اعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان صادر عنها ، رحيل الفنان المسرحي القدير نادر عمران، خسارة للمسرح العربي الذي فقد واحداً من قاماته، هو الذي قدم الكثير للمسرح في الأردن والوطن العربي، ولم تغب عنه قضية فلسطين يوماً، وهو الذي أسس أيضاً لفرق وفعاليات مسرحية ذات بعد وحدوي، كما ساهم في تكريس حضور المسرح الجاد على الخريطة العربية، ومن أبرزها فرقة ومهرجان فوانيس المسرحي.
وأشادت الوزارة بالمواقف التي لطالما تنباها عمران في أعماله المسرحية، وخاصة تلك التي تتعلق بفلسطين وقضيتها العادلة، والتي تعكس أهمية الفن في مقارعة الاحتلال، ومقاومة محاولاته وسياساته المتواصلة لعزل فلسطين عن عمقها العربي والإنساني، هو الذي لفت ذات يوم إلى أن أعماله المسرحية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تمثل مذكراته الشخصية عن تاريخ فلسطين وما عايشه بطريقة "الكوميديا السوداء"، حيث قدم من خلالها "خلاصة تجربته الشخصية مع الاحتلال، وكيف يفهم قضيته الفلسطينية".
يشار إلى أن الفنان عمران مخرج وكاتب من مواليد بلدة حلحلول بمحافظة الخليل العام 1955، ونال البكالوريوس في الفنون المسرحية من أكاديمية الفنون بمصر العام 1979.
وكان عمران عضواً في رابطة نقابة الفنانين، ومن المؤسسين لمهرجان المسرح الاردني، كما شارك في مؤتمرات ومهرجانات عربية وعالمية عدة، وألف عدة دراسات منها: دراسة عن القضية الفلسطينية في المسرح الأردني، وتاريخ المسرح في الأردن للموسوعة العالمية للمسرح، ودراسة عن الفرق المسرحية المستقلة في المنطقة العربية لمهرجان لندن المسرحي، ودراسة عن أهم التجارب المسرحية في الأردن.
وألف عمران وأخرج عدداً من الأعمال، من بينها "عاش جلجامش عاش" (1991)، و"طيبة تصعد إلى السماء" (1992)، و"حياة لأجل الموت" (1993)، و"مسرحية رمزية جداً" (1994)، و"كوميديا سوداء" (1994)، و"عيون ماريا والسندبا" (1995)، و"جسر العودة" (2001)، كما أثر في المشهد المسرحي العربي من خلال موقعه كمدير لمهرجان "أيام عمّان المسرحية".