أقرّ المجتمع الدولي، بأغلبية الثلثين داخل الأمم المتحدة، بمصداقية وواقعية مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الوحيد والنهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.

هذا التحول الأممي، الذي وصفه جلالة الملك بـ”الفتح المبين”، جاء ثمرة دبلوماسية حكيمة ورؤية استراتيجية رسّخت مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة، تؤمن بالسلام والتعاون، وتدافع بثقة عن وحدتها الترابية.

عيد الوحدةً : دلالات عميقة

ويحمل عيد الوحدة الوطنية دلالات عميقة، إذ يخلّد اللحظة التي اعترف فيها المجتمع الدولي، عبر مجلس الأمن، بأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي الحل الواقعي والنهائي للنزاع، وأن وهم الانفصال انتهى إلى غير رجعة. 

كما يعكس هذا اليوم إرادة المغاربة في كل أرجاء المملكة  الفسيحة المباركة لتجديد العهد على الوحدة الترابية، وتأكيد أن الصحراء لم تكن يوماً سوى جزءاً من هوية الوطن وتاريخه.

إقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية هو تتويج لمسار طويل من النضال السياسي والدبلوماسي، ورسالة قوية للعالم بأن المغرب انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة البناء والتثبيت، مستنداً إلى شرعية تاريخية وقانونية وشعبية لا يمكن الطعن فيها.

اليوم إذ يحتفل  المغاربة قاطبة لأول مرة بـ”عيد الوحدة”، فإنهم يحتفلون في حقيقة الأمر  بـ ملحمة وطنية تُدرّس في فنون الصبر والحنكة السياسية، وبانتصار أمة آمنت بعدالة قضيتها، ففرضت احترامها على الجميع.

إنه يوم مغربي بامتياز… يوم تتوحد فيه الذاكرة الوطنية حول راية واحدة، ووطن واحد، ومستقبل عنوانه العريض: 

الصحراء مغربية… وستبقى مغربية  إلى الأبد ، ولا مناص …